ألمانيا تطالب أوكرانيا برفض مقترح أميركي يُمثل “استسلاماً”

قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الأحد، إن أوكرانيا يجب ألا توافق على أحدث مقترح للرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي يقضي بالتنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي مقابل وقف إطلاق النار مع روسيا، لأن ذلك سيمثل “استسلاماً”.
وأشار في تصريحات لقناة ARD الألمانية العامة، أن كييف تُدرك بوضوح أنها قد تحتاج إلى التخلي عن بعض الأراضي للتوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام.
وأضاف بيستوريوس الذي من المرجح أن يظل وزيراً للدفاع في الحكومة الائتلافية الألمانية الجديدة “لكنهم بالتأكيد لن يصلوا، أو ينبغي ألا يصلوا، إلى حد (قبول) الاقتراح الأخير للرئيس الأميركي”.
وتابع: “كان بإمكان أوكرانيا بمفردها أن تحصل قبل عام على ما تضمنه اقتراح ترامب ذلك، إنه أشبه بالاستسلام. لا أستطيع أن أرى أي قيمة مضافة في هذا الاقتراح”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقترح خطة سلام جديدة من أجل وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من 3 سنوات بين روسيا وأوكرانيا، تشمل اعترافاً أميركياً بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم التي استولت عليها في عام 2014، لتنهي عقداً من الرفض الأميركي.
وبحسب تقرير نشرته قبل أيام صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، تضمّن مقترح السلام الجديد اعترافاً من الولايات المتحدة بأن شبه جزيرة القرم جزء من روسيا، وهو ما كانت تخشاه أوكرانيا خلال فترة ولاية ترمب الأولى بالسيطرة الروسية على القرم.
وفي حملته الانتخابية، صرَّح ترمب بأنه “سينظر في الأمر”، رغم أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وحلفاء الولايات المتحدة الغربيين كانوا قد رفضوا ضم موسكو لهذه المنطقة الاستراتيجية، كما أشار ترمب في ذلك الوقت إلى أن “شعب القرم، بناءً على ما سمعته، يُفضّل أن يكون مع روسيا”.
وتعد المساعي الدبلوماسية الحالية، الجهود الأكثر تضافراً لوقف القتال منذ أشهر الغزو الروسي لأوكرانيا الأولى في فبراير 2022، إذ تسيطر روسيا حالياً على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا.
إلا أن فكرة الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرضٍ روسية تواجه رفضاً مطلقاً من أوكرانيا أو المدافعين عنها، حيث استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الاحتمال، الأربعاء، قائلاً إن ذلك سيشكل “انتهاكاً للدستور الأوكراني”، وأضاف: “لا مجال للحديث عن هذا الموضوع. هذه أرضنا، أرض الشعب الأوكراني”.
لكن ترمب بدا لاحقاً وكأنه يميّز بين الاعتراف الأوكراني بالقرم كأرض روسية، وهي الخطوة التي تعد شبه مستحيلة بالنظر إلى رفض الرأي العام في كييف لها، وبين اعتراف الولايات المتحدة بذلك، موضحاً أن “لا أحد يطلب من زيلينسكي الاعتراف بأن القرم أرض روسية”.
وتحظى شبه جزيرة القرم بقيمة استراتيجية خاصة بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالنظر إلى الأهمية العسكرية للمدينة الساحلية سيفاستوبول، حيث يتمركز أسطول البحر الأسود الروسي، والتي شهدت معارك ملحمية خلال الحرب العالمية الثانية وحرب القرم في منتصف القرن الـ19.