إيران تستبق المحادثات النووية مع واشنطن بطلب لقاء مع أوروبا

تستعد العاصمة الإيطالية روما لاستضافة الجولة الرابعة من المحادثات الأميركية الإيرانية، السبت، فيما تسعى طهران إلى عقد اجتماع مع دول الترويكا الأوروبية E3 المشاركة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، وذلك قبل المباحثات مع واشنطن في محاولة لتقييم موقف أوروبا من إعادة فرض العقوبات على إيران.
ونقل مراسل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصدرين مطلعين قولهما إنه “من المتوقع انعقاد الجولة الرابعة من المحادثات الإيرانية الأميركية في روما، السبت المقبل”.
وذكر مسؤولون عمانيون، أنه من الممكن عقد جولة جديدة من المحادثات الأميركية-الإيرانية في الثالث من مايو المقبل بأوروبا.
وأجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، السبت الماضي، جولة ثالثة من المحادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين استمرت نحو 6 ساعات، وذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بـ”البناءة”.
ورقة إعادة فرض العقوبات
وقال 4 دبلوماسيين لوكالة “رويترز”، الاثنين، إن إيران اقترحت عقد اجتماع ربما في روما، الجمعة المقبل، مع الأطراف الأوروبية التي شاركت في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وذلك في حالة استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة.
وأشار الدبلوماسيون، إلى عدم تلقي رد من الأوروبيين على هذه الفكرة حتى الآن، كما أكد مسؤول إيراني المقترح، لكنه قال إن دول الترويكا الأوروبية لم ترد حتى الآن.
وكانت إيران قد توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 2015، وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، لكن ترمب انسحب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى، ما يجعل واشنطن عاجزة عن تدشين آلية في مجلس الأمن الدولي لمعاودة فرض العقوبات الواردة في الاتفاق.
وبعد انسحاب ترمب في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود، وتجاوزتها بكثير في إطار تطوير برنامجها النووي.
وتنفي طهران دوماً رغبتها في صنع سلاح نووي، ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تُسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم “بشكل كبير” إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة 90% تقريباً اللازمة لصنع أسلحة.
وحين سُئل المسؤول الإيراني عما إذا كان اقتراح الاجتماع مع الأوروبيين يتعلق بمسألة استئناف فرض العقوبات، أشار المسؤول الإيراني إلى أن “هذا جانب من هدف الاجتماع”.
وذكر أن “المحادثات مع الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالخطوات النووية، لا تتحرك بسرعة، ومن الواضح أننا بحاجة لمزيد من الوقت، وطهران لا تؤيد كثيراً التوصل إلى اتفاق مؤقت، بسبب عدم الثقة في الجانب الأميركي”.
وأضاف المسؤول الإيراني: “ماذا لو نفذنا خطوتنا بموجب اتفاق مؤقت، ولم ينفذ الطرف الآخر. نحن بحاجة إلى أن يفهم الأوروبيون أننا نريد اتفاقاً جديداً، ونحن مستعدون لاتخاذ خطوات للحد من تخصيبنا لليورانيوم، ولكننا نحتاج إلى وقت”.
ويشير تواصل إيران مع “الترويكا الأوروبية”، إلى أن طهران تبقي على خياراتها مفتوحة، لكنها تريد أيضاً تقييم موقف الأوروبيين من احتمال معاودة فرض عقوبات من جانب الأمم المتحدة قبل أكتوبر المقبل عندما ينتهي سريان الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015.
أوروبا تدرس الانتظار
ولفت دبلوماسيان من الترويكا الأوروبية ودبلوماسي غربي، إلى أن إيران أرسلت – بعد محادثات السبت الماضي مع الولايات المتحدة- اقتراحاً لاجتماع ربما في روما، الجمعة.
وقال الدبلوماسيون، إن إيران اقترحت أيضاً إجراء مناقشات في طهران قبل ذلك التاريخ.
وذكر الدبلوماسيون، أن هذه الدول تعكف على تقييم ما إذا كان من مصلحتها لقاء إيران الآن أم الانتظار لمعرفة تطورات المحادثات مع واشنطن، لكنهم استبعدوا عقد اجتماع في طهران.
وشدد المسؤول الإيراني، على “أهمية الحفاظ على التوافق مع جميع أطراف اتفاق 2015. لذا سيكون من المفيد لقاء دول الترويكا الأوروبية هذا الأسبوع قبل الجولة التالية من المحادثات مع الأميركيين”.
وأبدى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس الماضي، استعداده للتوجه إلى أوروبا لإجراء محادثات، لكنه أشار إلى أن الكرة في ملعب أوروبا بعد توتر العلاقات بين الجانبين.
واجتمعت طهران والقوى الأوروبية الثلاث مرات عدة ومنذ سبتمبر الماضي، لمناقشة العلاقات والقضية النووية.
وعُقد أحدث اجتماع في مارس الماضي على المستوى الفني بحثاً عن معايير اتفاق مستقبلي يضمن التراجع عن البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات.
“مسائل عالقة”
وبحث وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال زيارته لإيران، الاثنين، جميع المسائل العالقة بين الجانبين من بينها قضية الضمانات، بحسب وكالة “مهر” الإيرانية التي أشارت إلى أنه تم الاتفاق على آلية متابعة هذه المسائل، واستمرار المحادثات، وتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها.
ووفقاً لـ”مهر”، أجرى نائب مدير شؤون الضمانات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ماسيمو آبارو محادثات مع نائب رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية للشؤون الدولية والبرلمانية بهروز كمالوندي بشأن القضايا الفنية والضمانات.
وأوضحت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان، أن وفد الوكالة الدولية “سيغادر طهران الليلة (الاثنين) متوجهاً إلى فيينا”، مشيرةً إلى أن الطرفين “ناقشا جميع المسائل العالقة، بما في ذلك القضايا المتبقية المتعلقة بالضمانات، وتم الاتفاق على آلية متابعة هذه المسائل، واستمرار المحادثات، وتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها”.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أعلن، الأربعاء الماضي، أن إيران وافقت على السماح لفريق فني من الوكالة بدخول البلاد خلال الأيام المقبلة لمناقشة إعادة كاميرات المراقبة في المنشآت النووية، واصفاً تلك الخطوة بأنها “إشارة مشجعة” من طهران.
وجاءت تصريحات جروسي خلال لقاء مع صحافيين في واشنطن، بعد زيارته طهران، الأسبوع الماضي، ولقاءه عدداً من المسؤولين الإيرانيين.
ولفت جروسي، إلى أن “المسؤولين الإيرانيين وافقوا على السماح لفريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمناقشة استئناف الوصول إلى المواقع النووية ومراقبتها، إلى جانب بحث عدة قضايا أخرى”.
وذكر أن الوكالة “لا تلعب دوراً مباشراً في المحادثات” القائمة بين إيران الولايات المتحدة، وأن إدارة ترمب لم تطلب منها ذلك.
واعتبر جروسي، أن “سعي إيران والولايات المتحدة لحل القضية سلمياً أهم من مشاركة مراقبي الأمم المتحدة”، لكن أكد أنه “عندما يتعلق الأمر بضمان امتثال إيران لأي اتفاق، يجب أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ذلك”.