اخر الاخبار

إسرائيل تلوح مجدداً بالورقة العسكرية ضد إيران.. وعراقجي يحذر

جدّدت إسرائيل، الاثنين، تهديدها باستهداف البرنامج النووي الإيراني، رغم نبرة التفاؤل من واشنطن وطهران بشأن المحادثات النووية عقب ثلاث جولات من المفاوضات، فيما حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي برد “فوري” ضد أي هجوم يستهدف بلاده.

وقال وزير الدفاع الإيراني يسرائيل كاتس، الاثنين، خلال حديثه إلى قيادة هيئة أركان الجيش، إن إسرائيل لا تزال مستعدة لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف كاتس: “المهمة المركزية هي منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وقد استعددنا لذلك، بطبيعة الحال، في إطار حوار عميق مع الولايات المتحدة”.

واعتبر كاتس أن إسرائيل، في حروبها الأوسع وفي معركتها ضد إيران ” تعلم أن هناك من تعتمد عليه لاتخاذ وتنفيذ القرارات الضرورية، بما في ذلك تنفيذ ضربات ضد إيران إذا استدعت الحاجة”.

“رد فوري وبالمثل”

وحذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الاثنين، من أن أي عمل عسكري ضد بلاده سيقابل برد فوري وبالمثل، وشدد على أن إيران واثقة في قدراتها لإحباط أي محاولات لتخريب أو إملاء سياستها الخارجية.

وقال عراقجي في منشور عبر حسابه على منصة “إكس”: “ليس هناك خيار عسكري فحسب بل لايوجد حل عسكري، و سيتم الرد فوراً و بالمثل على أي عمل عسكري ضد إيران”.

واعتبر عراقجي في منشوره أن “توهّم الكيان الإسرائيلي بأنه قادر على إملاء ما ينبغي أو لا ينبغي على إيران فعله، هو بعيد كل البعد عن الواقع ولا يستحق الرد عليه. ولكن وقاحة نتنياهو لافتة للنظر في رغبته في إملاء ما يمكن أو لا يمكن للرئيس ترمب فعله في دبلوماسيته مع إيران!”.

وتابع: “دعوني أكون واضحاً أكثر، إيران قوية بما يكفي وواثقة بما يكفي في قدراتها لإحباط أي محاولات من قبل جهات أجنبية خبيثة لتخريب أو إملاء سياستها الخارجية، ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن يبقى نظراؤنا الأميركيون على نفس القدر من الثبات”.

والأحد، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تفكيك البنية التحتية النووية لإيران بالكامل، وقال إن “الاتفاق الجيد” الوحيد هو الذي ينجم عنه إزالة “كل البنية التحتية”، على غرار الاتفاق الذي أبرمته ليبيا مع الغرب في عام 2003 نوشهد تخليها عن برامجها النووية والكيميائية والبيولوجية والصاروخية.

ويتعهد مسؤولون إسرائيليون منذ فترة طويلة بالحيلولة دون حصول طهران على أسلحة نووية، وهو التأكيد الذي يكرره نتنياهو.

ولم تستبعد إسرائيل مهاجمة منشآت إيران النووية خلال الأشهر المقبلة، لكن “رويترز” نقلت في 19 أبريل عن مسؤول إسرائيلي ومصدرين مطلعين قولهم، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ نتنياهو بأن الولايات المتحدة غير مستعدة لدعم مثل هذه العملية في الوقت الراهن.

وقال نتنياهو في تصريحاته، الأحد، إنه أبلغ ترمب بأن أي اتفاق نووي مع إيران يجب أن يمنعها أيضاً من تطوير صواريخ باليستية.

وذكر مسؤول إيراني لـ”رويترز”، هذا الشهر أن طهران تعتبر برنامجها الصاروخي نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات مع الولايات المتحدة.

أهداف إيران

وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني إبراهيم رضائي، إن اللجنة عقدت، الأحد، جلسة للاستماع إلى تفاصيل المفاوضات الإيرانية الأميركية، بحضور مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، حسب ما أفادت وكالة “إرنا” الإيرانية للأنباء.

وأضاف رضائي أنه تم خلال الاجتماع التأكيد على “ضرورة انتفاع إيران من مواردها الاقتصادية، وتطبيع علاقاتها التجارية من خلال رفع الحظر المفروض عليها، وأن ينتفع الشعب الإيراني من المنافع الاقتصادية المترتبة على الاتفاق المحتمل، ويتم رفع الحظر عملياً عن البلاد، كما يتعين تطمين ايران بشأن استدامة الاتفاق”.

وتابع: “أكد تخت روانجي، على تجنب الإجراءات التخريبية أثناء المفاوضات وبعد الاتفاق المحتمل، نظراً لأهمية رفع العقوبات النفطية والبتروكيماوية والغاز والشحن والنشاطات المالية والمصرفية، والإفراج عن موارد وأصول إيران المجمدة في الخارج”.

كما شدد على “ضرورة رفع جميع العقوبات الصناعية والتجارية والمفروضة على النقل والتأمين وحظر المؤسسات والأفراد، وإغلاق ملف إيران النووي في مجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وأشار رضائي إلى أن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، أكد على أن المفاوضات “تقتصر على المجال النووي فقط”، وذكر أن “التخصيب بنسبة صفر بالمائة، أو القضية الصاروخية أو القدرة الدفاعية والإقليمية لإيران” لم تطرح خلال المفاوضات، على اعتبار أنها “جزء من الخطوط الحمراء”، وأن طهران تتفاوض “وفقاً للتعليمات المحددة”.

تواصل المفاوضات

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، أن فريقاً فنياً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل إلى إيران لإجراء محادثات مع السلطات.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي صرح قبل أيام بأن الوكالة التابعة للأمم المتحدة ستشارك على الأرجح في الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.

وأجرى عراقجي ومبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، السبت، جولة ثالثة من المحادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين استمرت نحو ست ساعات، وذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بالبناءة.

وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني حينها: “المفاوضات جادة وفنية للغاية… لا تزال هناك خلافات، سواء في القضايا الرئيسية أو في التفاصيل”.

وذكر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، السبت، أنه سيتم استئناف المفاوضات في 3 مايو المقبل باجتماع رفيع المستوى.

وانقسمت الجولة الثالثة من المفاوضات إلى قسمين، الأول منها سياسي يقوده عراقجي وستيف ويتكوف، والقسم الثاني هي مفاوضات فنية على مستوى الخبراء، يشارك فيها من الجانب الإيراني كاظم غريب آبادي، مساعد الشؤون القانونية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية، ومجيد تخت روانجي، المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني، فيما يمثل الجانب الأميركي في هذا الشق مايكل أنطون، مدير فريق تخطيط السياسات التابع لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *