اخر الاخبار

الصين تشعل فتيل كشمير؟.. تقرير يكشف مخططات بكين السرية

ذكر تقرير لمجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية أن كل العيون تركز حالياً على التوترات الجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، إلا أن هناك بؤرتين ساخنتين محتملتين أخريين قد تندلع منهما حرب كبيرة.

ـ الصين تشعل فتيل كشمير

 

وفي هذا الصدد، سلط المحلل العسكري الأمريكي، براندون وايكيرت، في “ناشونال إنتريست” الضوء على أزمة كشمير، ورأى أن المنافسة المتصاعدة بين الهند وباكستان، والمواجهة بين الولايات المتحدة والفلبين وجمهورية الصين الشعبية في بحر الصين الجنوبي، تمثلان مصدري خطر إضافيين، حيث تتدخل بكين بمستويات غير مسبوقة في كلتا الحالتين.

وقال وايكيرت: إنه “بعد هجوم إرهابي في منطقة باهالجام بكشمير أسفر عن مقتل 26 مدنياً هندياً، ردت نيودلهي بخطة دبلوماسية من 5 نقاط لمنع تكرار مثل هذه الهجمات”.

وطالب الزعماء الهنود بأن تجري باكستان، تحقيقات شاملة لمكافحة الإرهاب وتقديم الجناة وداعميهم داخل باكستان إلى العدالة.

فيما ردت إسلام آباد، ووصفت محاولة الهند لربط الهجوم بها بأنها “تفتقر للعقلانية ومنافية للمنطق”، وقالت الحكومة الباكستانية: إن “باكستان وقواتها المسلحة تظل قادرة ومستعدة تماماً للدفاع عن سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”.

ووفقاً للتقرير، ردت الهند بتعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند، مانعةً باكستان من الحصول على تدفقات حيوية من نهر السند، مما قد يمهد الطريق لنشوب حرب جديدة.

وتعد معاهدة مياه نهر السند، التي وقعت عام 1960 بعد 9 سنوات من المفاوضات بين الطرفين، إحدى الدعائم الأساسية للاستقرار في المنطقة، وقد نصت على الاستخدام غير المقيد من جانب باكستان لمياه أنهار السند وجيلوم وشيناب.

وإلى ذلك، حذر وايكيرت، من أن إلغاء الهند للمعاهدة، التي صمدت لأكثر من 40 عاماً رغم التوترات، يفتح الباب أمام تصعيد خطير، خاصةً أن باكستان تمتلك ورقة ضغط عبر تحالفها القوي مع الصين، التي تسيطر على منابع عدة أنهار تصب في الهند.

وهنا، أوضح وايكيرت أن هناك مخاوف من أن الصين قد تهدد الهند بمنع تدفق مياه بعض الأنهار الواقعة تحت سيطرتها مثل نهر جالوان، كرد فعل على تعليق المعاهدة.

وأشار إلى أن الاشتباكات الحدودية بين الهند والصين عام 2020 كانت تتعلق في جزء منها بالسيطرة على حقوق المياه في هضبة التبت.

ويرى وايكيرت أن الإرهاب، وحروب المياه، والاشتباكات الحدودية جميعها تنطوي على خطر اندلاع حرب حقيقية بين الهند وباكستان المسلحتين نووياً، فيما قد تستغل الصين حالة عدم الاستقرار لتحقيق مكاسب.

وعلى الجانب الآخر من آسيا، ذكر وايكيرت أن مضيق لوزون بين الفلبين وتايوان يمثل ساحة توتر جديدة، حيث ينشر سلاح مشاة البحرية الأمريكي منصة الصواريخ الجديدة “نيميسيس” لمراقبة المضيق الحيوي، في محاولة لردع البحرية الصينية ومنعها من تهديد جيرانها مثل الفلبين.

وبيّن وايكيرت أن مضيق لوزون، الذي يفصل جنوب تايوان عن شمال الفلبين، حيوي لاستراتيجية الصين الساعية لفرض حصار على تايوان، مؤكداً أن منصة نيميسيس قد تعيق السيطرة الصينية على المضيق إذا ما اندلع الصراع.

وبحسب وايكيرت فإن البحرية الصينية أرسلت مجموعة حاملة الطائرات “شاندونج” عبر مضيق لوزون، مروراً بالقرب من مواقع منصة نيميسيس، في رسالة تحد واضحة لواشنطن مفادها “لن يتم ردعنا”، وفق تعبيره.

كما قال وايكيرت: إن مرور “شاندونج” عبر المضيق يرمز إلى رسالة استراتيجية من الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مفادها أن الصين تملك اليد العليا في المنطقة، في حين أن الولايات المتحدة أصبحت أضعف عسكرياً مقارنة بعقود ماضية، مع انتشار قواتها عبر مناطق عديدة مقابل تركيز القوات الصينية إقليميا.

وأكد وايكيرت، أن الولايات المتحدة، إلى جانب منصة نيميسيس، لا تملك سوى حاملة طائرات واحدة في المحيط الهادئ، وهي “يو إس إس نيميتز”، بينما يتمركز معظم أسطولها البحري في الشرق الأوسط.

ويعتقد وايكيرت، أن العالم يبدو مشتعلاً في كل الاتجاهات، حيث تقترب الحرب في أوكرانيا من استدراج القوى العظمى إلى مواجهة مباشرة، كما تهدد أزمة إيران بحدوث السيناريو نفسه، مع تصاعد التوتر في شبه القارة الهندية.

ونبّه وايكيرت، من أن هذه الصراعات استنزفت قوة الولايات المتحدة وشتتت تركيزها عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحيوية، معتبراً أن هذا التشتت ليس عشوائياً، بل جزء من مخطط استراتيجي صيني متعمد.

وفي ختام تقريره، أكد وايكيرت، على أن بكين، عبر إشعال أو تأجيج الحرائق الجيوسياسية حول العالم، ضمنت أن تبقى الولايات المتحدة في حالة عدم توازن دائم عندما يحين وقت المواجهة الكبرى.


المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *