إيران تجتمع الترويكا الأوروبية قبل المفاوضات مع واشنطن

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء، إن الجولة الجديدة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة ستعقد في روما، السبت، ولكنه حذر من أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن “تبعث برسالة سلبية”، مشيراً في الوقت نفسه، إلى مفاوضات مع دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، الجمعة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية قوله للصحافيين، إن الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن، بوساطة سلطنة عمان، ستُعقد في روما.
وأضاف: “سنعقد أيضاً الجمعة، اجتماعاً مع دول الترويكا الأوروبية”، وانتقد عراقجي نهج الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، في المفاوضات، مضيفاً: “برأيي، أنّ الدول الأوروبية الثلاث أصبحت تلعب دوراً أقل فاعلية في مسار المفاوضات بسبب السياسات الخاطئة التي انتهجتها. وبالطبع، نحن لا نرغب في استمرار هذا الوضع، ولهذا السبب أعلنا عن استعدادنا لمواصلة الحوار في روما”.
وقال مصدران دبلوماسيان لـ”رويترز”، الأربعاء، إن سياسيين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، سيجتمعون مع إيران الجمعة في روما.
عقوبات أميركية جديدة
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في 22 أبريل، فرض عقوبات جديدة على من وصفته بـ”قطب الغاز الطبيعي الإيراني” سيد إمام جمعة، وشبكته التجارية، وذلك مع استمرار المحادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي.
كما أعلنت الثلاثاء، فرض عقوبات على “شبكة” مقرها إيران والصين، الثلاثاء، اتهمتها بشراء مكونات وقود الصواريخ الباليستية نيابة عن الحرس الثوري الإيراني.
وانتقد عراقجي فرض واشنطن عقوبات جديدة وسط المفاوضات، معتبراً أن “قيام الأطراف المقابلة باتخاذ إجراءات استفزازية خلال سير المفاوضات قد يثير الشكوك بشأن جديتهم”.
وأضاف: “العقوبات الأميركية الجديدة تبعث برسالة سلبية لمسار المفاوضات. نحن على دراية بالخلافات داخل الولايات المتحدة وبنشاط جماعات الضغط المختلفة، ونتابع هذه القضايا عن كثب ونتخذ قراراتنا بناءً عليها”.
وأكد عراقجي أن المفاوضات “لم تتوقف وهي مستمرة في مسارها”، وتابع: “أي تفاوض بطبيعته يقوم على وجود اختلافات، ولو لم تكن هناك خلافات، لما كانت هناك حاجة إلى التفاوض”.
جولة رابعة من المفاوضات
وجولة التفاوض المقبلة في روما، هي الرابعة، بعدما أجرى عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، السبت الماضي، جولة ثالثة من المحادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين استمرت نحو 6 ساعات، وذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بـ”البناءة”.
وكانت مصادر قد ذكرت، الاثنين الماضي، أن إيران اقترحت عقد اجتماع ربما في روما، الجمعة، مع الأطراف الأوروبية التي شاركت في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وذلك في حالة استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة.
وكانت إيران قد توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 2015، وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، لكن ترمب انسحب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى، ما يجعل واشنطن عاجزة عن تدشين آلية في مجلس الأمن الدولي لمعاودة فرض العقوبات الواردة في الاتفاق.
وبعد انسحاب ترمب في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود، وتجاوزتها بكثير في إطار تطوير برنامجها النووي.
وتنفي طهران دوماً رغبتها في صنع سلاح نووي، ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تُسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم “بشكل كبير” إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة 90% تقريباً اللازمة لصنع أسلحة.