اخبار تركيا

رئيس أكاديمية الاستخبارات التركية: أنقرة باتت فاعلًا أساسيًا في المعادلات الإقليمية والدولية

اخبار تركيا

أكد رئيس أكاديمية الاستخبارات الوطنية التركية، البروفيسور طلحة كوسه، أن تركيا أصبحت اليوم من الفاعلين الأساسيين على الساحة الدولية، سواء من خلال موقعها كطرف رئيسي في العديد من الملفات، أو بوصفها محور استقرار وحليفًا موثوقًا في محيطها الإقليمي.

جاءت تصريحات كوسه خلال مشاركته في ندوة بعنوان “سوريا في سياق السلام والاستقرار الإقليمي”، نُظمت بهدف مناقشة الانعكاسات الإقليمية للمعادلة الجديدة التي برزت بعد سقوط نظام البعث في سوريا وتشكيل الإدارة الجديدة، وذلك من منظور أمني.

وفي كلمته الافتتاحية، شدد كوسه على أن تركيا تبرز في المرحلة الراهنة كفاعل مرن ومؤثر في المعادلة التي تتشكل في المنطقة، مؤكدًا في الوقت نفسه على أهمية الحفاظ على الهيكل الوحدوي للدولة السورية في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، بما يسهم في تحقيق استقرار دائم في البلاد والمنطقة.

تأتي هذه التصريحات في ظل تنامي الاهتمام الدولي بالدور التركي في ملفات إقليمية معقدة، لا سيما بعد التطورات في سوريا، وأوكرانيا، وليبيا، وشرق المتوسط.

ومطلع يناير/ كانون الثاني 2024، أعلن رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن إنشاء أكاديمية الاستخبارات الوطنية “لكي يكون لتركيا رأي في نظرية الاستخبارات التركية”.

وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.

وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.

بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.

وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.

ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *