اتفاقية المعادن الأوكرانية.. كييف تريد استمرار التفاوض

واجهت الولايات المتحدة وأوكرانيا عقبات في اللحظات الأخيرة مع اقترابهما الوشيك من توقيع اتفاقية إطارية للمعادن الأوكرانية النادرة، الأربعاء، وذلك بعدما أثيرت خلافات بشأن ما تم الاتفاق عليه في المفاوضات التي استمرت طوال الليل.
وقال وزير الخزانة الأميركي كوت بيسنت إن واشنطن “مستعدة للتوقيع”، لكنه أضاف أن “الأوكرانيين قرروا الليلة الماضية إدخال بعض التعديلات في اللحظة الأخيرة”.
وأشار بيسنت إلى أنهم “واثقون من أن كييف ستعيد النظر في ذلك، ونحن مستعدون للتوقيع الأربعاء إذا كانوا مستعدون”.
وأفادت شبكة CNN بأن الوفد الأوكراني يحاول إعادة فتح باب التفاوض على عدة بنود، رغم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال عطلة نهاية الأسبوع حول وثائق فنية تتضمن معايير للشفافية والمساءلة.
مع ذلك، فإن هذه التفاصيل لا تظهر بوضوح في نسخة مذكرة النوايا التي اطّلعت عليها CNN.
وكان رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال قد صرّح، صباح الأربعاء بأن “التفاصيل الأخيرة” للاتفاق لا تزال قيد النقاش، رغم إعلان واشنطن جاهزيتها.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن الاتفاقية تنص على أن الولايات المتحدة وأوكرانيا، من خلال تطوير الموارد الطبيعية لكييف وإنشاء صندوق استثمار مشترك “ستسعيان إلى تهيئة الظروف اللازمة لزيادة الاستثمار في التعدين والطاقة والتكنولوجيا ذات الصلة في أوكرانيا”.
وكجزء من الاتفاق، ستسعى الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى تهيئة الظروف “لزيادة الاستثمار في التعدين والطاقة والتكنولوجيا ذات الصلة في أوكرانيا”، وفق ما أوردت “بلومبرغ”.
جاء ذلك بعد أن حصلت كييف على تنازل كبير من إدارة ترمب بأن المساعدات العسكرية المستقبلية فقط هي التي ستُحتسب كمساهمة أميركية في الاتفاقية.
ضمان استمرار الدعم الأميركي
وذكرت CNN أن نقاط الخلاف الحالية تتركز على إدارة صندوق الاستثمار المشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وضمان إمكانية تتبع التمويل بالكامل.
وقال مسؤولون أوكرانيون لـ”فاينانشيال تايمز” إن اتفاقية الصندوق يجب أن يصادق عليها برلمان بلادهم قبل توقيعها.
وأكد متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية لـCNN أن إدارة ترمب مصمّمة على المضي قدماً في الاتفاق، وأضاف: “قال الرئيس ترمب إن الوقت حان لإتمام هذا الاتفاق، ونحن نتحرك بسرعة لتحقيق ذلك، والولايات المتحدة ملتزمة بالتوصل السريع إلى هذا الاتفاق الحيوي، وضمان سلام دائم في أوكرانيا”.
وفي وقت لاحق، صرّح مسؤولون أوكرانيون لوكالة “أسوشيتد برس”، أن كييف مستعدة لتوقيع الاتفاقية التي تتيح للولايات المتحدة الوصول إلى معادنها النادرة والثمينة، على أمل ضمان استمرار الدعم الأميركي لكييف في حربها مع روسيا.
وسافرت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية ونائبة رئيس الوزراء، يوليا سفيريدينكو، إلى واشنطن، الأربعاء، للمساعدة في وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية.
وذكرت “فاينانشيال تايمز” أن مشاكل ظهرت مع توجه طائرة سفيريدينكو إلى واشنطن، حيث أبلغها فريق وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أنها يجب أن “تكون مستعدة لتوقيع جميع الاتفاقيات، أو العودة إلى كييف”.
بالنسبة لأوكرانيا، تُعتبر هذه الاتفاقية أساسية لضمان حصولها على المساعدات العسكرية الأميركية مستقبلاً.
وفي حين أن الاتفاق الإطاري لا يقدم صراحةً ضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا، إلا أنه يصف الاتفاق بأنه “تعبير عن توافق استراتيجي أوسع وطويل الأمد.. ودليل ملموس على دعم الولايات المتحدة لأمن أوكرانيا وازدهارها وإعادة إعمارها واندماجها في الأطر الاقتصادية العالمية”.