وزير الإعلام السوري: غالبية الدروز يرفضون التدخل الخارجي

قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، الخميس، لـ”الشرق”، إن الطائفة الدرزية جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، مشيراً إلى أن غالبية الدروز السوريون “يؤمنون بوحدة البلاد وهويتها، ويرفضون كل النبرات الاستجدائية التي تحاول أن تعادي الدولة، أو تحل الخلافات السياسية مع الحكومة المركزية من خلال إطلاق دعوات للتدخل الخارجي”.
وذكر وزير الإعلام السوري، أن ممثلي الحكومة اجتمعوا مع شيوخ عقل الطائفة الدرزية، لافتاً إلى أن الدولة “تنتهج سياسة الحوار والتواصل لحل الأزمات بطرق سلمية”.
وأضاف أن “سياق ما جرى في جرمانا (ريف دمشق) يختلف عن سياق ما جرى في أشرفية صحنايا (ريف دمشق)، ويختلف عن سياق ما جرى في الصورة الكبرى (محافظة السويداء) اليوم، وإن كانت بشكل أو بآخر جزء من سياق بدأ منذ خروج تسجيل صوتي مسيء للرسول”.
وأشار إلى أن “هناك مجموعات حاولت بشكل أو بآخر الوصول إلى ما اعتبروه صاحب الصوت”، لافتاً إلى أن الدولة السورية “حاولت أن تفرض طوقاً فيما يتعلق بجرمانا من أجل حماية المواطنين.. ومحاولة ردع الاعتداء”.
وشهدت منطقتي جرامانا وأشرفية صحنايا ذات الأغلبية الدرزية في ريف دمشق خلال اليومين الماضيين، اشتباكات مع قوات الأمن أودت بحياة عدة أشخاص وجرح أخرين.
وأعلن محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، مساء الأربعاء، التوصل مع عدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية في المحافظة، وبحضور وفد من الطائفة الدرزية، لـ”اتفاق مبدئي” يقضي بوقف إطلاق النار في منطقي جرمانا وأشرفية صحنايا.
“نجاح قوات الأمن”
وأوضح وزير الإعلام السوري لـ”الشرق”، أن جرمانا “منطقة شريطية كبرى وتمتد إلى مناطق شاسعة”، لافتاً إلى أن الدولة “نجحت بشكل كبير في رد هذه الاعتداءات، ولم تنجح في البعض منها، مما أدى لحصول بعض الاشتباكات”.
وذكر أن الدولة استطاعت من خلال الفعاليات السياسية ممثلة بمحافظي السويداء والقنيطرة وريف دمشق “الوصول إلى الاتفاق”، و”تفعيل الاتفاق السابق” مع الفعاليات الأهلية داخل جرمانا.
وأوضح أن الاتفاق السابق نص على أن “تقوم المجموعة الأهلية داخل جرمانا بحماية المنطقة شريطة أن تكون جزءاً من جهاز الأمن والجيش”.
وذكر وزير الإعلام السوري، أن ما حصل في أشرفية صحنايا يختلف عن سياق جرمانا، مشيراً إلى أنه تم احتواء المسألة “بسرعة”، وأن “الحياة طبيعية في جرمانا”.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الاتفاق يتضمن خطوات جديدة لمنع تكرار ما حدث، قال الوزير السوري: “الاتفاق كلمة كبيرة، هي جهود واستراتيجيات تواصلية وحوارية بدأتها الدولة تقريباً منذ مؤتمر النصر (في فبراير الماضي)، وخاصة بعد تشكيل الحكومة”.
ولفت إلى أن الهدف من هذه الجهود “إدماج الفعاليات المجتمعة وخاصة في المناطق المتنوعة والمختلطة طائفياً في مسألة حماية المنطقة”، مضيفاً: “هي أشبه بالتفاهمات”.
“وحدة سوريا”
وأوضح الوزير السوري أنه تم التفاهم على أن “الدروز السوريون جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، وهم رافعة للوطنية السورية، ولديهم مساهمات إيجابية مثبته في لحظات مفصلية من تاريخ الشعب السوري”.
وتابع: “الدروز السوريون بغالبيتهم يؤمنون بوحدة سوريا وهويتها، ويرفضون كل النبرات الاستجدائية التي تحاول أن تعادي الدولة أو تحل الخلافات السياسية مع الحكومة المركزية، من خلال إطلاق دعوات للتدخل الخارجي”.
وذكر المصطفى، أن “75% إلى 80% من التشكيلات الفصائل السياسية والعسكرية إما منخرطة بالدولة، أو على تواصل، أو تعمل بالتنسيق مع وزارة الدفاع”.
وعن الاشتباكات التي دارت في أشرفية صحنايا، قال الوزير السوري، إن “الدولة حاولت ألا تأخذ هذه الاشتباكات الصغيرة منحناً طائفياً يؤدي لزيادة الاستقطاب الذي يحاول البعض ترسيخه في المجتمع السوري، من خلال نشر الشائعات والمعلومات المضللة”.
وأشار إلى أن الفعاليات الأهلية والتشكيلات الموجودة في جرمانا وأشرفية صحنايا عل “تواصل وتفاهم” مع الحكومة السورية، خاصة “مجموعة رجال الكرامة، ومشيخة العقل الدروز”.
وفي وقت سابق، الخميس، طالب الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري في بيان، بالحماية الدولية، والتدخل “العاجل” و”الفوري” للقوات الدولية بزعم “حفظ السلم”، و”حماية شعب أعزل”، رافضاً الرواية الحكومية للأحدث في جرمانيا وأشرفية صحنايا.
ورد وزير الإعلام السوري على تصريحات الهجري بالقول: “إن ما قلته ليس رواية حكومية، بل هي رواية مشيخة العقل في جرمانا وأشرفية صحنايا، ليس هناك شيء يمكن إخفائه في عالمنا الحديث”.
وأكد أن “الدولة تنتهج استراتيجية تواصلية وأدوات حوارية، كما أنهجها هو حل المشاكل السياسية المعقدة والتي تراكمت على مدى عقود”، مبيناً أن “الدولة لا تعول على حل المشاكل بطرق أخرى”.
وأعرب عن رفضه لـ”الخطاب الاستجداء فيما يتعلق بمسألة التدخل الخارجي”، مضيفاً أن “هناك ملاحظات كبيرة وبدبلوماسية مطلقة يمكن القول أن بيان الشيخ الهجري لم يكن موفقاً”.
ودعا المصطفى الشيخ الهجري إلى “نبذ الحسابات الخاطئة، واللجوء إلى نهج الحوار والتواصل”، مضيفاً: “للأسف الشيخ الهجري وبطريقة غير مفهومة حتى للفعاليات في السويداء، يلجئ منذ سقوط النظام (في ديسمبر الماضي) إلى لهجة تصعيدية تراهن على التصعيد أكثر من محاولة الوصول إلى تفاهمات”.
ويرى وزير الإعلام السوري، أن الدولة “لم تقم بأي شيء من شأنه استفزاز أو الوصول إلى صدمات مع المجتمع المحلي في السويداء”، مشدداً على “حق الدولة ببسط سيداتها على كامل الأراضي، وأن تنخرط التشكيلات العسكرية ضمن الجيش، والوصول إلى تفاهمات فيما يتعقل بمسألة الإدارة”.