حرية الصحافة في أمريكا تتراجع لأدنى مستوياتها في عهد ترامب

حذرت منظمة “مراسلون بلا حدود”، الجمعة، من “تدهور مثير للقلق في حرية الصحافة” في الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب، فضلاً عن الصعوبات “غير المسبوقة” التي يواجهها الصحفيون في بؤر التوتر ومناطق النزاع.
وتراجعت الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس ترمب، إلى المركز 57 في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2025، الذي نشرته منظمة “مراسلون بلا حدود” (RSF) ومقرها باريس.
وذكرت المنظمة، التي ترصد مؤشر حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً، أنه “لسنوات، كانت حرية الصحافة في أميركا تُعتبر “مُرضية”، وفقاً لمعايير مراسلون بلا حدود. لكن ابتداءً من العام الماضي، أصبحت تُصنّف على أنها “إشكالية”.
واعتبرت “أكسيوس” أن مؤشر حرية الصحافة في الولايات المتحدة أصحب الآن بنفس مستوى بعض الدول النامية، مثل غامبيا وأوروغواي وسيراليون.
ورصدت “مراسلون بلا حدود” ما وصفته بـ”جهود إدارة ترمب لخفض التمويل عن الوكالات الإعلامية، مثل صوت أميركا وإذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبيرتي”، مشيرة إلى أن الضغط الاقتصادي يرتبط بشكل متزايد بجهود الحكومة لتقويض وسائل الإعلام الناقدة أو المستقلة مالياً.
صعوبات إقتصادية
وذكر التقرير أن أكثر من 60% من الصحفيين وخبراء الإعلام الذين استجوبتهم “مراسلون بلا حدود” في كل من أريزونا وفلوريدا ونيفادا وبنسلفانيا يتفقون على أن “من الصعب كسب العيش من ممارسة العمل الصحفي”، بينما يشير 75% منهم إلى أن “الاستمرارية الاقتصادية لوسيلة إعلام متوسطة الحجم مهدَّدة بشكل صريح”
وشدد التقرير على أن تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وضع “مئات المنافذ الإخبارية في حالة حرجة من عدم الاستقرار الاقتصادي وبعضها اضطر للإغلاق، لا سيما في أوكرانيا”.
ومن أصل البلدان الـ 180 التي رصدتها مراسلون بلا حدود، تعذَّر على وسائل الإعلام تحقيق الاستقرار المالي في ما لا يقل عن 160 دولة، وفقاً للبيانات التي استقتها المنظمة.
وصنف المؤشر السنوي حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم عند “مستوى متدنٍ غير مسبوق”، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الضغوط الاقتصادية.
ورغم أن الإنفاق على الإعلانات الإلكترونية لا يزال في ارتفاع، حيث سيصل إلى 247.3 مليار دولار، وفقاً لـ”مراسلون بلا حدود”، إلا أن شركات الإنترنت العملاقة، مثل فيسبوك وجوجل وأمازون، تستحوذ على حصة متزايدة منه، بدلاً من شركات الإعلام.
وخلصت المراجعة السنوية لحرية الإعلام عالمياً أجرتها المنظمة إلى أنه “لأول مرة في تاريخ المؤشر، تُعتبر ظروف ممارسة الصحافة سيئة في نصف دول العالم، ومُرضية في أقل من دولة من كل 4 دول”.
وفي حين أن التهديدات الجسدية ضد الصحفيين غالباً ما تكون علامة واضحة على تآكل حرية الصحافة، تشير منظمة مراسلون بلا حدود إلى الضغوط الاقتصادية على وسائل الإعلام باعتبارها المحرك الأكبر للتراجع على مستوى العالم.
ويُعتبر الوضع “كارثياً” في فلسطين (تحتل المرتبة 163)، حيث يُفسرَّ ذلك بالحصار الشامل الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على غزة منذ ما يزيد عن 18 شهراً، إذ قَتل نحو 200 صحفي ودمَّر العديد من المباني الإعلامية.
وفي هايتي (تحتل المرتبة 112)، أدى عدم الاستقرار السياسي إلى إغراق الحقل الإعلامي في فوضى اقتصادية عارمة.
ووفقاً للمؤشر، يعيش أكثر من نصف سكان العالم الآن في بلدان تغيب فيها حرية الصحافة تماماً، وتعتبر ممارسة الصحافة خطيرة.
وصنّف التقرير دول مثل الصين وأوغندا وإثيوبيا وبيلاروس على أنها “خطيرة للغاية” من حيث تهديدات حرية الصحافة.