بعد تعرّضه لهجوم مُسيرات.. ما هو “أسطول الحرية”؟

اشتعلت النيران في سفينة مساعدات إنسانية تابعة “لأسطول تحالف الحرية” (The Freedom Flotilla Coalition) متجهة إلى قطاع غزة، وأطلقت نداء استغاثة، بعد ما قالت إنه هجوم طائرات مسيرة قبالة سواحل مالطا في المياه الدولية فجر الجمعة.
وقال تحالف أسطول الحرية (FFC)، وهو منظمة دولية غير حكومية، تهدف لإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة، لشبكة CNN، إن ناشطين كانوا على متن سفينته، التي كانت تحاول إيصال الغذاء والإمدادات إلى سكان غزة، عندما وقع الهجوم بعد منتصف ليل الخميس بالتوقيت المحلي (10:00 مساء بتوقيت جرينتش).
وقالت المسؤولة الصحافية في التحالف ياسمين أكار، لشبكة CNN الأميركية عبر الهاتف من مالطا صباح الجمعة: “هناك ثقب في السفينة الآن، والسفينة تغرق”.
وأعلنت حكومة مالطا أن 12 من أفراد الطاقم، و4 مدنيين كانوا على متنها، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وعلى مدار شهرين، منعت إسرائيل دخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ما دفع القطاع إلى ما يُعتقد أنه أسوأ أزمة إنسانية منذ ما يقرب من 19 شهراً من الحرب على غزة.
ما هو تحالف أسطول الحرية؟
“تحالف أسطول الحرية”، هو حركة تضامن شعبية تتألف من حملات ومنظمات مجتمع مدني ومبادرات من مختلف أنحاء العالم، تعمل معاً لإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني والاإنساني على غزة.
ويقول تحالف أسطول الحرية (FFC) على موقعه الإلكتروني، إنه “منذ عام 2010، تحدّى بشكل فعال الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة عبر البحر، مواصلاً بذلك السابقة القوية التي أرستها (حركة غزة الحرة)، التي بدأت تسيير قوارب إلى القطاع عام 2008”. وتهدف أنشطته إلى دعم القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني في حرية التنقل وتقرير المصير والكرامة.
ويؤكد التحالف التزامه “بمواصلة النضال حتى رفع الحصار دون قيد أو شرط، ونيل الشعب الفلسطيني في كل مكان حقوقه كاملة، بما في ذلك الحق في حرية التنقل”.
كيف بدأ التحالف؟
تأسس تحالف أسطول الحرية بعد مهمة أسطول الحرية عام 2010، عندما هاجمت قوات إسرائيلية، سفن الأسطول في المياه الدولية.
في عام 31 مايو 2010، تحولت رحلة “أسطول الحرية” السابق الذي أبحر من أنطاليا في جنوب تركيا إلى كابوس، وأدت إلى انهيار العلاقات التركية الإسرائيلية، بعدما شن الجيش الإسرائيلي هجوماً على السفينة “مافي مرمرة” المشاركة فيه، ما أودى بحياة 10 أشخاص إلى جانب إصابة 28 آخرين.
ثم تأسس التحالف للتنسيق بين العديد من الحملات التي انضمت إلى جهود مواجهة الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.
ما أهداف تحالف أسطول الحرية؟
يقول التحالف إن أهدافه تشمل “كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني وغير الإنساني، الذي دام لأكثر من 17 عاماً على قطاع غزة، والذي لم يتسبب فقط في أزمة إنسانية مستمرة، بل حرم الفلسطينيين في القطاع من حقهم في الصحة والأمان وحرية الحركة، بالإضافة إلى حقوق الإنسان الأساسية الأخرى.
كما يهدف إلى “تثقيف الشعوب حول العالم عن حصار غزة، والظروف غير الصالحة للعيش التي يفرضها الحصار، وحقيقة أن هذه المعاناة البشرية الهائلة ليست كارثة طبيعية، بل نتيجة لخيارات سياسية وعسكرية”.
ويسعى التحالف إلى إدانة ونشر ما يصفه بأنه “تورط حكومات أخرى وجهات عالمية في تمكين الحصار. والأبرز منها، أن الحكومة الأميركية قامت بدعم العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين طيلة عقود، من خلال تمويل الجيش الإسرائيلي بمعدل نحو 4 مليارات دولار سنوياً، واستخدام معظم صلاحياتها في حق النقض (حق الفيتو) في مجلس الأمن الدولي خلال العقود الثلاثة الماضية، لحماية إسرائيل من الإدانة على جرائمها الإنسانية، وانتهاكاتها للقانون الدولي”.
وأشار إلى ضرورة الاستجابة “لنداء الفلسطينيين والمنظمات الفلسطينية في غزة للتضامن معهم لكسر الحصار، وإظهار لأهل غزة أن الشعوب والمنظمات حول العالم تقف معهم وتدعم نضالهم من أجل الكرامة والحرية”.
لماذا التركيز على حصار غزة؟
يبلغ عدد سكان قطاع غزة مليوني نسمة، أكثر من نصفهم من الأطفال. أكثر من 70٪ من سكانه لاجئون من مجتمعات داخل إسرائيل. منعت إسرائيل عودتهم إلى ديارهم، ومنذ عام 2007، فرضت قيوداً على الواردات والصادرات وحرية الحركة، بحسب منظمة اللاعنف الدولية (NI)، ومقرها واشنطن.
ورغم حملات القصف المتكررة على غزة، تفرض إسرائيل قيوداً على مواد البناء، بالإضافة إلى اللوازم المدرسية والأدوية، وحتى على بعض أنواع الأغذية. كما يُقيد الحصار دخول الصيادين إلى مياه غزة، ويمنع القوارب من الوصول إليها. وأدت هذه القيود إلى شلل الاقتصاد، ما جعل الفلسطينيين في غزة يعتمدون على المساعدات. وقد أعلنت الأمم المتحدة أن غزة أصبحت غير صالحة للعيش.
يُعد الفلسطينيون من بين أكبر وأقدم مجموعات اللاجئين نزوحاً في العالم، إذ يبلغ عددهم المسجل أكثر من 5 ملايين لاجئ. ويُصنف أكثر من 70% من سكان غزة كلاجئين.
ما هو نهج التحالف لإنهاء الحصار؟
يتضامن تحالف أسطول الحرية مع الشعب الفلسطيني، لكنه لا يدعم أي حزب أو منظمة سياسية محددة، دون استثناء. ويحترم حقوق الإنسان للجميع، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو القبيلة أو الدين أو العرق أو الجنسية أو المواطنة أو اللغة.
وتستند أنشطته ضد الحصار دائماً إلى مبادئ اللاعنف والمقاومة السلمية. ويأمل أن تُسهم رحلاته العالمية في توعية الناس حول العالم بما يحدث في غزة وإلهامهم للمساعدة. وسيساعده كسب الدعم على الانطلاق في مهمات حتى يتحرر الفلسطينيون.
كم عدد المهمات السابقة التي نظمها التحالف؟
أبحرت أول مهمة لتحرير غزة عام 2008. ووصلت سفينتان “ليبرتي” و”غزة الحرة”، إلى غزة محملتين بالإمدادات الطبية لمن يعيشون تحت الحصار.
كما أرسلت بعثة ثانية إلى غزة في خريف 2008 على متن سفينة “الكرامة”، وانطلقت سفينة “الكرامة” في 4 رحلات أخرى عام 2008.
وفي عام 2009، قامت كلٌّ من سفينة “الإنسانية” برحلة، وسفينة “روح الإنسانية” برحلات إلى غزة. وفي عام 2010، أبحر أسطول بحري بقيادة سفينة “مافي مرمرة” باتجاه غزة، لكن البحرية الإسرائيلية سيطرت عليه بالقوة في المياه الدولية، ما أسفر عن سقوط 9 أشخاص على الفور، بالإضافة إلى وفاة شخص متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال الهجوم.
وأبحرت رحلات “الكرامة” باتجاه غزة في أعوام 2011، 2012، 2013، 2014، و2015. وأبحرت سفينة “النساء إلى غزة” في سبتمبر 2016، وشاركت 4 قوارب في أسطول عام 2018.
لماذا سُميت إحدى سفن التحالف “حنظلة”؟
زارت سفينة “حنظلة” موانئ أوروبية مختلفة في عامي 2023 و2024. وخلال زياراتها العديدة للموانئ، رفعت “حنظلة” الوعي بمعاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
“حنظلة” شخصيةٌ كرتونيةٌ من إبداع رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، لطفلٍ لاجئٍ فلسطينيٍّ أدار ظهره للظلم لكنه لم يتراجع. يُمثل حنظلة الأطفال الفلسطينيين، وخاصةً النازحين منهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وقد أصبح رمزاً عالمياً للصمود والتحدي.
وبما أن أكثر من ثلثي سكان غزة لاجئون فلسطينيون، وأكثر من 50% منهم أطفال، فإن حنظلة لا يزال رمزاً قوياً لنضال الشعب الفلسطيني من أجل العدالة وتقرير المصير.
من هم شركاء تحالف أسطول الحرية؟
تشمل حملات تحالف أسطول الحرية: السفينة الكندية إلى غزة (Canadian Boat to Gaza)، أسطول الحرية إيطاليا (Freedom Flotilla Italia)، MyCARE ماليزيا، Kia Ora Gaza Aotearoa / نيوزيلندا، سفينة إلى غزة النرويجية، تحالف التضامن مع فلسطين جنوب إفريقيا، Rumbo a Gaza إسبانيا، سفينة إلى غزة السويد، هيئة الاغاثة الانسانية التركية (iHH)، مافي مرمرة تركيا، قوارب أميركية إلى غزة، اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، غزة الحرة أستراليا، أسطول الحرية غزة كوب أيرلندا، أسطول الحرية البرازيل، وغزة فريهايتس فلوتيل (Gaza Freiheitsflottille). ويضم الشركاء منصة المنظمات غير الحكومية من أجل فلسطين (NGOs for Palestine) في فرنسا.