وسط تصاعد التوتر مع الهند باكستان تختبر إطلاق صاروخ باليستي

اختبرت باكستان، السبت، إطلاق صاروخ باليستي، وذلك في ظل تصاعد التوتر مع الهند على خلفية الهجوم المميت الذي استهدف سياحاً الشهر الماضي في منطقة كشمير المتنازع عليها، حسبما أفادت مجلة “بوليتيكو”.
وبحسب الجيش الباكستاني، فإن مدى الصاروخ الباليستي من طراز “أرض-أرض” يبلغ حوالي 280 ميلاً (450 كيلومتراً)، فيما أشار إلى أن إطلاق نظام أسلحة “عبدلي” Abdali، يهدف إلى ضمان “الاستعداد العملياتي للقوات والتحقق من صحة المعايير التقنية الرئيسية”، بما في ذلك نظام الملاحة المتقدم للصاروخ وميزات المناورة المُحسّنة.
وفي الإطار، هنأ الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء، شهباز شريف، القائمين على التجربة التي وصفت بأنها “ناجحة”.
ولا تُطلق الصواريخ باتجاه منطقة الحدود مع الهند؛ بل تُطلق عادةً في بحر العرب أو صحاري مقاطعة بلوشستان جنوب غرب البلاد، ولم يصدر أي تعليق فوري من الهند، التي تُحمّل باكستان مسؤولية الهجوم الذي وقع في 22 أبريل الماضي في منتجع “باهالجام”، وهو ما تنفيه باكستان.
بدوره، قال المحلل الأمني سيد محمد علي، المقيم في إسلام أباد، في تصريحات لوكالة “أسوشيتد برس”: “توقيت هذا الإطلاق حاسم في السياق الجيوسياسي الحالي”. وأضاف أن الاختبار كان بمثابة “إشارة استراتيجية للهند، بعد أن هددت بتعليق معاهدة حاسمة لتقاسم المياه”.
بدوره، قال أشوك مالك، المستشار السياسي السابق في الخارجية الهندية، إن “استعراض القوة” المستمر، من قبل قوات البلدين يعكس توتر الأوضاع، ويتجلى في الأعمال العدائية المتواصلة على الحدود الفعلية التي تقسم كشمير.
وأضاف مالك: “على الصعيد الدولي، هناك تعاطف كبير مع الهند وقليل من الصبر تجاه باكستان. لا أعتقد أن أحداً في الهند يريد حرباً شاملة. ومع ذلك، هناك ضغط داخلي ومساحة دبلوماسية لرد حاسم ومحدد الهدف ومحدود”.
وأعلنت البحرية الهندية في 27 أبريل الماضي، أن سفنها نفذت بنجاح عمليات إطلاق صواريخ مضادة للسفن “لإعادة التحقق من جاهزية المنصات والأنظمة والطواقم لشن هجوم هجومي دقيق بعيد المدى وإثبات ذلك”.
اشتباكات حدودية متواصلة
وقال الجيش الهندي، السبت، إن القوات الباكستانية، أطلقت النار على مواقع عبر الحدود لليلة التاسعة على التوالي، ووصف بيان الجيش الهندي، إطلاق النار بأنه “غير مبرر”، موضحاً أن القوات الهندية “ردت بسرعة وبشكل متناسب”.
كما منعت الهند، السفن التي ترفع العلم الباكستاني من دخول موانئها، وفيما منعت إسلام أباد، السفن التي ترفع العلم الهندي من زيارة الموانئ الباكستانية.
وأدى التصعيد الأخير إلى طرد البلدين دبلوماسييهما ورعاياهما، بالإضافة إلى إغلاق المجال الجوي، كما علّقت الهند، التبادل مع باكستان بالطرق الجوية والبرية، وفرضت حظراً فورياً على الاستيراد المباشر وغير المباشر لجميع السلع من جارتها.
وبسبب كشمير، خاضت الهند وباكستان حربين ووقعت بينهما اشتباكات لا تحصى على الحدود على امتداد عقود. واعتاد السكان الترقب والانتظار مخافة أن تتصاعد التوترات بين الجارتين.
وقتل مسلحون يشتبه في أنهم متشددون، 26 سائحاً على الأقل في هجوم الأسبوع الماضي، على منطقة جبلية ذات مناظر خلابة. واتهمت الهند باكستان بالضلوع في الهجوم، وهو ما تنفيه إسلام أباد. وقالت باكستان إن لديها “معلومات استخباراتية موثوقة” تفيد بأن الهند تعتزم شن عمل عسكري قريباً.