مدربون كبار ينشطون في الدوري السوري

– هاني كرزي
ينشط في الدوري السوري مجموعة من المدربين الذين يمتلكون سجلًا طويلًا في عالم التدريب، بعضهم ترك بصمة في مجال التدريب محليًا، وبعضهم الآخر كان له حضور قوي على الصعيدين المحلي والخارجي.
مع اقتراب استئناف الدوري السوري عقب توقف لأكثر من ستة أشهر، يعمل المدربون جاهدين على تحضير فرقهم بشكل جيد استعدادًا لعودة دوران عجلة الدوري في 21 من أيار الحالي.
محمد قويض
محمد قويض آخر المدربين السوريين الذين عادوا إلى سكة الدوري السوري، بعدما أعلن نادي الكرامة، في 26 من نيسان، تعيينه مدربًا للفريق الأول.
يعد قويض أحد المدربين الذين تركوا بصمة في الكرة السورية، فالإنجازات التي حققها على الصعيدين المحلي والقاري ما زالت حاضرة في أذهان السوريين، ولا سيما مع نادي الكرامة.
ولد محمد قويض في مدينة حمص عام 1956، بدأ حياته الرياضية من كرة الطائرة، فمثّل نادي الكرامة لفئتي الناشئين والشباب، ولأنه لم يحقق أي بطولة أو مركز متقدم قرر الابتعاد عن هذه الرياضة.
دخل قويض الملقب بـ”أبو شاكر” عام 1990 أجواء أندية الدرجة الأولى مدربًا لفريق شباب الكرامة دون 20 عامًا لكرة القدم، وحقق معه مراكز جيدة أبرزها لقب بطولة سوريا موسم 1992-1993.
وإضافة إلى عمله مدربًا للفرق الصغيرة، عمل قويض موسم 1994-1995 مساعدًا لمدرب الفريق الأول لنادي الكرامة أنور عبد القادر، قبل أن يتسلّم مسؤولية المدرب الأول موسم 1997-1998، وقاده إلى مركز الوصيف في بطولة الدوري، ثم إلى مركز الوصيف في بطولتي الدوري والكأس موسم 1998-1999، ووصيف الدوري موسم 2000-2001.
وما بين مواسم تدريبه للكرامة كانت له رحلات عمل مع أندية لبنان، وانتقل قويض إلى نادي العهد اللبناني موسم 2002-2003، وقاده إلى وصافة الدوري وكأس النخبة.
نجح في موسم 2003-2004 في تحقيق أول ألقابه الكبيرة، عندما قاد العهد للفوز بثلاثة ألقاب، هي كأس لبنان وكأس الاتحاد وكأس النخبة، ووصافة الدوري، واختير كأفضل مدرب في لبنان عامي 2003 و2004.
حمل موسم 2004-2005 أول منصب كبير لقويض، عندما اختاره الاتحاد اللبناني لمنصب المدير الفني للمنتخب الأول، وشارك معه في تصفيات مونديال 2006، وحقق نتيجة جيدة بتعادله مع كوريا الجنوبية 1-1، كما كُلّف في الوقت ذاته بالإشراف على المنتخبات اللبنانية، الأولمبي والشباب.
قاد “أبو شاكر” نادي الكرامة للتتويج بالدوري السوري أربع مرات والكأس أربع مرات، بينما كانت بصمته الأبرز حين قاد الكرامة لتحقيق وصافة دوري أبطال آسيا عام 2006، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب الأغلى آسيويًا.
في 2009، انتقل قويض إلى الإمارات، حيث تولى تدريب نادي الظفرة، واستمر معه حتى عام 2018، ثم عاد له عام 2021.
عقب سقوط النظام السوري، قرر الاتحاد الرياضي السوري الجديد تعيين قويض مدربًا لمنتخب شباب سوريا، حيث أشرف على المنتخب في كأس آسيا، لكنه خرج من الدور الأول، ليغادر المنتخب ويعود مجددًا لتدريب نادي الكرامة.
نزار محروس
نزار محروس، أحد أبرز المدربين السوريين الذين تركوا بصمة في عالم التدريب بإنجازاته، سواء على صعيد الأندية السورية أو الآسيوية، ويشرف حاليًا على تدريب نادي الوحدة السوري.
ولد محروس في 1 من كانون الثاني 1963 في دمشق، بدأ مسيرته الرياضية كلاعب كرة قدم ضمن أندية الوحدة والجيش وتشرين في سوريا، ونادي صحم العماني، إضافة إلى مشاركته مع المنتخب السوري.
محروس من أبناء الجيل الذهبي للمنتخب السوري، الذي كان قريبًا من التأهل إلى كأس العالم عام 1986 في المكسيك، لكنه خسر حينها في الملحق النهائي المؤهل إلى المونديال أمام العراق.
بدأ مشواره في عالم التدريب عام 1993 مع نادي الوحدة الدمشقي، إذ دربه من عام 1993 حتى عام 1996، وحقق معه كأس الجمهورية عام 1994.
بين عامي 1996 و2001 تنقّل بين فريقي الجيش والوحدة ضمن الدوري السوري، وحقق معهما ألقاب كأس الجمهورية، ومراكز متقدمة في الدوري السوري.
في عام 2001، تولى تدريب نادي الحزم السعودي وقاده إلى نصف نهائي كأس الأمير فيصل، وفي العام التالي درب نادي درب الصفاء اللبناني، ثم أشرف على تدريب نادي البقعة الأردني، وقاده للدور الثاني من بطولة درع الأردن عام 2003.
في ذات العام، درب منتخب سوريا في تصفيات كأس العالم 2006، كما أشرف على تدريب أندية العهد اللبناني، إضافة إلى شباب الأردن الذي حقق معه بطولة الدوري الأردني وبطولة كأس الأردن مرتين، وبطولة درع الأردن وكأس الاتحاد الآسيوي وكأس السوبر الأردني.
في عام 2008، عاد لتدريب نادي الوحدة الدمشقي، ثم تولى مهمة تدريب منتخب سوريا للرجال في تصفيات كأس العالم 2014، التي تم استبعاد سوريا منها بسبب إشراك إدارة المنتخب السوري لاعبًا لعب سابقًا مع السويد.
أشرف على تدريب عدة أندية عربية بين عامي 2011 و2020، هي: أربيل العراقي، نجران السعودي، ذات راس الأردني، الفيصلي الأردني، طرابلس اللبناني، الجزيرة الأردني، حتا الإماراتي، الإمارات الإماراتي، الأنصار اللبناني.
أبرز الألقاب التي حققها المدرب نزار مع تلك الأندية، كان الدوري العراقي مع نادي أربيل عام 2011.
في نيسان 2021، اختير المدرب السوري نزار محروس كأفضل مدرب بتاريخ بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، بحسب استفتاء صادر عن موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
بين عام 2021 و2024، درب محروس أندية أربيل وزاخو ونوروز العراقية، وفي آب 2024 عاد من جديد لتدريب ناديه السابق الوحدة الدمشقي.
أحمد هواش
أحمد هواش من أبرز المدربين في الدوري السوري، ونجح في تدريب العديد من الأندية، التي كانت تلجأ له عندما تتراجع نتائجها في الدوري، وكان يسهم في إعادة تلك الأندية إلى مستواها الحقيقي ويعيدها إلى مكانها الطبيعي.
هواش من مواليد حلب 1956، من أبناء المدرسة الاتحادية التي خرّجت العديد من النجوم الذين تركوا بصمة على مستوى الكرة السورية، وتميّز بهدوئه في الملعب وتسديداته القوية من خارج منطقة الجزاء.
بداية انطلاقته كلاعب كانت عبر نادي الاتحاد، حيث تدرّج بالفئات حتى وصل إلى فئة الرجال، ثم انضم إلى نادي الجيش الذي كان المنافس الأكبر لتزعم كرة القدم السورية في تلك الفترة، وحقق معه بطولة الدوري.
ونظرًا لتميزه تمت دعوته للانضمام للمنتخب السوري، وبلغت عدد المباريات الدولية التي لعبها 35 مباراة سجل خلالها 7 أهداف.
أما عن مسيرته التدريبية فقد بدأت بعد اعتزاله اللعب في عام 1985، وحصل على شهادات تدريب آسيوية، ودرب أندية: الاتحاد، حطين، تشرين، النواعير، الوثبة، الحرية، أمية، شرطة حلب.
عقب جولتين على بدء الدوري السوري للموسم الحالي، أعلن نادي أهلي حلب إقالة المدرب حسين عفش، وتعيين أحمد هواش بدلًا عنه، ليعود الأخير إلى النادي الحلبي بعدما دربه على عدة فترات، وحقق معه لقب الدوري في موسم 1992-1993.
سليم جبلاوي
سليم جبلاوي، نجم سابق لنادي حطين ومنتخب سوريا، ولعب لأندية الطليعة والساحل وجبلة، كان صاحب قدم يسارية قوية.
أشرف جبلاوي على تدريب نادي حطين ثلاث مرات، في أعوام 2018 و2021، وآخرها في نيسان 2025، حيث عُيّن مؤخرًا لقيادة نادي حطين مع استئناف الدوري السوري.
وقبيل تعيين جبلاوي مدربًا لنادي حطين، كان يشرف على تدريب منتخب سوريا للشابات بكرة القدم، حيث قاد المنتخب مؤخرًا في بطولة غرب آسيا للشابات التي استضافتها مدينة العقبة الأردنية.
وحصد منتخب شابات سوريا المركز الثالث تحت قيادة الجبلاوي، بعدما استطاع المنتخب الفوز مرتين على الكويت (6-0 و7-1)، وتعادل مع منتخب فلسطين بهدف لهدف، وخسر أمام المنتخب الأردني بهدفين دون مقابل، وسجل 14 هدفًا ودخلت مرماه أربعة أهداف خلال البطولة.
وسبق أن أشرف جبلاوي كذلك على تدريب المنتخب السوري للناشئات في بطولة غرب آسيا 2023، حيث حقق معه لقب البطولة لأول مرة في تاريخ سوريا، بعد فوزه على الأردن بهدف نظيف.
فراس معسعس
فراس معسعس المدرب الحالي لنادي الوثبة، وسبق أن درب أندية محلية عدة خلال السنوات الماضية، ويعد من أفضل المدربين المحليين نظرًا لتجاربه السابقة مع الفرق.
درب معسعس عددًا من الفرق السورية منها الساحل والمجد والوثبة في سوريا، كما درب فريق الكرمل في الأردن.
عمل مساعد مدرب لمنتخب سوريا في تصفيات كأس العالم 2022، وقاد منتخب الناشئين للفوز ببطولة غرب آسيا، لكنه أخفق في التأهل لنهائيات كأس آسيا.
مع اقتراب استئناف الدوري السوري، أكد مدرب الوثبة فراس معسعس، أن الفريق حاليًا وصل لجاهزية بدنية جيدة، مشيرًا إلى أن مرحلة التحضير شهدت صعوبات عدة، أبرزها ابتعاد عدد من اللاعبين عن التمرين لفترة طويلة امتدت لثلاثة أشهر تقريبًا، إلى جانب مشكلة سوء الملاعب.
وأضاف معسعس، “طموحنا كإدارة ولاعبين، أن نحصل على مركز في مقدمة الترتيب، والوصول لمرحلة البلاي أوف، والمنافسة على البطولة بوجود أكثر من فريق يملك العناصر الجيدة”.
كان اتحاد كرة القدم قرر استئناف منافسات الدوري العام لموسم 2024-2025 في 21 من أيار، وفق نظام جديد (من مرحلة واحدة) بحيث تستكمل الأندية مبارياتها في مرحلة الذهاب، على أن تلعب جميع المباريات في أرض محايدة (باستثناء أندية المدينة الواحدة).
ومع نهاية مرحلة الذهاب، تتنافس الأندية الأربعة الأولى في جدول الترتيب على لقب بطولة الدوري في بطولة مصغرة (بلاي أوف)، تجري في دمشق بنظام الدوري من مرحلة وحدة، مع حصول الأندية على نقاط تمايز بحسب موقعها في جدول الترتيب.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي