اخر الاخبار

ماكرون يحذر ترمب من خطر قمع الجامعات على الولايات المتحدة

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من أن الحملة التي تشنها واشنطن على البحث العلمي في الولايات المتحدة “تهدد دعائم الديمقراطية والاقتصاد الأميركي”، فيما عرضت باريس والمفوضية الأوروبية خطة بـ500 مليون يورو، لاستقطاب الباحثين إلى أوروبا، حسبما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية. 

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جامعة السوربون بباريس في حضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “ندعو الباحثين في شتى أنحاء العالم إلى الوقوف معاً والانضمام إلينا… إذا كنتم تحبون الحرية، تعالوا وساعدونا في الحفاظ عليها”.

وأضاف: “لم يكن أحد ليتصور أن أكبر ديمقراطية في العالم، والتي يعتمد نموذجها الاقتصادي بشكل كبير على العلم، والابتكار وقدرتها على نشر هذا الابتكار على نطاق أوسع من نظرائها الأوروبيين، سترتكب مثل هذا الخطأ، ولكن ها نحن ذا”.

وتابع ماكرون أنه “بدون وجود بحث علمي حر، نفقد ركائز مجتمعاتنا التي تُشكل جوهر الديمقراطيات الليبرالية الغربية، وعلى رأسها علاقتنا بالحقيقة”.

وشنت إدارة ترمب حملة غير مسبوقة على الجامعات في الولايات المتحدة، حيث تسعى إلى خفض التمويل الفيدرالي، والحد من الأبحاث في عدد من المجالات، تشمل اللقاحات وتغير المناخ.

وفي كلمتها التي سبقت كلمة ماكرون في جامعة السوربون، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حزمة تمويلية بقيمة 500 مليون يورو تُنفق في الفترة بين عامي 2025-2027 لـ”جعل أوروبا نقطة جذب للباحثين، ولدعم أولئك الذين يختارون الانتقال إلى القارة”.

وأشارت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إلى أن فون دير لاين لم تذكر الولايات المتحدة أو ترمب بالاسم، لكنها قالت إن العلم “المنفتح والحر” هو السمة المميزة في أوروبا.

وتابعت: “يجب أن نبذل قصارى جهدنا لدعمه (العلم) الآن أكثر من أي وقت مضى، كما يجب أن تظل أوروبا موطناً للحرية الأكاديمية والعلمية”.

ماكرون ينتقد إدارة ترمب

وتعهد ماكرون أيضاً بتقديم 100 مليون يورو إضافية لمبادرات تهدف إلى جذب الباحثين إلى فرنسا بحلول نهاية عام 2030، لكنه لم يقدم مزيد من التفاصيل بشأن كيفية استخدام هذه الأموال.

وكان الرئيس الفرنسي صريحاً في انتقاده للإدارة الأميركية، مجدداً دعوته إلى تعزيز السيادة العلمية في أوروبا. وقال: “لقد فشلنا أحياناً لأن الاعتماد على الأميركيين كان مريحاً للغاية، إذ كان لدى العديد من الأوروبيين قناعة راسخة بأنه لن يتم التخلي عنا أبداً، لكن هذا لم يكن صحيحاً”.

وأثارت المواجهة بين إدارة ترمب والجامعات الأميركية قلق العديد من الإداريين والباحثين في القطاع الأكاديمي، حيث صعَّد الرئيس الأميركي هجماته على المؤسسات التي يعتبرها مؤيدوه تقدمية أكثر من اللازم، كما ألغت الإدارة تأشيرات عدد من الطلاب والباحثين الأجانب.

وتستعد الحكومة البريطانية لإطلاق برنامج بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني لجذب المواهب البحثية الدولية إلى بريطانيا من خلال منح بحثية ومساعدات على الانتقال إلى لندن، بحسب ما نقلته “فاينانشيال تايمز” عن مصادر مطلعة على الخطط.

وسعى ماكرون وفون دير لاين إلى تقديم رؤية للبحث العلمي الحر، مستشهدين بالدور الذي لعبه العلم في تشكيل المجتمع الأوروبي من عصر النهضة إلى عصر التنوير.

كما ربط الرئيس الفرنسي بين الهجمات على الخبراء بانتشار نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة التي قد تؤدي لتفكيك المجتمعات، حسبما نقلت عنه الصحيفة.

وقالت فون دير لاين: “علينا أن نجعل القدوم إلى أوروبا للبحث العلمي أكثر سهولة وجاذبية”، مشددةً على الحاجة إلى تسريع إجراءات دخول العلماء والباحثين، وإطلاق مبادرات لربط المهاجرين ذوي المهارات العالية بالمؤسسات.

وأردفت: “لقد اخترنا أن نكون القارة التي تُشكل فيها الجامعات ركائز مجتمعاتنا وطريقتنا في الحياة، والتي يتم فيها الترحيب بالمواهب العالمية، وذلك لأن التقدم يزدهر في ظل الحرية والانفتاح والتعاون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *