كواليس اغتيال حسن نصر الله.. تفاصيل جديدة عن العملية وسبب غضب أمريكا

كشفت تقارير إسرائيلية، اليوم الإثنين، معلومات جديدة عن عملية اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام السابق لميليشيا حزب الله، والتي تمت في سبتمبر / أيلول الماضي، وكان من أبرز تلك المعلومات أن الأمريكيين غضبوا عندما أبلغوا بالعملية، وقالوا: إن “إسرائيل تجعل منهم أضحوكة وتظهرهم أغبياء”، لكنهم لم يحاولوا منع العملية.
ـ كواليس اغتيال حسن نصر الله
ووفقاً لتلك التقارير، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تردد طويلاً لكنه وافق على العملية، التي تمت في اللحظة نفسها التي أنهى فيها خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وظهر في تلك التقارير السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، مايك هيرتسوغ، إذ قال: إنه أوصى الحكومة بإبلاغ الإدارة الأمريكية بقرار اغتيال حسن نصر الله، حتى لا يسمعوا عنه في الإعلام وتحدث أزمة.
ولكن تقرير القناة العبرية الرسمية “كان 11″، قال: إن نتنياهو، كان يعترض على إبلاغ الأمريكيين من الأساس، وتراجع أمام إصرار قادة الجيش ووزير الدفاع، في حينه، يوآف غالانت.
وأضاف هيرتسوغ: أن القرار رسا بإبلاغ مستشار الأمن القومي، جاك ساليفان، لكنه لم يرد على مكالمة السفير، وفي وقت لاحق عندما علم بالأمر، بعد دقائق، أعرب عن غضبه الشديد، وقال: “أنتم تتيحون لنا الإعلان عن مبادرة لوقف إطلاق نار مع لبنان، في وقت كنتم تعدون فيه لاغتيال نصر الله، فتضعوننا في وضع حرج ومهين، بل إنكم تظهروننا أغبياء”.
وأوضحت التقارير أن هذا الكلام جاء متأخراً، إذ قيل بعد تنفيذ العملية، والمسؤول الأمريكي الذي علم بالعملية قبل وقوعها كان وزير الدفاع، لي أوستن، وقد أخبره بها نظيره الإسرائيلي، غالانت، فاستشاط غضباً.
من جانبه، ذكر دان شبيرو، الذي شغل يومها منصب مساعد وزير الخارجية، أنه يستصعب وصف تلك المكالمة بكلمات دبلوماسية.
وهكذا روى غالانت، للقناة 13 الإسرائيلية: “اتصلت بأوستن وأبلغته: سوف ننفذ عملية اغتيال نصر الله، فسألني: متى؟ فقلت له: بعد ربع ساعة من الآن، فلم يعجبه الأمر، وقال بغضب: أنتم قد تشعلون حرباً إقليمية بهذا الاغتيال، فأجبته: سيدي وزير الدفاع، هذا الرجل قتل ألوف الإسرائيليين ومئات الأمريكيين، فسألني عندها: هل أنتم واثقون من أنه سيكون هناك؟ فأجبت: لدينا قناعة بدرجة عالية جداً جداً بأنه سيكون هناك”.
وبحسب “القناة 13″ الإسرائيلية، فإن المقر الرئيسي لـ”حزب الله” يوجد في الطابق 14 تحت الأرض، وذكّرت القناة بتقارير سابقة نشرت، وقالت: إن المخابرات الإسرائيلية وضعت خطة لاغتيال حسن نصر الله منذ حرب لبنان الثانية سنة 2006، لكنها امتنعت عن التنفيذ حتى لا تفجر حرباً أكبر.
ولكن، في نهاية سبتمبر 2024، وصلت معلومة عن نية نصر الله المشاركة مع مسؤولين آخرين في اجتماع بالمقر، وبين تلك المصادر صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، التي ذكرت أن هناك جاسوساً إيرانياً قد أبلغ إسرائيل بلحظة وصول نصر الله إلى ضاحية بيروت، وكان بصحبة نائب قائد “فيلق القدس” في لبنان، عباس نيلفوروشان، وأنهما توجها إلى الضاحية، تحديداً حارة حريك عقب مشاركتهما في تشييع محمد سرور، قائد وحدة مسيرات الحزب.
وعلى الرغم من أن الصحيفة قالت: إن الجيش الإسرائيلي تلقى معلومات عن الاجتماع قبل 4 ساعات فقط من بدايته، فإن القناة الإسرائيلية “كان 11″، أفادت بأن النبأ وصل قبل أيام. ولذلك، تم بحث أمر الاغتيال واتفق عليه جميع رؤساء الأجهزة الأمنية يومها، رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، ورئيس “الموساد” دودي بارنياع، ورئيس “الشاباك” رونين بار، ومعهم وزير الدفاع غالانت.
أما نتنياهو، فقد طلب إمهاله فترة للتفكير، وذكر غالانت، أنه توجه إلى نتنياهو عدة مرات، وشرح له أن هذه فرصة تحدث مرة واحدة في العمر، لكن نتنياهو رفض إعطاءه المصادقة على الاغتيال.
وظل يلاحقه حتى صعد إلى الطائرة متوجهاً إلى نيويورك لإلقاء خطابه، وعندما وصل إلى هناك أبلغ موافقته على الاغتيال، ولكنه اشترط أن يتم ذلك بعد أن ينهي خطابه.
وكان موعد الخطاب الساعة السادسة مساء بحسب توقيت نيويورك، وطلب أن يتم الاغتيال في الساعة السادسة والنصف، وراح يساوم غالانت، حول الدقائق، فاتفقا في النهاية على أن الساعة السادسة والثلث، أي بالضبط عندما نزل نتنياهو من على المنصة، فتلقى قصاصة ورق من سكرتيره العسكري كتب عليها كلمة واحدة: “تم”.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية