اخر الاخبار

وسط التصعيد.. باكستان تختبر صاروخاً والهند تأمر بتدريبات

أجرت باكستان، الاثنين، تجربة صاروخية للمرة الثانية في 3 أيام، فيما أمرت الهند العديد من الولايات بإجراء تدريبات أمنية في وقت تتزايد فيه المخاوف من مواجهة بين البلدين بعد هجوم كشمير.

وتدهورت العلاقات بين الجارتين المسلحتين نووياً منذ أن أسقط مسلحون 26 شخصاً في 22 أبريل الماضي، في هجوم استهدف سياحاً من الهندوس في الشطر الهندي من إقليم كشمير، في أعنف هجوم يستهدف مدنيين في الهند منذ ما يقرب 20 عاماً.

واتهمت الهند باكستان بالتورط في الهجوم، كما نفت إسلام أباد هذه الاتهامات، وقالت إن”لديها معلومات مخابراتية تفيد بأن نيودلهي تعتزم شن عمل عسكري ضدها قريباً”.

وتبادلت الدولتان إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي وتعليق التجارة، وتبادلتا كذلك إطلاق النار بأسلحة خفيفة عبر الحدود في كشمير.

الجاهزية المدنية 

وقال مصدر في الحكومة الهندية لـ”رويترز”، الاثنين، إن “وزارة الداخلية طلبت من العديد من الولايات إجراء تدريبات أمنية في السابع من مايو الجاري، لضمان الجاهزية المدنية دون أن يذكر أي ولايات ودون أن يأتي على ذكر باكستان أو كشمير”.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن “التدريبات تشمل إطلاق صافرات الإنذار للتحذير من غارات جوية وخطط إخلاء وتدريب السكان على الاستجابة في حالة التعرض لأي هجمات”.

وفي وقت سابق، قال الجيش الباكستاني إنه “اختبر صاروخ سطح-سطح من طراز فاتح يصل مداه إلى 120 كيلومتراً، وذلك بعد يومين من الإطلاق الناجح لصاروخ سطح-سطح باليستي من طراز عبدلي يصل مداه إلى 450 كيلومتراً”.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن “الإطلاق التجريبي الناجح للصاروخ، أكد أن الدفاع الباكستاني في أيد قوية”، كما أبلغ وزير الإعلام الباكستاني عطاء الله تارار الصحافيين بعدم وجود قناة تواصل مفتوحة حالياً مع الهند.

ويقع إقليم كشمير، في منطقة جبال الهيمالايا، ولا يزال منذ عقود سبباً لأعمال عسكرية بين الهند وباكستان، إذ تطالب كل منهما بالسيادة على الإقليم بالكامل؛ لكنهما تتقاسمان السيطرة عليه.

واتهمت الهند جارتها بدعم انفصاليين متشددين يقاتلون قوات الأمن في الشطر الخاضع لسيطرتها من الإقليم، وذكرت باكستان أنها “لا تقدم سوى الدعم الدبلوماسي والمعنوي لسكان كشمير الذين يسعون إلى تقرير مصيرهم”.

كلفة اقتصادية

وحذرت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني من أن “الأزمة المرتبطة بالعنف في كشمير، قد تؤدي إلى انتكاسة للإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها إسلام أباد”.

وقالت الوكالة إن “الأزمة قد تضر بالاقتصاد الباكستاني الذي يبلغ حجمه 350 مليار دولار، والذي يسير على طريق التعافي بعد الحصول على برنامج إنقاذ حجمه 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي العام الماضي، ودرء خطر التخلف عن السداد”.

وأضافت أن “التصعيد المستمر في التوتر مع الهند، سيضغط على الأرجح على النمو الاقتصادي في باكستان، ويعرقل جهود الحكومة الحالية لضبط الوضع المالي، ما سيصيب التقدم الذي أحرزته باكستان صوب تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الكلي بانتكاسة”.

وتابعت الوكالة قائلة إن “الزيادة المستمرة في التوتر قد تعيق أيضاً حصول باكستان على تمويل خارجي، وتضغط على احتياطات النقد الأجنبي”.

ويأتي هذا بعد يومين من تقرير لـ”رويترز” جاء فيه أن “الهند طلبت من صندوق النقد إجراء مراجعة بشأن القروض لباكستان”.

ولا تتوقع “موديز” أن يشهد الاقتصاد الهندي تأثيرات سلبية كبرى، نظراً للعلاقات الاقتصادية الضئيلة، التي تربطها بباكستان، لكن زيادة الإنفاق الدفاعي، قد تضغط على قوة نيودلهي المالية، وتبطئ ضبط أوضاع المالية العامة.

وجاء الاختبار الصاروخي في باكستان خلال زيارة لوزير الخارجية الإيراني، الذي قال في وقت سابق إن “بلاده مستعدة لمساعدة نيودلهي وإسلام أباد على صياغة تفاهم أكبر بعد هجوم كشمير”.

وبعد زيارته لباكستان للقاء مسؤولين كبار، سيزور الوزير الإيراني الهند، الخميس.

وقالت روسيا، الاثنين، إنها “تتابع بقلق بالغ الموقف بين الهند وباكستان، وإنها تثمن علاقاتها بالبلدين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *