بوساطة عمانية.. اتفاق لوقف إطلاق النار بين أميركا والحوثيين

أعلنت سلطنة عُمان، الثلاثاء، أن جهودها لخفض التصعيد أسفرت عن اتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين، لوقف إطلاق النار بين الجانبين، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف قصف الحوثيين “فوراً”.
وقالت وزارة الخارجية العمانية في بيان، أنه بعد “المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عُمان مؤخراً” مع الولايات المتحدة والحوثيين، “بهدف تحقيق خفض التصعيد، أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين”.
وأضافت الوزارة أنه “في المستقبل، لن يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي”.
وأعربت سلطنة عُمان عن “شكرها لكلا الطرفين على نهجهما البنّاء الذي أدى إلى هذه النتيجة المرحّب بها، وتأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التقدم على العديد من المسائل الإقليمية في سبيل تحقيق العدالة والسلام والازدهار للجميع”.
ووصفت المتحدة باسم البيت الأبيض كارولين لفيت إعلان وقف إطلاق النار بـ”الانتصار الكبير”، مشيرة إلى “وعد الرئيس ترمب باستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر”، معتبرة أنه “استخدم القوة الأميركية الهائلة للوفاء بهذا الوعد بسرعة”.
وأضافت لفيت على منصة “إكس” أن “العالم أكثر أماناً بقيادة الرئيس ترمب”.
“وقف قصف الحوثيين فوراً”
الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعلن في وقت سابق، الثلاثاء، أن الحوثيين في اليمن أبلغوا الولايات المتحدة أنهم “لا يريدون القتال بعد الآن”، مضيفاً أن الولايات المتحدة سوف “تحترم ذلك، وسنوقف القصف فوراً”.
وأضاف ترمب، خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني: “لقد استسلموا ولكن الأهم، أننا سنأخذهم عند كلمتهم، قالوا إنهم لن يفجروا السفن مرة أخرى، وهذا هو سبب قيامنا بما نقوم به هناك. عرفنا للتو هذه المعلومات”.
وتابع: “أعتقد أن هذا أمر إيجابي، كانوا يستهدفون الكثير من السفن التي تبحر هناك، سأقبل كلمتهم وسنوقف القصف فوراً”.
ودعا ترمب وزير الخارجية ماركو روبيو الذي كان حاضراً للاجتماع، لإلقاء كلمة بشأن الضربات الأميركية على اليمن، وقال روبيو: “كانت هذه دوماً قضية حرية الملاحة. كانوا يهددون ممرات النقل البحري، وإذا كان هذا سيتوقف فسنتوقف أيضاً”.
ورداً على سؤال بشأن “الاتفاق” الذي توصل إليه مع الحوثيين، قال ترمب :”هذا ليس اتفاقاً، لقد قالوا، من فضلكم لا تقصفونا، ولن نهاجم سفنكم”.
وعن كيفية التوصل لهذه المعلومات من الحوثيين، قال ترمب: “لا يهم أين سمعت هذه الأمور، ولكنه مصدر جيد للغاية”.
بناء زخم للمحادثات مع إيران
وأكد مصدر دفاعي أميركي لـCNN أن الجيش الأميركي تلقى توجيهاً مساء الاثنين، بوقف شن الهجمات على الحوثيين.
وذكرت مصادر أميركية مطلعة أن التفاهم بين الولايات المتحدة والحوثيين لوقف الهجمات المتبادلة كان يهدف إلى “بناء زخم للمحادثات النووية مع إيران”.
وأشارت المصادر إلى أن توقيت الجولة الرابعة من المحادثات بين واشنطن وطهران للتوصل إلى اتفاق نووي، لا يزال غير واضحاً.
وقالت المصادر لـCNN إن مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يقود المحادثات مع إيران، وعمل كوسيط للتوصل إلى اتفاق لوقف النار مع الحوثيين عبر نهاية الأسبوع الماضي.
وبدأت المحادثات مع الحوثيين، كنتيجة مباشرة لمنشور وزير الدفاع بيت هيجسيث على منصة “إكس”، والذي حذر فيه من أن إيران “سوف تدفع الثمن في المكان والوقت الذي نختاره” إذا ما وصلت تقديم المساعدات الفتاكة للحوثيين، وفقاً لـCNN.
وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن الولايات المتحدة لم تبلغ إسرائيل مسبقاً بإعلان ترمب عن “الهدنة” مع الحوثيين. وأضاف في تصريح لموقع “أكسيوس”: “لم نكن نعرف بهذا الشأن. ترمب فاجأنا”.
وشنت الولايات المتحدة حملة قصف واسعة على اليمن منذ 15 مارس الماضي، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية مهاجمة مئات المواقع التابعة لجماعة الحوثي.