السودان يقطع العلاقة مع الإمارات ويعلنها دولة عدوان: بداية المواجهة الكبرى؟


وطن في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني رسميًا قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، متهمًا إياها بالضلوع المباشر في دعم جماعة الدعم السريع بالسلاح والتمويل، وتنفيذ ضربات جوية استهدفت مطار بورتسودان وقاعدة عثمان دقنة العسكرية.
القرار الذي يشمل سحب السفير السوداني، وإغلاق القنصلية الإماراتية في البلاد، جاء في أعقاب تصعيد عسكري خطير اعتبره الجيش السوداني “عدوانًا خارجيًا” وانتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد. الخرطوم لم تكتفِ بالإدانة، بل أكدت في بيان رسمي احتفاظها بـ”حق الرد بكل الوسائل الممكنة”.
تطورات الأيام الأخيرة، خاصة ضربات الطائرات المسيّرة التي أصابت مواقع مدنية وعسكرية في بورتسودان، كانت القشة التي قصمت ظهر العلاقة بين البلدين. وقد أشار مراقبون إلى أن هذه الضربات لم تكن معزولة أو عشوائية، بل كانت بمثابة رسائل سياسية منسّقة هدفها فرض واقع ميداني جديد يخدم أجندة أبوظبي في المنطقة.
هذا التصعيد يضع نهاية فعلية لمرحلة من العلاقات “التحالفية” بين السودان والإمارات، والتي شهدت في السابق تعاونًا اقتصاديًا وعسكريًا. لكنه أيضًا يشير إلى بداية مرحلة جديدة من المواجهة، قد تمتد من المجال السياسي إلى الأمني، خاصة في ظل الإصرار السوداني على تطهير البلاد من أي تدخل خارجي.
ويأتي هذا الموقف الجريء للسودان في وقت تزداد فيه الاتهامات العربية والدولية للإمارات بتغذية الحروب بالوكالة، من اليمن إلى ليبيا، وصولًا إلى السودان.
فهل نشهد بداية صدام مفتوح بين الخرطوم وأبوظبي؟ وهل سيتحرك المجتمع الدولي لكبح جماح التدخلات الإقليمية؟ أم أن السودان سيقف وحده في معركة “استعادة السيادة”؟
الرسالة واضحة: السودان قالها أخيرًا وبصوت عالٍ.. لم نعد ساحة خلفية لأحد.
ضباط أبوظبي في نعوش سودانية.. مطار نيالا يحرق يد الإمارات