واشنطن: لم نبدأ المفاوضات التجارية مع الصين بعد

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إن الصين “تريد التفاوض” و”عقد اجتماع”، لكن اللقاء سيكون “في الوقت المناسب”، فيما أشار وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، إلى أن الولايات المتحدة لم تبدأ بعد المفاوضات التجارية مع بكين، في تراجع عن تصريحات سابقة للإدارة الأميركية بإجراء مفاوضات مع بكين.
وذكر بيسنت خلال جلسة استماع أمام مجلس النواب، أن الإدارة تجري مفاوضات مع 17 شريكاً تجارياً رئيسياً، لكنها لم تجرِ أي محادثات بعد مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.
وأضاف: “لذا، أتوقع أن نشهد خفضاً كبيراً للرسوم الجمركية المفروضة علينا، بالإضافة إلى الحواجز غير الجمركية، والتلاعب بالعملة، ودعم استثمارات العمالة ورأس المال”.
وأشار إلى أن “العديد من الشركاء التجاريين قدموا عروضاً جيدة للغاية”، وأن مساعدي ترمب بصدد “معاودة التفاوض” بشأنها حالياً.
وفي حين تركز الجهود الأميركية الحالية على المفاوضات الثنائية، أوضح بيسنت، أن “اتفاقيات التجارة متعددة الأطراف لا تزال ممكنة إذا تمكنت الدول من الاتفاق على هيكل مشترك للرسوم الجمركية”.
ولفت إلى أن “قرابة 97% أو 98% من العجز التجاري الأميركي كان مع حوالي 15 دولة، معظمها شركاء تجاريون رئيسيون، وأن المناقشات تسير على ما يرام مع العديد منها”.
وتابع: “سأكون متفاجئاً إذا لم نتمكن من إتمام أكثر من 80% أو 90% من هذه الاتفاقيات قبل نهاية العام، وقد يكون ذلك قبل هذا بكثير. أعتقد أنه ربما هذا الأسبوع سنعلن عن اتفاقيات تجارية مع بعض أكبر شركائنا التجاريين”.
ترمب: ترغب بالتفاوض
وتعليقاً على تصريحات بيسنت التي تضمنت تأكيداً بأن واشنطن لم تبدأ المفاوضات مع بكين، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، إن الصين تريد التفاوض على اتفاق تجاري ينهي الرسوم الجمركية المتبادلة، وإن زعيمي أكبر قوتين اقتصاديتين متنافستين سيلتقيان في الوقت المناسب.
وذكر ترمب، أن الصين “تريد التفاوض وعقد اجتماع. سنلتقي بهم في الوقت المناسب”.
ورداً على سؤال لأحد الصحافيين، قال ترمب إنه “لم يلتق أي شخص من الصين بعد”، لكنه زعم أن الاقتصاد الصيني “يعاني بشدة لعدم وجود تبادل تجاري مع الولايات المتحدة”.
الصين والاتحاد الأوروبي
والثلاثاء، أبدى الرئيس الصيني شي جين بينج استعداد بلاده للعمل مع قادة الاتحاد الأوروبي لتعزيز الانفتاح المتبادل والتعامل بشكل مناسب مع النزاعات والخلافات.
وتأتي هذه التصريحات في الذكرى الخمسين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، مع سعيهما لتحسين الروابط في ظل الضبابية التي تكتنف التجارة العالمية على خلفية الرسوم الجمركية الأميركية.
ولم يتطرق شي إلى الولايات المتحدة في تصريحاته، لكن بكين تحرص على توثيق الروابط الاقتصادية والسياسية مع أوروبا للحد من تبعات الرسوم الجمركية التي أعلن ترمب فرضها على معظم صادرات الصين.
وقال: “متانة واستقرار العلاقات الصينية الأوروبية لا يعززان المنجزات المشتركة فحسب، وإنما ينيران العالم أيضاً”.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، أن شي دعا الاتحاد الأوروبي إلى “التعاون لحماية الإنصاف والعدالة والتصدي لاستئساد أي طرف”، ووصف العلاقات بين الجانبين بأنها من أكثر العلاقات تأثيراً في العالم.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي، أن بكين والاتحاد الأوروبي سيجريان حوارات رفيعة المستوى بشأن الاستراتيجيات والاقتصاد والتجارة والتنمية الخضراء والرقمنة خلال سلسلة من الفعاليات هذا العام.
وجاءت هذه التحركات والتصريحات بعد أن قال ترمب للصحافيين، الأحد الماضي، إنه لا ينوي التحدث مع نظيره الصيني هذا الأسبوع، لكن مسؤولين أميركيين كانوا يتحدثون مع مسؤولين صينيين حول مجموعة متنوعة من القضايا المختلفة.
وأقر ترمب خلال مقابلة مع شبكة NBC NEWS، بأنه كان “صارماً بشدة مع الصين”، ما أدى إلى قطع التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم تقريباً، لكنه قال إن “بكين تريد الآن إبرام اتفاق”.
وتابع: “لن نخسر تريليون دولار (…) لأننا لا نجري تعاملات معهم حالياً، إنهم يريدون إبرام اتفاق.. يريدون ذلك بشدة. سنرى كيف ستسير الأمور، ولكنه يجب أن يكون اتفاقاً عادلاً”.
وفرض ترمب، في 2 أبريل الماضي، رسوماً جمركية بنسبة 10% على معظم الدول، بالإضافة إلى رسوم أعلى على العديد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، قبل أن يعلقها لمدة 90 يوماً.
كما فرض رسوماً جمركية بنسبة 25 %على السيارات والصلب والألومنيوم، و25% على كندا والمكسيك، و145% على الصين، فيما تجري إدارة ترمب مفاوضات مع أكثر من 15 دولة بشأن اتفاقيات تجارية، يمكن أن تؤدي لتجنب فرض الرسوم الجمركية الأعلى.
وردت بكين على الرسوم الجمركية الأميركية على العديد من المنتجات الصينية بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على واردات السلع الأميركية، ووصفت استراتيجية ترمب الجمركية بأنها “مزحة”.