فانس: روسيا تطلب الكثير لإنهاء حرب أوكرانيا

قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الأربعاء، إن روسيا “تطلب الكثير” لإنهاء حربها مع أوكرانيا، معرباً عن رغبة الولايات المتحدة في أن يتفق البلدان على “مجموعة من المبادئ الأساسية للجلوس والتحاور” من أجل بدء “مفاوضات مباشرة ولو جزئياً”.
وأضاف فانس خلال جلسة حوارية في “مؤتمر ميونيخ للأمن”، المنعقد في واشنطن: “لا أعتقد أن الروس غير مهتمين بالتوصل إلى حل، وهم يطرحون مجموعة من الشروط والتنازلات المطلوبة لإنهاء النزاع، ونحن نرى أنهم يطلبون أكثر من اللازم”.
وأكد أن مطالب الجانب الأوكراني “مهمة جداً، فهم الطرف الآخر في هذا النزاع المباشر”، وأضاف: “لذا علينا أن نسأل: ما الذي يريده الأوكرانيون؟ وما الذي يحتاجونه لإنهاء هذا الصراع بطريقة ناجحة؟ وسنواصل هذا النقاش”.
وأشار فانس، إلى أن الخطوة التي ترغب فيها الولايات المتحدة حالياً هي أن “يتفق الروس والأوكرانيون على مجموعة من المبادئ الأساسية للجلوس والتحاور”.
وأعرب عن استعداد الولايات المتحدة للمشاركة في هذه المحادثات، ولكنه قال إنه “من المهم جداً أن يبدأ الروس والأوكرانيون الحديث المباشر مع بعضهم البعض”.
ووصف فانس هذه المسألة بـ”الخطوة الكبيرة التالية التي ينبغي اتخاذها”.
وأشار نائب الرئيس الأميركي، إلى أن هناك “فجوة كبيرة” بين البلدين، معتبراً أن “الخطوة التالية في التفاوض هي محاولة رأب هذه الفجوة”.
ورأى فانس أنه “من شبه المستحيل أن نقوم بدور الوسيط الكامل دون وجود مفاوضات مباشرة، ولو جزئياً، بين الطرفين. ولهذا نركز جهودنا هناك”، مضيفاً: “لكنني لم أشعر بالتشاؤم بعد، ومن الواضح أن الطرفين لم يصلا بعد إلى نقطة الاتفاق، فالمعارك لا تزال مستمرة”.
وقال فانس إن أوكرانيا “مستعدة لقبول وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً، ونحن نقدّر ذلك”، وأضاف: “أما الروس فقالوا إن وقف إطلاق نار لـ30 يوماً لا يخدم مصلحتهم الاستراتيجية. لذلك، حاولنا تجاوز الهوس بوقف إطلاق النار المؤقت، وركزنا أكثر على سؤال، كيف يبدو الحل طويل الأمد؟ وقد حاولنا باستمرار دفع الأمور في هذا الاتجاه”.
وقال نائب الرئيس الأميركي إن “أبرز ما يتميّز به الرئيس دونالد ترمب رغم الانتقادات الكثيرة التي وُجّهت إليه، والتي أراها غير عادلة، سواءً من الإعلام الأميركي أو بعض الإعلام الأوروبي، هو ما يمكنني تسميته بالواقعية الاستراتيجية أو البصيرة الاستراتيجية”.
وأضاف: “لست مضطراً لتأييد المبررات الروسية للحرب، وبالطبع، كل من الرئيس وأنا انتقدنا الغزو الواسع النطاق، لكن من الضروري أن تحاول فهم من أين ينطلق الطرف الآخر إذا أردت إنهاء النزاع”.
مقترح بوتين
واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار من الثامن إلى العاشر من مايو الجاري، وذلك بالتزامن مع مراسم إحياء ذكرى الثمانين لهزيمة ألمانيا النازية. ويعتبر ما يسمى بـ”يوم النصر” عطلة رئيسية في روسيا.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المقترح بأنه لا طائل منه، ودعا في المقابل إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً على الأقل تماشياً مع مقترح أميركي.
كما دعت وزارة الخارجية الأوكرانية الدول إلى عدم المشاركة في الاحتفال، وقالت إن أي مشاركة من هذا القبيل ستتعارض مع ما تعلنه بعض الدول من أنها تقف على الحياد في الحرب.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأربعاء، إن مبادرة بوتين لوقف إطلاق النار بمناسبة “ذكرى النصر لا تزال سارية المفعول”.
وأضاف بيسكوف للصحافيين، أن “موقف روسيا بشأن وقف إطلاق النار المؤقت مع أوكرانيا معروف، وقد صدرت بشأنه جميع التعليمات”.