الأول في سوريا.. ما مخرجات مؤتمر الذكاء الاصطناعي

نظمت وزارة الاتصالات في سوريا المؤتمر الإقليمي الأول حول الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، ضمن خطة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للاتصالات وتوفير خدمات إنترنت عالية السرعة.
وانتهت أعمال المؤتمر، الذي استمر على مدار يومين، الأربعاء 7 من أيار، في فندق “البوابات السبع” (الشيراتون سابقًا) في دمشق.
نظمت المؤتمر وزارة الاتصالات السورية بالتعاون مع الاتحاد العربي للإنترنت والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، بمشاركة ودعم مجموعة من المنظمات والجهات الداعمة في قطاع التكنولوجيا والتحول الرقمي.
جلسات حوارية لاستثمار طاقة الشباب
وتضمن المؤتمر، الذي حضرته، جلسات حوارية تفاعلية قدمتها مجموعة من الخبراء ورجال الأعمال، تمحورت حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في العالم العربي.
وعلى هامش المؤتمر، أوضح وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، ل، أن هناك طاقات ملهمة من قبل الشباب، ويجب أن نقدم لهم البيئة والبينة التحتية وبنية الاتصالات اللازمة ومساعدتهم على إطلاق مشاريعهم.
رئيس الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات، محمد فراس بكور، أوضح خلال حديث ل، أن سوريا محط أنظار لكل الشركات الراغبة بالاستثمار نتيجة تغير البيئة والوضع.
وفاق عدد حضور اليوم الأول 600 شخص، وبلغ عدد المسجلين للحضور 2000 شخص، وحضره ممثلون عن شركات من الصين وبريطانيا وأمريكا، إضافة إلى ممثلين من شركات عربية وسورية.
الهدف من هذا المؤتمر هو ما سينجم عنه من توصيات ومقترحات، وستشكل لجنة متابعة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات، وسيقدم الاتحاد دعمه لقطاع التكنولوجيا والاتصالات في سوريا، بحسب بكور.
تقنية “5G” لأول مرة
وحول تقنية “الجيل الخامس” (5G) التي أعلن عن إطلاقها خلال المؤتمر، بيّن رئيس المديرين التنفيذيين في شركة “سيريتل”، مريد الأتاسي، أن تكنولوجيا “الجيل الخامس” تمثل قفزة نوعية في دعم الخدمات والتطبيقات الرقمية المعاصرة والتحسين المستمر لتجربة المستخدمين لخدمات شبكات الاتصالات.
وتتيح هذه التكنولوجيا الاستمتاع بخدمات عالية الجودة، وتعد خطوة نحو تمكين استخدام التطبيقات الحديثة الخاصة بإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والمعزز وغيرها من الخدمات.
كما أنها تسهل نقل البيانات بسرعات فائقة، بحيث تعود بالفائدة على مختلف القطاعات الحكومية والصناعية والتجارية، إضافة إلى الأفراد، وفق الأتاسي.
وتابع أن هذه الخطوة المهمة جاءت نتيجة للتعاون والجهود المشتركة مع “شبكة سوريا المستقبل” (FSN)، وهي نقلة مهمة جدًا في تطور تكنولوجيا الاتصالات في سوريا.
بدوره، ممول “شبكة سوريا المستقبل” (FSN)، جهاد السلقيني، قال إن الشبكة هي الأولى التي فعلت تقنية “5G” في الشمال السوري، واليوم، بالتعاون مع شركة “سيريتل” وبتوجيه من وزير الاتصالات لتفعيل هذه التقنية في دمشق، ستكون هناك نقلة نوعية تجاه بناء بنية تحتية معاصرة للاتصالات والإنترنت في سوريا، “ليتسنى لنا أن نواكب العالم في جميع المجالات الحيوية”.
“شبكة سوريا المستقبل” (FSN) تعد أول مخدم اتصالات في مناطق الشمال الخاضع لسيطرة المعارضة قبل سقوط نظام بشار الأسد، وقدمت خدمتها لسكان هذه المناطق منذ عام 2011، وتطورت الشبكة بحلول عام 2016 لتصبح واحدة من أكبر مشغلي الاتصالات في شمالي سوريا.
عبد المالك المزين، المدير التنفيذي لشركة “Tradinos”، ذكر ل أن شركته أسهمت بعدة مشاريع ضمن المؤتمر لها علاقة بالذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن “الذكاء الاصطناعي داعم للجهود البشرية، ولا يمكن الاستغناء عن البشر، وهو بحاجة لمتحكم أساسي من القوى البشرية”.
“Tradinos” هي شركة رائدة في تطوير البرمجيات، وتتمتع بخبرة واسعة في أحدث التقنيات، تأسست في ألمانيا عام 2014، ويوجد لها مكاتب فرعية في الإمارات وبيروت، وتركز على تطبيق التكنولوجيا في المجتوى الإبداعي، وتبتكر حلولًا وخدمات تكنولوجية تلبي احتياج الشركات، من أعمالها تطبيق “Bee order” وتطبيق “وصلني”.
ويعد المؤتمر فرصة لإطلاق مبادرات تهدف إلى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل في قطاع التكنولوجيا في سوريا، في وقت تشهد فيه سوريا جهودًا لإعادة بناء بيئتها الاقتصادية والابتكارية.

وزير الاتصالات عبد السلام هيكل مع مجموعة من الحضور في مؤتمر الذكاء الاصطناعي – 6 أيار 2025 (/ أنس الخولي)
وتناولت الجلسات النقاشية في المؤتمر تعزيز الأمن السيبراني، وجاهزية البنى التحتية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والفرص الاستثمارية، ودور الكفاءات المتخصصة في الابتكار، وشملت الفعاليات تجارب عملية لتقنية “5G” وحوارات تفاعلية.
اتفاقيات
وذكرت وكالة “سانا” أنه في اليوم الثاني للمؤتمر جرى توقيع ثلاث اتفاقيات، بين الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت، وكل من وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ومنصة “Bevol” للإدارة وتنظيم العمل التطوعي، بحضور وزير الاتصالات وتقانة المعلومات.
المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، التونسي محمد بن عمر، أوضح أهمية الاتفاقيات الثلاث التي تعد الإطار القانوني للتعاون بين الأطراف الموقعة عليها، والتي سيتبعها توقيع اتفاقيات متخصصة بمجالات معينة مثل: تطوير البنية التحتية واستخدام إنترنت الأشياء.
بدوره، لفت المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصّة “Bevol” لإدارة العمل التطوعي، بشار الحراكي، إلى أن المنصة تضم أكثر من 175 دولة حول العالم، وتتضمن خمس لغات وثلاث فئات هم: الأفراد والمؤسسات غير الربحية، وشركات القطاع الخاص في بيئة التواصل الاجتماعي التفاعلية المتطورة.
وسيتم من خلال الاتفاقية تقديم منصة خاصة للاتحاد للتواصل مع الخبراء، وتقديم برامج وندوات تدريبية لتطوير إمكانيات الشباب السوري وتأمين فرص عمل لهم، وفق الحراكي.
مدير إدارة التواصل والعلاقات العامة في الجمعية العلمية المعلوماتية السورية، وسيم الأسعد، أوضح أن الاتفاقية سينبثق عنها مجموعة من العقود تخص التدريب والتأهيل والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، التي تشكل محاور للعمل عليها مستقبلاً وضمن المعايير العالمية.
وبين رئيس الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت، فراس البكور، أهمية الاتفاقيات ثلاثية الأطراف، بتقديم كل الدعم العربي في قطاع التكنولوجيا السوري بجناحيه العام والخاص، بجهود وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، مؤكدًا أن المؤتمر أظهر حماس السوريين للبناء والبدء من جديد، متطلعًا إلى تكرار المؤتمر سنويًا، وفي ذات التوقيت من كل عام.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي