باكستان تتوقع حل خلافات المياه وكشمير عبر محادثات مع الهند

قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، السبت، إنه يتوقع أن يقود وقف إطلاق النار مع الهند لإجراء محادثات مع نيودلهي، وعبّر عن اعتقاده بأن قضيتي تقاسم المياه وكشمير وجميع القضايا الخلافية الأخرى سيتم حلها من خلال محادثات مع الهند.
وهنأ شريف، خلال كلمة تلفزيونية مصورة، الباكستانيين باتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أن بلاده ردّت على “العدوان الهندي الأخير بلغة يفهمها عبر استخدام القوة”، بحسب قوله.
وأضاف أن “سيادة باكستان ووحدة أراضيها خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه”، ورأى أن القوات المسلحة الباكستانية نفذت “رداً مهنياً وفعالاً”، مشيراً إلى أن طائرات سلاح الجو الباكستاني تمكنت من إسقاط مقاتلات رافال هندية.
3 ملفات أساسية
من جانبه، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف إن معاهدة مياه السند، وقضية كشمير، والإرهاب العابر للحدود ستكون الملفات الثلاثة الأساسية في أي محادثات مقبلة مع الهند.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، اتفاق الهند وباكستان على وقف فوري وكامل لإطلاق النار بين البلدين، بينما أوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن الجانبين سيبدآن محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد.
وقال وزير الخارجية الأميركي: “يسرني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان قد اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار. خلال الـ 48 ساعة الماضية، تواصلتُ أنا وجي دي فانس (نائب ترمب) مع كبار المسؤولين الهنود والباكستانيين”.
وأضاف روبيو: “نشيد بالحكمة والحنكة السياسية لرئيسيْ وزراء الهند وباكستان في اختيار طريق السلام، حكومتا الهند وباكستان ستبدآن محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد”.
معاهدة المياه
وقالت 4 مصادر حكومية بالهند لـ”رويترز” إن معاهدة مياه نهر السند بين الهند وباكستان لا تزال مُعلقة، رغم توصل البلدين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتُنظم معاهدة عام 1960 التي تمت بوساطة البنك الدولي تقاسم مياه نهر السند وروافده بين الهند وباكستان. وانسحبت الهند منها الشهر الماضي بعد هجوم على سياح هندوس في كشمير أسفر عن ضحايا. واتهمت نيودلهي إسلام أباد بدعم الهجوم.
وتنفي باكستان تورطها في أعمال عنف، وقالت إنها تعد لإجراء قانوني دولي بشأن تعليق المعاهدة التي تضمن المياه لنحو 80% من مزارعها.
وقال مصدر من وزارة المياه الباكستانية “لم تكن معاهدة مياه نهر السند جزءاً من مناقشات (وقف إطلاق النار)”.
وذكر مصدر حكومي هندي لـ”رويترز” أنه “لا تغيير في الموقف” من المعاهدة.
ولم يصدر أي رد بعد من وزارة الخارجية الهندية بشأن القضية. كما لم يصدر تعقيب بعد من مسؤولي وزارة المياه الباكستانية ووزير الإعلام.
والاتفاقية واحدة من العديد من الإجراءات المتبادلة التي اتخذتها الجارتان بعد هجوم كشمير، بما في ذلك إغلاق الحدود البرية وتعليق التجارة ووقف إصدار جميع فئات التأشيرات تقريبا لمواطني كل منهما.
وقال مصدران من الحكومة الهندية لـ”رويترز” إن جميع الإجراءات المتخذة ضد باكستان، بما في ذلك المتعلقة بالتجارة والتأشيرات، ستظل سارية رغم توقف الأعمال القتالية بين البلدين.
ولم ترد وزارة الخارجية الهندية بعد على طلب للتعليق.
اتهامات بخرق وقف النار
اتهمت وزارة الخارجية الهندية باكستان، السبت، بانتهاك وقف إطلاق النار الذي سبق الإعلان عن التوصل إليه قبل ساعات، فيما نفت وزارة الإعلام الباكستانية الاتهامات، وذلك وسط تقارير عن سماع دوي انفجارات على الحدود بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الهندية إن القوات المسلحة تلقت تعليمات بـ”التعامل بقوة مع الانتهاكات على طول الحدود”، وأنها “بدأت في الرد”، داعية باكستان إلى “وقف الانتهاك”، بحسب تعبيرها.
في المقابل، رفض وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار التقارير التي تفيد بأن باكستان انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار مع الهند، حسبما نقل موقع “جيو نيوز” الباكستاني.
وأضاف ترار أن “انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من جانبنا أمر غير وارد”، وقال إن الشعب الباكستاني يحتفل بانتصاره على الهند.
وفي وقت سابق السبت، أفاد رئيس وزراء إقليم كشمير في الشطر الهندي عمر عبد الله بسماع دوي انفجارات في أنحاء مدينة سريناجار، وذلك بعد ساعات من إعلان اتفاق بين الهند وباكستان على وقف إطلاق النار.
وكتب عبد الله، في منشور على منصة “إكس”: “ما الذي حدث للتو لوقف إطلاق النار؟ سماع دوي انفجارات في أنحاء سريناجار”.
ودارت اشتباكات بين الخصمين القديمين منذ أن قصفت الهند مواقع عدة في باكستان، الأربعاء، قالت إنها “معسكرات إرهابيين” رداً على هجوم دام على سياح هندوس في منطقة كشمير المضطربة الشهر الماضي.
ونفت باكستان ضلوعها في الهجوم، لكن البلدين يتبادلان إطلاق النار والقصف عبر الحدود، ويرسلان طائرات مسيرة وصواريخ إلى مجالهما الجوي، ما أقلق قوى عالمية تدعو إلى ضبط النفس.