اخر الاخبار

واشنطن تعلن عن تقدم كبير بمحادثات التجارة مع الصين

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن الولايات المتحدة والصين أحرزا “تقدماً كبيراً”، في المفاوضات التجارية التي جرت في سويسرا على مدار يومي السبت والأحد، فيما وصف الممثل التجاري الأميركي جيمسون جرير المفاوضات بأنها “مثمرة للغاية”.

وذكر بيسنت في ختام اليوم الثاني من التفاوض أنه سيدلي بالمزيد من التفاصيل في إحاطة شاملة بشأن المفاوضات صباح الاثنين.

بدوره، قال الممثل التجاري الأميركي جيمسون جرير إن هذين كانا “يومين مثمرين للغاية من المفاوضات”، وقال إن “الخلافات ليست كبيرة كما كنا نظن سابقاً”.

وقال جرير: “الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري هائل قدره 1.2 تريليون دولار، لذلك أعلن الرئيس حالة الطوارئ الوطنية، ونحن على ثقة بأن الصفقة التي توصلنا إليها مع شركائنا الصينيين ستساعدنا في العمل على حل حالة الطوارئ الوطنية”.

بدوره، قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إن المحادثات الثنائية تهدف لـ”تهدئة” التوتر بين القوتين العظميين، وتوقع إبرام العديد من الاتفاقات التجارية خلال الأشهر القليلة المقبلة دون تسمية دول بعينها.

وأضاف لوتنيك في مقابلة مع FOX NEWS أن بيسنت “أوضح أن أحد أهدافه هو التهدئة. كما تعلمون، فإن الرسوم الجمركية بنسبة 145 و125% هي في الواقع رسوم جمركية حينما لا نجري معاملات تجارية مع بعضنا بعضا. لذا، فهو موجود هناك ليرى إن كان بوسعنا إعادة ضبط الحوار”.

مفاوضات صينية أميركية

واستأنف كبار المفاوضين الأميركيين والصينيين، الأحد، محادثات حاسمة تهدف إلى تهدئة الحرب التجارية بين البلدين، في وقت وصف فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، المناقشات بأنها كانت “اجتماعاً جيداً جداً”، وفق “بلومبرغ”. 

وترأس سكوت بيسنت، ونائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فنج، المفاوضات التي بدأت السبت في سويسرا، وتمثل أول محادثات حضورية معلنة منذ أن فرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية، ورد بكين برسوم انتقامية بنسبة 125% على العديد من السلع الأميركية، إلى جانب فرض قيود جديدة على صادرات المعادن الأرضية النادرة.

وفي منشور على منصة “تروث سوشيال”، كتب ترمب: “اجتماع جيد جداً مع الصين في سويسرا. نوقشت العديد من الأمور، وتم التوافق على الكثير منها. تفاوضنا على إعادة ضبط شاملة للعلاقة بطريقة ودية ولكن بناءة. نرغب، من أجل مصلحة كل من الصين والولايات المتحدة، في أن تفتح الصين أبوابها أمام الشركات الأميركية. لقد أحرزنا تقدماً كبيراً للغاية”. 

وشارك أيضاً كبير المفاوضين التجاريين الأميركيين، جيمسون جرير، في الجلسات التي جرت في مقر بعثة سويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف، السبت، واستؤنفت صباح الأحد، حسبما أفادت “بلومبرغ”، نقلاً عن مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية المحادثات. 

“اليد العليا”

وقالت “بلومبرغ” إن الجانبين حاولا إظهار الثقة بأن كلاً منهما يمتلك اليد العليا، إلا أن الوضع القائم ينطوي على “مخاطر كبيرة”. 

وأثار تبادل الإجراءات الانتقامية بين الجانبين اضطراباً في الأسواق المالية، كما هدد بحدوث نقص في المنتجات وارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، مما زاد من الضغوط على ترمب لإيجاد مخرج من مواجهته مع نظيره الصيني شي جين بينج، الذي حاول بدوره تعزيز اقتصاد بلاده قبيل المحادثات، غير أن البيانات تُظهر مؤشرات ضعف.

واعتبرت وكالة أنباء “شينخوا” الرسمية الصينية في تعليق نُشر السبت، بالتزامن مع المفاوضات، أن الاجتماع في سويسرا يمثل “خطوة مهمة نحو التوصل إلى حل” للأزمة، مشيرة إلى أن التوصل إلى تسوية نهائية سيتطلب قدراً كافياً من الصبر والعزيمة، إلى جانب دعم من المجتمع الدولي. 

كما شددت الوكالة الحكومية على عزم الصين “حماية مصالحها الوطنية والحفاظ على النظام في التجارة العالمية”. 

وكان ترمب قد أطلق إشارات متباينة بشأن ما يأمل تحقيقه من هذه الاجتماعات، إذ أكد مراراً رفضه خفض الرسوم من دون تقديم الصين تنازلات، لكنه صرح، الجمعة، بأن خفض الرسوم إلى نسبة 80% “يبدو مناسباً”. 

وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي مساء الجمعة: “علينا أن نبرم صفقة عظيمة لأميركا. أعتقد أننا سنعود باتفاق عادل للصين ولنا”. 

محادثات “استكشافية”

وقلل بيسنت الأربعاء، من حجم التوقعات بشأن نتائج المفاوضات وقال للمشرعين الأميركيين، إن المحادثات لا تزال في مراحلها المبكرة، وتركز على خفض التوترات بدلاً من التوصل إلى اتفاق شامل. لكن ترمب نفسه قال، الخميس، إنه يتوقع تحقيق تقدم “جوهري”. كما أكد مسؤولون أميركيون آخرون أهمية اغتنام الفرصة لنزع فتيل الأزمة. 

وقال وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، في مقابلة مع شبكة Fox News مساء الجمعة، إنه “لا توجد أي فرصة” لتعليق الرسوم الجمركية بشكل كامل، مهما كانت نتائج المحادثات. 

وأضاف أنه إذا سارت المفاوضات على نحو جيد، “فقد تنخفض الرسوم إلى مستوى إنساني، إلى مستوى يسمح بعودة الأعمال” وتابع: “هناك رسوم كبيرة، والرئيس سيُبقي على رسوم كبيرة في التجارة مع الصين. هذا هو هدفه. هذه هي توقعاته. ويجب أن تكون هذه توقعات الجميع”. 

وتتعامل الصين مع المحادثات بحذر، وتبقي سقف التوقعات منخفضاً، وتتعامل معها باعتبارها “استكشافية” أكثر منها مفاوضات تؤدي إلى اتفاق شامل وفوري، بحسب “بلومبرغ”. 

وقال وو شينبو، مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة فودان في شنغهاي ومستشار لوزير الخارجية، إن ممثلي شي سيقيمون مدى جدية نظرائهم الأميركيين في السعي إلى تحقيق انفراجة. 

ويُعد فشل المحادثات خسارة فادحة لكلا الاقتصادين اللذين يبلغ إجمالي ناتجهما المحلي المشترك نحو 46 تريليون دولار. ووفق تقديرات “بلومبرغ إيكونوميكس”، فإن الرسوم الحالية ستقضي على نحو 90% من التجارة الثنائية بين البلدين. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *