“غزة كولا” مشروب جديد يكتسح أسواق بريطانيا ويخصص 10% من أرباحه لدعم فلسطين و غزة

أطلق الشقيقان الفلسطينيان أسامة وخباب قشوع في بريطانيا مشروع “غزة كولا” ليكون نموذجًا فريدًا للمقاومة الاقتصادية، عبر إنتاج مشروب غازي بديل عن المنتجات الة بالاحتلال الإسرائيلي، مع تخصيص عوائده لدعم صمود قطاع غزة في مواجهة العدوان.
وتعود فكرة المشروع، كما روى أسامة قشوع للجزيرة مباشر، إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد أسابيع قليلة من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حين بدأت تتبلور لديه قناعة بضرورة مقاطعة الشركات الكبرى المتورطة في دعم الاحتلال.
تصميم العبوة ورسالتها السياسية
وقال “راودتني فكرة الاستغناء عن هذه المنتجات وابتكار بديل حقيقي، تذهب عوائده بالكامل إلى فلسطين، دعمًا لأهلنا تحت الحصار والعدوان”.
واجه الشقيقان منذ البداية تحديات متعددة، خاصة فيما يتعلق بتصميم العبوة ورسالتها السياسية، وأوضح أسامة قشوع أن البعض نصحوه بحذف اسم غزة والعلم الفلسطيني والكوفية من التصميم، بحجة الفصل بين التجارة والسياسة، لكنه رفض ذلك، وأوضح سبب رفضه بقوله “أصررت على أن تبقى رسالتنا واضحة وصريحة، لأننا ندافع عن قضية عادلة”.
بيع 3 ملايين عبوة
ومع الوقت، انتشر المنتج في أكثر من 7 دول، وبلغت مبيعاته أكثر من 3 ملايين عبوة، وعلّق أسامة على ذلك بقوله “كل عبوة من غزة كولا هي أكثر من مجرد مشروب، إنها رسالة. إنها أشبه بمجلة فلسطينية بعنوان واحد هو: غزة. رؤيتها المتكررة تثير الوعي وتفتح أسئلة جديدة حول القضية الفلسطينية”.
وأكد أسامة قشوع أن مشروعهما لا يعتمد على التبرّعات، بل يقوم على نموذج “من الشعب إلى الشعب”، حيث يقيم علاقة مباشرة بين المستهلكين، وهم غالبًا في الغرب، والمستفيدين في غزة، وقال “هذا النموذج يخلق صلة وصل غير مباشرة لكنها فعالة وعبقرية، وهو ما نحتاج إليه فعلًا لدعم غزة بشكل مستدام”.
هدف المشروع
وأوضح أسامة قشوع أن الهدف الأساس للمشروع واضح ومعلن، إذ تسعى عائداته إلى المساهمة في إعادة بناء مستشفى الكرامة في غزة، الذي دمّره الاحتلال خلال العدوان.
من جهته، شدد خباب قشوع، المدير التنفيذي للمشروع، على أن “غزة كولا” ليس مشروعًا ربحيًّا شخصيًّا، وأضاف “أرفض أن يكون المشروع مصدر ربح لأي فرد. لقد استمد المشروع زخمه من اسم غزة، ولا يجوز أن ننتفع على حساب دماء أهلنا. لن أضع فلسًا واحدًا في جيبي من عائداته، فهذا حرام عليّ”.
وأضاف “يكفيني شرفًا أن أكون جزءًا من مشروع أخلاقي حقيقي، مقاومة اقتصادية صادقة تستمر لعقود مقبلة”.
“المقاومة بالتجارة”
وعبّر خباب عن طموحه بأن يتطور المشروع مستقبلًا ليُنتَج في قطاع غزةنفسه، قائلًا “أتمنى أن نرى يومًا ما مصنعًا في غزة يحمل اسم ‘غزة كولا’، يُنتج ويُعبّأ هناك ويُصدَّر إلى العالم كله، ولمَ لا يكون لدينا مصنع في الضفة الغربية أيضًا بدل مصانع الكوكاكولا؟ هذا أقل ما يمكن أن نحققه”.
ورغم الصعوبات اللوجستية والسياسية التي واجهها المشروع على صعيد الإنتاج والتوزيع وبعض القيود التجارية، فقد أكد خباب أن عزيمتهم لم تضعف، وأردف “مشروعية وجودنا كفلسطينيين يجب أن تنعكس في جميع المجالات، والتجارة واحدة من أهم أدوات النضال. نحن نقاوم بالتجارة، وسنواصل هذه المقاومة 100 سنة للأمام”.