سفيرة السعودية شراكتنا واشنطن حجر الزاوية الاستقرار العالمي

قالت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود في مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن تايمز” إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أول زيارة دولة خارجية خلال ولايته الثانية، إلى السعودية، تأتي في لحظة محورية من أجل السلام والأمن والازدهار العالمي.
وأضافت الأميرة ريما بنت بندر، في المقال الذي نُشر الاثنين: “على مدى العقود الثمانية الماضية، شكّل التحالف بين السعودية والولايات المتحدة حجر الزاوية في الاستقرار والازدهار العالميين. واليوم، وبينما يواجه العالم تحديات وصراعات جديدة، تكتسب هذه الشراكة أهمية بالغة أكثر من أي وقت مضى”.
وتابعت: “عندما بدأ ترمب زيارته الرئاسية الأولى للمملكة في عام 2017، كانت بلادنا تشهد تحولاً هائلاً، حيث أعادت رسم معالمها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال إطلاق رؤية 2030، وبعد ما يقرب من ثماني سنوات، سينزل ترمب من طائرة الرئاسة ليجد الرؤية تتجسد على أرض الواقع”.
وأضافت: “إلى جانب هذه التغييرات العديدة، يبقى ثابت واحد: شراكة المملكة الراسخة مع الولايات المتحدة، المبنية على الصداقة والثقة المتبادلة، وربما الأهم من ذلك، الالتزام ببناء غد أفضل”.
وقالت الأميرة ريما بنت بندر، إنه “بينما نفتح أبوابنا بفخر للسيد ترمب ووفده، نتطلع إلى تسليط الضوء على الرحلة الهائلة التي قطعتها بلادنا والآفاق الجديدة التي وصلت إليها علاقتنا مع الولايات المتحدة، والتي تشمل الآن قطاعات مثل التصنيع والتكنولوجيا والأمن السيبراني وحتى استكشاف الفضاء”.
وأكدت أنه خلال فترة عملها كسفيرة، كانت شاهدة على “التأثير الهائل للشركات الأميركية التي تستثمر في السعودية، والشركات السعودية التي تستثمر في الولايات المتحدة، والتي خلقت وستخلق مئات الآلاف من الوظائف”، لافتة إلى أن ذلك يمثل “الركيزة الأساسية لعلاقتنا: روابط بين الشعبين مبنية على المصالح المشتركة”.
وأضافت أن السعودية التي يزورها ترمب “تستثمر مليارات الدولارات في تعزيز قطاعات اقتصادية جديدة مثل السياحة والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة والثقافة والرياضة. إنه مجتمع ديناميكي، حيث يقود الشباب المستقبل، وتتصدر المرأة صدارة الرؤية”.
وأضافت في المقال: “يساهم الاقتصاد غير النفطي في السعودية الآن بنسبة 50% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد، ما يمثل إنجازاً تاريخياً”.
السعودية.. مساواة وشمولية
“كما تشكل النساء السعوديات ما يقرب من 40% من القوى العاملة لدينا، والعديد منهن يشغلن مناصب قيادية، ويتمتعن بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال، بما في ذلك المساواة في الأجور”، حسبما أشارت السفيرة السعودية في مقالها.
وأوضحت أن “الشباب السعودي يشهد نهضةً في الفنون والترفيه والرياضة والعلوم، مع الحفاظ على التراث الثقافي العريق”، قائلة: “هذه هي المملكة العربية السعودية الجديدة، المنفتحة على العالم، وندعو الأميركيين إلى التمعن فيها عن كثب”.
وتابعت: “هذه هي القصة الحقيقية للمملكة العربية السعودية الجديدة والنامية، قصة مساواة وشمولية أكبر. ورغم أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به، إلا أن التقدم الذي أحرزته المرأة مؤخراً والفرص الاقتصادية والاجتماعية التي أُتيحت لشبابنا لهو أمر بالغ الأهمية، ويضع المملكة في موقع متقدم للمرحلة التالية من شراكتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة”.
وأضافت السفيرة السعودية لدى واشنطن: “في المملكة، نؤمن بأن الشراكة المستدامة تبدأ بالمعاملة بالمثل. إن تعهد ولي العهد باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة يبشر بازدهار متبادل يتماشى مع أهدافنا في التنويع الاقتصادي بموجب رؤية 2030 وأهداف ترمب للنمو الاقتصادي”.
دور سعودي في المتغيرات الجيوسياسية
وقالت: “اليوم، وفي ظل مشهد جيوسياسي متزايد التقلب، أصبحت القيادة والتحالفات أكثر أهمية من أي وقت مضى. من جهود مكافحة الإرهاب إلى مبادرات حفظ السلام، لعبت قيادة المملكة العربية السعودية دوراً محورياً في الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للبلاد ومواردها لتحقيق الأمن الإقليمي والعالمي”.
وأوضحت أنه يتم التعامل مع كل تحدٍّ عالمي رئيسي تقريباً بإلحاح، من خلال التعاون والتحالف السعودي الأميركي القوي.
وقالت الأميرة ريما بنت بندر: “من الصراعات في أوكرانيا وقطاع غزة، إلى الاستقرار في سوريا والسودان، تلعب السعودية دوراً حاسماً في مواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً في العالم. الشراكة مع الولايات المتحدة ضرورية للنجاح”.
وأضافت: “معاً، نحن وسطاء وحلفاء ورعاة، نستغل نقاط قوتنا لتعزيز السلام والأمن. وهذا ما يجعل زيارة ترمب تأتي في وقتها المناسب. جدول أعماله في التجارة والاستثمار وأمن الطاقة ومكافحة الإرهاب ينسجم مع أهدافنا”.
وأوضحت أن الصراع الروسي الأوكراني يسلط الضوء على دور السعودية كوسيط، قائلة: “نعمل مع نظرائنا الأميركيين لإحلال السلام والاستقرار في أوروبا وخارجها. ونشارك ترمب وجهة نظره بأن الحرب قد أودت بحياة الكثيرين. وهذا يعكس أجندتنا الأوسع في السياسة الخارجية، والتي تسعى إلى تحقيق الاستقرار والازدهار عبر الحدود”.
وقالت: “تقف المملكة العربية السعودية على أهبة الاستعداد للاستفادة من علاقاتها، وتوفير أرضية محايدة، والوفاء بالتزامنا بتعزيز السلام حيثما أمكن”.
كل الطرق تؤدي إلى الرياض
وفيما يتعلق بالطاقة، قالت الأميرة السعودية ريما بنت بندر، إن “ريادتنا في أوبك وأوبك+، ضمنت توفير طاقة موثوقة وبأسعار معقولة، ما عزز الاستقرار في خضم الأزمات الجيوسياسية، ورغم أن السعودية لا تزال أكبر مُصدر للنفط في العالم، فإننا في الوقت نفسه نُرسي معايير جديدة لمستقبل أكثر استدامة من خلال حلول طاقة مبتكرة، والالتزام بتحقيق صافي انبعاثات صفري من خلال إطار اقتصاد دائري للكربون، والتعاون العالمي”.
وقالت في هذا الصدد: “لضمان الأمن المشترك، نتطلع إلى تعميق شراكتنا مع الولايات المتحدة، لطالما كانت المملكة في طليعة الجهود العالمية والإقليمية لمواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، بما في ذلك الإرهاب والتطرف، وتأمين الممرات المائية الحيوية ذات الأهمية الحيوية للاقتصاد العالمي. ومن خلال الاستثمار في الدفاع، وخاصةً من خلال الشراكات مع الشركات الأميركية، فإننا نُعزز الأمن ونوفر مئات الآلاف من فرص العمل في الولايات المتحدة”.
وتابعت أن “التحالف السعودي الأميركي ليس مجرد تاريخ، بل هو مستقبل مُعاد تصوره. العلاقة ليست متجانسة، لكن اتساعها وعمقها يُحافظان على حيوية شراكتنا بما يعود بالنفع على كلا البلدين. معاً، نخوض غمار عالم مليء بالتحديات، ونضمن المرونة والنجاح المشترك”.
واختتمت السفيرة الأميركية لدى واشنطن مقالها بالقول: “بما أن كل الطرق تؤدي إلى الرياض، فإننا نتطلع إلى مواصلة الشراكة التي تعزز التقدم والأمن والسلام والازدهار للأجيال القادمة”.