اخر الاخبار

سوء الكهرباء يمنع سوريين من تخزين المؤونة

اعتادت ربات المنازل في سوريا تخزين “مونة” بعض الأصناف الغذائية بكميات كبيرة، كالفول والبازلاء والأرضي شوكي (الأنغينار)، مع بداية موسمها في شهر آذار، ليتم حفظها إما عن طريق التجفيف أو التبريد لاستعمالها في أيام الشتاء.

لكن العادة تغيرت هذه السنة، فبحسب ما رصدته في أسواق دمشق، لم يكن هناك إقبال من السكان على شراء المؤونة المنزلية، رغم توفرها بأسعار مقبولة مقارنة مع العام الماضي.

بائع الخضراوات في منطقة باب توما عمر الفارس، قال ل، إن الإقبال هذا العام على المؤونة هو “الأسوأ”، فمنذ بداية الموسم، لم يبع إلا كميات قليلة لم تتجاوز الكيلوغرامين، ما دفعه لتخيفض الأسعار لتصريف الكميات الكبيرة لديه.

“أبيع الكيلو الواحد للبازلاء بـ9000 ليرة، لكن عدم الإقبال على شرائه جعلني أبيع الكيلو بـ6000، وبالتالي خسرت مربحي”، قال البائع عمر.

أما البائع أحمد عباس، في منطقة الزبلطاني، فلم يعد يبيع أكياس المؤونة المجمدة، لعدم امتلاكه برادات تحافظ على صلاحيتها.

رصدت أسعار خضراوات المؤونة في منطقة الطبالة بدمشق، في 11 من أيار، وكان سعر صرف الدولار 11650 حينها مقابل الليرة السورية بحسب موقع الليرة اليوم:

  • كيلو البازلاء الفرط 9000 ليرة، والكيلو المجمد بـ25000 ليرة.
  • كيلو الفول الفرط يتراوح بين 7000 و8000 حسب نوعيته، والكيلو المجمد بـ20000 ليرة.
  • الأرضي شوكي (10 قطع) بـ40000 ليرة.
  • كيلو ورق عنب بـ35000 ليرة.
  • كيلو الثوم بـ7000 ليرة.

إقبال ضعيف

“أين الكهرباء لكي أموّن؟”، هكذا بدأت أميرة رستم، ربة منزل تعيش في منطقة الطبالة بدمشق، حديثها ل، إذ لم تمون أي نوع من الخضراوات رغم انخفاض أسعارها، بسبب سوء الكهرباء في منطقتها، إذ تأتي ساعة وصل مقابل خمس ساعات قطع.

وقالت أميرة، “إذا استمر حال الكهرباء على هذا المنوال في السنوات المقبلة، فستتحول مونة المنزل لذكرى”.

وترتبط مؤونة المنزل بشكل أساسي بضرورة وجود الكهرباء، التي يتم تخزينها في برادات التجميد، وفي حال قطع الكهرباء لساعات طويلة في اليوم ومع اقتراب فصل الصيف، تصاب المؤونة بالعفن ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك.

ندمت سارة المصري، ربة منزل تعيش في منطقة الطبالة، على تموينها للفول والبازلاء، إذ خسرت مؤونتها بسبب سوء الكهرباء، وما شجعها على تخزين المؤونة وعود الحكومة بتحسن وضع الكهرباء.

واقتصر شراء عبد المنعم الصالح، موظف في القطاع الحكومي، على كميات قليلة من الفول تكفي طبخة واحدة فقط، لعدم قدرته على شراء كميات كبيرة للمؤونة والتي لا تتناسب مع راتبه الشهري الذي يبلغ 300 ألف ليرة.

سوء الكهرباء بمنطقة سكنه في كراج الست بدمشق كحال منطقة الطبالة، جعل الأمر مستحيلًا، بحسب قول عبد المنعم.

لماذا ترتفع أسعار الفواكه الموسمية في دمشق

حماية المستهلك توضح

أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها والخبير الاقتصادي، عبد الرزاق حبزه، قال ل، إن أسعار البازلاء والفول كانت مرتفعة جدًا في بداية الموسم وتفوق قدرة المواطن.

التحسن النسبي للكهرباء، في آذار الماضي، التي وصلت في أغلب المناطق بدمشق إلى ساعتي وصل مقابل أربع قطع، أعطى المواطنين “تفاؤلًا حذرًا” بتحسن الكهرباء في الأشهر المقبلة، ما شجع عددًا منهم على شراء المؤونة، ومع بداية أيار، ازدادت ساعات التقنين، ما وضع المواطنين في “ورطة” وخسارتهم كامل مؤونتهم، بحسب حبزه.

وأضاف حبزه أنه رغم ذلك حتى في حال وصل الكهرباء، أصبحت فواتير الكهرباء مرتفعة جدًا وتفوق قدرة المواطن ذي الدخل المحدود على تحمل تكاليفها.

وهذا ما دفع المواطن للإقلاع عن تموين الخضراوات، واقتصار شرائها على كميات قليلة في موسمها، أو شرائها مجمدة (خضراوات خضعت للتجميد عبر البردات) لكن بأسعار باهظة.

وأوضح عبد الرزاق حبزه، أن البازلاء والفول أصبحت الآن في نهاية موسمها وبالتالي تنخفض أسعارها، ورغم ذلك الإقبال عليها ضعيف.

الفلاحون أكثر ضررًا

أكد أمين سر جمعية حماية المستهلك، أن ضعف الإقبال على موسم خضراوات الربيع كالبازلاء والفول ينعكس سلبًا على الفلاحين الذين يقومون بزراعتها، وبالتالي قد يضطرون للاقتلاع عن زراعتها في السنوات المقبلة.

“الوضع بخطر بالنسبة للمزارعين”، قال حبزه، إذ إن المزارع عندما يرى ضعف الإقبال على شراء المحاصيل مقابل التكلفة التي يضعها على المزروعات (كتكاليف الطاقة الشمسية والمحروقات والأسمدة وأجور الأيدي العاملة)، يلجأ إلى الإقلاع عن زراعتها.

وهذا الإقلاع من المزارعين يؤدي إلى ارتفاع أسعار خضراوات المؤونة في السنوات المقبلة، بحسب حبزه.

كما يواجه المزارعون أيضًا شح المياه لسقاية المزروعات، بسبب ضعف منسوب الأمطار في الشتاء الماضي، وهذا انعكس على جودة المحاصيل المطروحة في السوق.

اقرأ أيضًا:لماذا ترتفع أسعار الفواكه الموسمية في دمشق

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *