اخر الاخبار

وزير دفاع الدنمارك عن سيطرة أميركا جرينلاند: نقاش غير جاد

أكد وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، الثلاثاء، التزام الدنمارك بتعزيز استثماراتها الدفاعية، مشيراً إلى استعداد بلاده إلى رفع الإنفاق إلى أكثر من 4% من ناتجها المحلي الإجمالي، متجاوزة العتبة التي حددها الاتحاد الأوروبي، حسبما نقلت “بوليتيكو”.

وقال بولسن خلال مؤتمر حول الأمن الأوروبي في كوبنهاجن: “نحن حلفاء أقوياء داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا أستطيع أن أتخيل أن دولة عضواً في الناتو يمكن أن تأخذ جزءاً من دولة أخرى في الناتو”. وأضاف: “لا أعتقد أن هذا نقاش جاد”، في إشارة إلى تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضم جرينلاند، وهي إقليم دنماركي يتمتع بالحكم الذاتي.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت الأسبوع الماضي، أن ترمب أمر وكالات التجسس الأميركية بتكثيف جهودها في جمع المعلومات الاستخبارية في الجزيرة.

وأكد وزير الدفاع الدنماركي أن واشنطن “صديقة لأوروبا والدنمارك”، رافضاً التعليق على التقارير الأخيرة التي تفيد بأن الولايات المتحدة زادت من تجسسها على جرينلاند.

زيادة التجسس على الجزيرة

وقال الوزير الدنماركي: “ترى الكثير من الشائعات في وسائل الإعلام، وأنا لا أعلق على هذه الشائعات”. 

وأضاف بولسن، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء الدنماركي: “نحن، مع جرينلاند وجزر فارو، وهما جزء من مملكة الدنمارك، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تأخذ جزءاً من هذه المملكة”.

بدوره، قال نائب رئيس وزراء جرينلاند، موتي بوروب إيجيدي، إن الجزيرة القطبية مستعدة للتحدث مع الأميركيين، و”لن يُحسم أمرنا بدوننا، ولسنا ملكاً لأحد. جرينلاند ملك للشعب الجرينلاندي”، وفق تعبيره.

ورغم أن إيجيدي لم يتطرق إلى تقارير التجسس، إلا أنه انتقد الرئيس الأميركي بوضوح: “لقد كنا شركاء جيدين، لكن ما يفعله ترمب الآن لا يعجبنا”.

وقال إيجيدي إن مزاعم ترمب قد قرّبت جرينلاند ليس فقط من الدنمارك، بل أيضاً من الاتحاد الأوروبي. وقد صوّت الإقليم الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي في استفتاء عام 1982على الانسحاب من المجموعة الأوروبية، وهي المجموعة التي سبقت الاتحاد الأوروبي، وغادرت التكتل رسمياً في عام 1985.

وأضاف إيجيدي، أنه مستعد لمناقشة صفقة معادن مع بروكسل.

وطرح ترمب إمكانية الاستحواذ على جرينلاند خلال ولايته الأولى، وعاد مراراً وتكراراً إلى الفكرة هذا العام. وفي مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر، رفض استبعاد استخدام القوة للاستيلاء على الجزيرة، التي يسكنها 57 ألف نسمة.

وقال إيجيدي: “لدينا 27 معدناً أساسياً من أصل 35 معدناً يريدها الاتحاد الأوروبي، نحن بحاجة إلى العمل، نحتاج إلى نمو في بلدنا، وإذا أراد الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة موادنا الأساسية، فعليهما التحدث معنا.

نقل القيادة العسكرية

وكانت شبكة CNN نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن إدارة ترمب تبحث إجراء تغييرات من شأنها نقل مسؤولية المصالح الأمنية الأميركية في جرينلاند إلى القيادة العسكرية التي تشرف على الدفاع الوطني الأميركي، ما يؤكد تركيز الرئيس دونالد ترمب على هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية التي كرر رغبته في الاستحواذ عليها.

وأضافت الشبكة الأميركية أن التغيير قيد الدراسة سينقل جرينلاند من منطقة مسؤولية القيادة الأميركية الأوروبية إلى القيادة الشمالية الأميركية، موضحة أن بعض المناقشات تعود إلى ما قبل عودة ترمب إلى منصبه هذا العام.

وفي ظاهر الأمر، تبدو فكرة وضع جرينلاند تحت سلطة القيادة الشمالية منطقية إلى حد ما، نظراً لكونها جزءاً من قارة أميركا الشمالية، على الرغم من ارتباطها السياسي والثقافي بأوروبا، وهي إقليم شبه مستقل تابع للدنمارك.

وتعد القيادة الشمالية الأميركية مسؤولة بشكل رئيسي عن حماية الأراضي الأميركية، وتشرف حالياً على مهام مثل قوة مهام الحدود الجنوبية، كما يعد وضع جرينلاند تحت قيادة القيادة الشمالية الأميركية رمزياً، إذ من شأنه أن يفصل جرينلاند عن الدنمارك، التي ستظل خاضعة لإشراف القيادة الأوروبية الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *