اخر الاخبار

ترمب في قطر.. صفقة طائرات ضخمة واتفاقيات مليارية مرتقبة

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إلى قطر في ثاني محطة يزورها بعد السعودية، ضمن جولته الخارجية الأولى في ولايته الثانية، وسط توقعات بتوقيع صفقات طائرات وذكاء اصطناعي وطاقة بمليارات الدولارات، وتعزيز الشراكة الدفاعية بين البلدين.

بحسب “بلومبرغ”، ستكون شركة “بوينج” الأميركية من أبرز المستفيدين اقتصادياً من جولة ترمب في الخليج، ولا سيما قطر، حيث يجري الترتيب لإبرام صفقات ضخمة مع شركات الطيران الإقليمية. وقد تشمل هذه الصفقات صفقة ضخمة مع الخطوط الجوية القطرية بنحو 100 طائرة عريضة البدن مع خيار لشراء المزيد.

خصصت الخطوط الجوية القطرية نحو 92 مليار دولار لشراء 332 طائرة أميركية الصنع بما أسهم في توفير أكثر من 527 ألف فرصة عمل، وفقاً لتصريحات في يناير لوزير الاقتصاد والتجارة القطري (حينها) أحمد بن جاسم آل ثاني، معتبراً أن هذه الصفقات دعمت الاقتصاد الأميركي.

وقبل الزيارة، سيطرت قصة إهداء قطر طائرة إلى ترمب من طراز “بوينج 747-8” العملاق، على وسائل الإعلام الأميركية، في حين رفضت الدوحة إطلاق تعبير “الهدية” على العملية.

وبدأت القصة حين نشرت وسائل إعلام أميركية معلومات عن استعداد قطر لنقل طائرة بوينج 747-8، عمرها 13 عاماً، إلى الولايات المتحدة، لاستخدامها كطائرة رئاسية خلال ولاية ترمب الحالية، بدلاً عن الطائرة التي يستخدمها حالياً.

وقال ترمب في منشور عبر منصات التواصل الاجتماعي: “سيتم استخدامها (الطائرة) من قِبَل حكومتنا كـ(إير فورس وان) مؤقتة، إلى أن تصل طائرات بوينج الجديدة، التي تأخرت كثيراً في التسليم”.

تعزيز التعاون التكنولوجي والاستثماري

يُرتقب أن تشهد الزيارة تركيزاً على مجالات التكنولوجيا الجديدة. وغرّد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الاثنين على منصة “إكس” عقب لقائه مع ديفيد ساكس كبير مستشاري البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي، أن الجانبين بحثا الشراكة المتنامية بين قطر والولايات المتحدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، والابتكار.

وأضاف: “تطمح قطر إلى أن تكون منصة رائدة في مجال الابتكار، مستندة إلى التعاون والتقدم المشترك، بهدف صناعة الفرص للمستقبل”.

وخلال مشاركته باجتماع لمجلس الأعمال الأميركي القطري في واشنطن مطلع العام الجاري، كشف وزير الاقتصاد والتجارة القطري (حينها) أحمد بن جاسم آل ثاني أن قطر عملت على زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة بما أسهم في توفير الآلاف من فرص العمل في مختلف أنحاء أميركا، وتضمنت الاستثمارات شراكات مع العديد من الشركات الأميركية بما في ذلك شركة “إكسون موبيل”، وشركة “بوينج” وشركة “كونوكو فيليبس”، وشركة “رايثيون”.

يزيد عدد الشركات الأميركية العاملة في قطر حالياً على 650 شركة، من بينها نحو 117 شركة مملوكة بنسبة 100% للجانب الأميركي، بالإضافة إلى نحو 30 شركة أميركية تعمل تحت مظلة مركز قطر للمال.

قطر تستثمر في الغاز المسال الأميركي

في إطار التزام قطر بشراكتها الاقتصادية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة، خصصت شركة قطر للبترول 10 مليارات دولار للاستثمار في محطة للغاز الطبيعي المسال في ولاية تكساس، ما من شأنه أن يسهم في توفير 45 ألف فرصة عمل، وفقاً لوزير الاقتصاد والتجارة السابق.

وتُعد قطر من أبرز شركاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج على الصعيد الاستثماري، حيث تمتلك البلاد جهاز قطر للاستثمار (QIA) أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، بأصول تُقدر بأكثر من 450 مليار دولار.

وخصص الصندوق نحو 45 مليار دولار للاستثمار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية، تم توجيه 10 مليارات دولار منها للاستثمار في قطاع البنية التحتية.

وضاعف جهاز قطر للاستثمار من اهتمامه بالسوق الأميركية في الآونة الأخيرة، مستهدفاً قطاعات التكنولوجيا، العقارات، الرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، بحسب موقعه الإلكتروني.



وبلغ إجمالي قيمة الصادرات والطلبيات المؤكدة إلى دولة قطر العام الماضي نحو 146 مليار دولار، الأمر الذي أسهم بدوره في توفير مليون وظيفة أميركية تعتمد على الاستثمارات القائمة مع دولة قطر.

وتشكل هذه الاستثمارات نحو 23% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر، كما ورد في تقرير لمجلس الأعمال القطري الأميركي، العامل تحت مظلة مركز قطر للمال.

ونوّه محمد بركات، العضو المنتدب وأمين الصندوق لـمجلس إدارة “الأعمال القطري الأميركي”، أن قطر تُعد نقطة جذب للاستثمار الأجنبي المباشر، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مستثمر أجنبي مباشر في قطر بإجمالي 110.6 مليار دولار من خلال 850 شركة أميركية تنشط في الدوحة. كما توقّع نمو العلاقات التجارية بين البلدين مع تجاوز إجمالي التجارة البينية 200 مليار دولار.

ووفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأميركي، استحوذت دول الخليج على 54% من حجم التجارة بين أميركا ودول الشرق الأوسط خلال الربع الأول من العام الحالي، بواقع 18.8 مليار دولار.

وبينما تصدرت الإمارات دول الخليج كأكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بقيمة تبادل تجاري بلغت 8.8 مليار دولار في الربع الأول، وتلتها السعودية بـ5.8 مليار دولار، احتلت قطر المرتبة الثالثة خليجياً بتبادل تجاري يُقدّر بنحو 1.6 مليار دولار.

هذا المحتوى من “اقتصاد الشرق مع بلومبرغ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *