قطر عن الطائرة الهدية لأميركا: سنسحب العرض إن لم يكن قانونيا

دافع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن مسألة الطائرة القطرية التي ذكرت وسائل إعلام أميركية أن الدوحة قررت “إهدائها” إلى الولايات المتحدة لتستعملها كطائرة رئاسية، قائلاً إنها “صفقة بين حكومتين”، وأن بلاده لن تنفذ العرض “إذا ثبت عدم قانونيته”.
وقال رئيس الوزراء القطري، في مقابلة مع شبكة CNN الأميركية: “إنها صفقة بين حكومتين. المعاملة لا علاقة لها بالأفراد، سواء كانوا من الجانب الأميركي أو الجانب القطري”، متسائلاً عن السبب الذي قد يدفع قطر للسعي إلى “شراء تأثير في الولايات المتحدة”.
وأضاف: “إذا نظرت فقط إلى العشرة أعوام الماضية من العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر، فستجدون أن قطر كانت دائماً إلى جانب الولايات المتحدة”.
وعند سؤاله عما إذا كانت قطر ستسحب العرض إذا تم اعتباره غير قانوني، أجاب الشيخ محمد بن عبد الرحمن: “بالطبع”، مضيفاً: “لن نفعل أي شيء غير قانوني. أعني، إذا كان هناك شيء غير قانوني، كان هناك العديد من الطرق لإخفاء هذه الأنواع من المعاملات”.
وكانت تقارير أميركية قد ذكرت أن ترمب يستعد لقبول طائرة بوينج عملاقة فاخرة من طراز 747-8، من قطر، عمرها 13 عاماً، خلال زيارته إلى الشرق الأوسط، وقال مسؤولون أميركيون إنه سيجري تحويلها إلى طائرة رئاسية.
“بادرة رائعة”
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن عرض قطر منح الحكومة الأميركية طائرة بوينج لاستخدامها مؤقتاً كطائرة رئاسية، هي “بادرة رائعة”، وإنه لن يرفض “عرضاً كهذا”، فيما قالت الدوحة إن التقارير عن كون الطائرة “هدية” غير دقيقة، وإنه لا قرار اتخذ بعد بهذا الشأن.
وأضاف ترمب في مؤتمر صحافي الاثنين، بقاعة روزفلت بالبيت الأبيض، لدى سؤاله بشأن التقارير عن منح قطر الطائرة للحكومة الأميركية، أن هذه “بادرة رائعة من قطر. أقدرها كثيراً. ولا يمكن أن أكون من النوع الذي يرفض عرضاً كهذا. أعني، قد أكون شخصاً غبياً، وأقول: لا، لا نريد طائرة باهظة الثمن ومجانية. لكنني رأيت أنها كانت بادرة طيبة فعلاً”.
وقال ترمب: “نحن محبطون من أن بوينج تأخرت في بناء طائرة رئاسية جديدة، الطائرة الحالية عمرها يزيد على 40 عاماً، تفاوضت على الطائرتين الجديدتين مع بوينج خلال ولايتي الأولى، وخفضت من سعرهما، وحين عدت للسلطة وسألت عنهما، قالوا لي إلى التسليم سيتأخر كثيراً”.
وأضاف: “لدي احترام كبير لقطر، هم يشترون الكثير من طائرات بوينج، ويبدو أنهم عرفوا بالأمر (التأخير)، وعرضوا المساهمة بطائرة بوينج 747 لاستخدامها لعدة سنوات حتى يتم الانتهاء من بناء الطائرات الرئاسية الخاصة بنا”.
“قيد المراجعة”
وأقر مسؤول قطري بحدوث مناقشات بين البلدين بشأن “النقل المحتمل” للطائرة، لاستخدامها مؤقتاً كطائرة رئاسية “إير فورس وان”، ولكنه نفى أن تكون الطائرة “هدية”، أو أن قراراً نهائياً قد اتخذ في هذا الشأن.
وقال علي الأنصاري الملحق الإعلامي القطري في بيان إن التقارير عن كون الطائرة “هدية” من قطر إلى حكومة الولايات المتحدة خلال زيارة ترمب المقبلة، “غير دقيقة”، وفق ما نقلت “أسوشيتد برس”.
وذكر الأنصاري أن “النقل المحتمل للطائرة لاستخدامها مؤقتاً كطائرة رئاسية، قيد النظر حالياً بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأميركية”.
وأضاف: “ولكن الأمر لا يزال قيد المراجعة من قبل الأقسام القانونية المعنية، ولا قرار اتخذ بعد”.
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن “أي هدية مقدمة من حكومة أجنبية يتم قبولها دائماً وفقاً للقوانين المعمول بها”، مضيفة أن “إدارة الرئيس ترمب ملتزمة بالشفافية الكاملة”، وفق ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وذكرت الصحيفة أن ترمب قام بجولة في الطائرة المملوكة لقطر، والتي يبلغ عمرها أكثر من عقد بقليل، عندما كانت في مطار “بالم بيتش” الدولي في فبراير.
وقال مسؤول أميركي كبير إن البنتاجون قرر أنه بالإمكان قبول هذه الطائرة.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن شخصين مطلعين على تحليل أجراه مكتب المستشار القانوني للبيت الأبيض ديفيد وارينجتون، ووزيرة العدل بام بوندي، أنهما قررا أن قبول الطائرة من قبل مكتب ترمب سيكون قانونياً.
أسطول إير فورس الحالي
ويضم أسطول “إير فورس وان” الحالي طائرتين قديمتين من طراز بوينج 747-200 تعملان منذ عام 1990.
وشهد عقد استبدالهما مع شركة “بوينج”، الذي وقع عام 2018، تأخيرات كبيرة، مع ارتفاع في التكاليف. وتوقعت شركة “بوينج” العام الماضي، أن تكون الطائرتان الجديدتان جاهزتين قبل عام 2029، أي بعد مغادرة ترمب للمنصب.
وأعرب ترمب عن إحباطه الشديد من هذا التأخير، وطلب من الملياردير إيلون ماسك التعاون مع “بوينج” وسلاح الجو لتسريع العملية. ونجحت هذه الجهود جزئياً، إذ أصبحت التقديرات الحالية للتسليم تشير إلى عام 2027، إلا أن ترمب أوضح أنه يريد طائرة جديدة هذا العام.