ويتكوف يعرض “خطة جديدة” لإنهاء حرب غزة

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عرض “خطة جديدة” خلال مفاوضات جارية في العاصمة القطرية الدوحة لوقف الحرب في غزة والإفراج عن المحتجزين، فيما شن الطيران الإسرائيلي غارات “عنيفة”، الخميس، على مناطق في بيت لاهيا بشمالي غزة، وخان يونس جنوبي القطاع، ما أودى بحياة 6 على الأقل.
وأفاد تقرير للقناة 12 الإسرائيلية بأن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، عرض خطة جديدة خلال مفاوضات في الدوحة تتضمن اتفاقاً للإفراج عن جميع المحتجزين أو معظمهم، وإنهاء الحرب، وإزاحة “حماس” من السلطة في قطاع غزة.
وبحسب التقرير، الذي نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن الوسطاء أعربوا عن دعمهم للخطة، وأرسلت حماس “إشارات إيجابية”، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُصر على اتفاق محدود لا يُلزم إسرائيل بإنهاء الحرب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مغادرته مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، مساء الأربعاء: “أنا الآن ذاهب للقاء السفير الأميركي. نحن نبذل كل الجهود، بما في ذلك اليوم (الأربعاء)، من أجل إطلاق سراح المحتجزين، وتحقيق أهداف الحرب”. وأضاف: “لن نتخلى عن أحد”.
وذكر نتنياهو أنه تحدث مع ويتكوف، الأربعاء. وتابع: “طلبت إرسال وفد إلى الدوحة لمحاولة دفع قضية إطلاق سراح المحتجزين”.
تصميم أميركي
وقال مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على النقاشات: “الموقف الأميركي هو: إما أن تقبلوا به كما هو، أو لا – وإلا سننسحب. هم مصممون على أن من لا يواكبهم سيتكبد خسائر كبيرة”.
وفي تسجيلات بثتها القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، يُسمع صوت ويتكوف وهو يقول لعائلات المحتجزين في تل أبيب، الثلاثاء: “إحصائياً، معظم المحتجزين تم الإفراج عنهم عبر وسائل دبلوماسية، هذا هو ما أثبت فعاليته.
وذكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة مستمرة في العمل على إنهاء الحرب “المروعة” في غزة بأسرع وقت ممكن.
“حماس”: الاتصالات لم تنقطع
وقال مصدران في “حماس” لـ”الشرق”، الخميس، إن الاتصالات مع الجانب الأميركي لم تنقطع منذ استئنافها، الأسبوع الماضي، في إشارة إلى مفاوضات مباشرة بين الحركة والولايات المتحدة أفضت إلى الإفراج عن المحتجز الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر.
وأشار المصدران إلى أن الحركة أبلغت الوسطاء بأنها جاهزة للتوصل لاتفاق شامل لوقف النار وتبادل الأسرى، بما يضمن وقفاً دائماً للحرب والانسحاب الكامل من القطاع وإدخال المساعدات.
وأضاف المصدران المطلعان على سير المفاوضات أنه “لم يحدث أي لقاء بين قيادة حماس والموفدين الأميركيين ستيف ويتكوف أو آدم بوهلر خلال زيارتهما إلى الدوحة برفقة الرئيس دونالد ترمب”.
ولفت أحد المصدرين إلى أن “مساعي بذلت لترتيب لقاء بين وفد حماس المفاوض وويتكوف، لكن لم تنجح الجهود”.
وتوقع أحد المصدرين تواصل مساعي الإدارة الأميركية والوسطاء في مصر وقطر من أجل تأمين إدخال المساعدات لقطاع غزة “في أسرع وقت”.
“هناك فرصة”
وأبلغ مسؤولان أميركيان عائلات المحتجزين في قطاع غزة، الثلاثاء، أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بقية المحتجزين، وذلك بعد أن توصلت واشنطن إلى اتفاق مع حركة “حماس” تخطى الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن المحتجز الأميركي عيدان أليكسندر.
واجتمع آدم بولر المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، وستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، بعائلات المحتجزين لمدة ساعتين تقريباً في تل أبيب، الثلاثاء، إذ إن من بين 58 محتجزاً ما زالوا في غزة، يُعتقد أن نحو 20 من بينهم على قيد الحياة.
وقال بولر للصحافيين في تل أبيب قبل اجتماعه بعائلات المحتجزين: “أعتقد أن هناك فرصة أفضل الآن من ذي قبل”، مضيفاً أن “حماس بوسعها عقد اتفاق متى أرادت، وإن هناك أملاً في التغيير بعد إطلاق سراح ألكسندر”.
وكانت حركة “حماس” قد أفرجت، الاثنين، عن عيدان ألكسندر، آخر المحتجزين الأميركيين الأحياء، قبل زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى المنطقة، إذ وصل إلى الرياض في وقت سابق من الثلاثاء.
لكن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن قال لشبكة CNN الأميركية، الأربعاء، إن الهجمات الإسرائيلية على غزة هذا الأسبوع تظهر عدم اكتراثها بالتفاوض على وقف لإطلاق النار.
قصف إسرائيلي
وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية “عنيفة”، الخميس، على مناطق في بيت لاهيا بشمالي غزة، وخان يونس جنوبي القطاع، ما أودى بحياة 6 على الأقل.
وذكر الدفاع المدني أنه انتشل 5 جثامين على الأقل إثر استهداف إسرائيل لمنزل عائلة شهاب في بلدة جباليا، وأنه نقل 13 مصاباً إثر غارة استهدفت منزل عائلة صالحة في حي السلاطين في بيت لاهيا.
وأضاف أن شاباً لقي حتفه جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منطقة قيزان النجار في جنوب خان يونس.
وأفاد التلفزيون الفلسطيني بأن مدفعية الجيش الإسرائيلي استهدفت شمال مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأربعاء، ارتفاع ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 52 ألفاً و928، وأصابت 119 ألفاً و846 آخرين، منذ السابع من أكتوبر عام 2023، مشيرة إلى أن مستشفيات القطاع استقبلت 20 ضحية و125 إصابة خلال آخر 24 ساعة.
أوامر إخلاء جديدة
وفي وقت سابق الأربعاء، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للسكان في عدة مناطق بمدينة غزة، مما أجبر آلاف الفلسطينيين على مغادرة الأماكن التي كانوا يحتمون بها.
وتضمنت المناطق التي شملتها إنذارات الإخلاء عدداً من المدارس ومستشفى الشفاء، بحسب خريطة نشرها الجيش الإسرائيلي.
وقال شهود عيان ومسعفون إنه بعد وقت قصير من صدور أوامر الإخلاء، نفذت طائرات إسرائيلية عدة غارات جوية ضد أهداف داخل مدينة غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إنه “لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وأظهرت لقطات لتلفزيون “رويترز” سكاناً وهم يعودون إلى أنقاض منازلهم وبعضهم يبحث بين الركام عن وثائق ومتعلقات.
وقال هادي مقبل، الذي فقد أقارب له في الهجوم على جباليا: “صاروخين انضربوا، قالوا دار مقبل”. وأضاف “جرينا جراي (جئنا نركض) لقينا الأشلاء على الأرض والولاد والمرة (النساء) غادي (هناك) وطفل عمره شهرين متفجر”.
ودمّر الجيش الإسرائيلي معظم مناطق قطاع غزة خلال العمليات العسكرية المتواصلة، ما أدى إلى نزوح مئات آلاف الفلسطينيين عدة مرات داخل القطاع، وسط أوضاع إنسانية متدهورة.
كما فرضت إسرائيل حصاراً على القطاع، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية، وقطعت الإمدادات منذ مطلع مارس، ما فاقم من معاناة السكان المحاصرين، خاصة في ظل نقص الغذاء والدواء والمياه.