اخر الاخبار

واشنطن: منفتحون على خطة بديلة لمؤسسة إغاثة غزة

عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عقب إجرائه اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، عن انزعاجه من الوضع الإنساني في قطاع غزة، معرباً عن انفتاح بلاده على “أي خطة بديلة” لـ”مؤسسة إغاثة غزة” المدعومة من الولايات المتحدة، فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها لن تشارك في عملية إنسانية “لن تكون نزيهة أو حيادية أو مستقلة”.

وأشار وزير الخارجية الأميركي في حديثه للصحافيين في أنطاليا بتركيا، إلى أن الولايات المتحدة “تعتقد أن القضاء على حركة حماس هو ما يحقق السلام”، مؤكداً على أن بلاده ليست غير مكترثة بمعاناة سكان غزة، حيث لم تُسلم أي مساعدات إنسانية منذ الثاني من مارس الماضي.

وستبدأ “مؤسسة إغاثة غزة” المدعومة من الولايات المتحدة عملها في القطاع قبل نهاية مايو الجاري، وذلك بموجب خطة لتوزيع المساعدات أثارت انتقادات حادة، ووصفها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر بأنها “غطاء لمزيد من العنف والتشريد” للفلسطينيين في غزة.

وأبلغ مصدر مطلع على الخطة “رويترز”، بأن المؤسسة تعتزم العمل مع شركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة لنقل المساعدات إلى غزة لتوزيعها من قبل منظمات الإغاثة.

وفي السياق، أقر وزير الخارجية الأميركي بالانتقادات، وقال إن واشنطن منفتحة على أي خطة بديلة لإيصال المساعدات إلى المدنيين “دون أن تتمكن حماس من سرقتها”.

وأضاف: “لسنا بمنأى عن معاناة سكان غزة، ولا نتجاهلها بأي شكل من الأشكال، وهناك فرصاً سانحة لتقديم المساعدة لهم”، مشيراً إلى أن “هناك انتقادات لهذه الخطة. نحن منفتحون على أي بديل إذا كان هناك من لديه اقتراح أفضل”.

انتقادات أممية

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، أنها لن تشارك في عملية إنسانية تدعمها الولايات المتحدة في غزة لأنها “لن تكون نزيهة أو حيادية أو مستقلة”، بينما تعهدت إسرائيل بتسهيل هذه العملية دون المشاركة في توصيل المساعدات.

وذكر فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحافيين، أن “خطة توزيع (المساعدات) هذه بالذات لا تتوافق مع مبادئنا الأساسية، ومن بينها مبادئ الحيادية والنزاهة والاستقلالية، ولن نشارك فيها”.

ولم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، وحذر مرصد عالمي للجوع من أن نصف مليون شخص يمثلون ربع سكان القطاع يواجهون خطر المجاعة.

وتتهم إسرائيل “حماس” بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة. وتمنع تل أبيب إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى تفرج “حماس” عن جميع المحتجزين المتبقين، كما أعلنت عن دعمها “للخطة الإنسانية الأميركية”.

وتوقعت “حماس”، الخميس، بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري، والدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، وإجراء مفاوضات شاملة بشأن جميع القضايا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بناءً على التفاهمات التي أجريت مع الولايات المتحدة، دون أن توضح طبيعة هذه التفاهمات.

وحذرت الحركة، في بيان عبر تطبيق “تليجرام”، من أن عدم تحقيق هذه الخطوات، لا سيما إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، من شأنه أن “يلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال المفاوضات بشأن تبادل الأسرى”.

“مواقع التوزيع الآمنة”

وكانت إسرائيل أول من طرح الخطة، التي تتضمن قيام شركات خاصة، وليس الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، بتوزيع المساعدات من عدد محدود؛ مما يسمى بـ”مواقع التوزيع الآمنة”، والتي قالت تل أبيب إنها ستكون في جنوب غزة.

وستدير “مؤسسة إغاثة غزة”، التي جرى إنشاؤها حديثاً، العملية. وقال مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته لـ”رويترز”، إن “شركة الأمن الأميركية (يو.جي سوليوشنز) وشركة (سيف ريتش سوليوشنز) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً، وتعمل في مجال الخدمات اللوجستية والتخطيط ستشاركان في عمليات المؤسسة”.

وتحث واشنطن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون مع المؤسسة، لكن هذه الجهات عبّرت عن مخاوفها من أن العملية لن تلتزم بالمبادئ الراسخة في العمل الإنساني، وهي احترام الإنسانية، والنزاهة، والاستقلالية، والحياد.

وفي رسالة إلى إسرائيل، الأربعاء، سعى جيك وود المدير التنفيذي لمؤسسة الإغاثة لتهدئة بعض المخاوف، وقال إن “المؤسسة لن تعطي لإسرائيل أي معلومات شخصية عن متلقي المساعدات”.

وذكرت “مؤسسة إغاثة غزة” في بيان منفصل، أن إسرائيل وافقت على توسيع عدد مواقع التوزيع “لخدمة جميع سكان غزة، وإيجاد حلول لتوزيع المساعدات على المدنيين غير القادرين على الوصول إلى أي من مواقع المؤسسة”.

وفي رسالته، طلب وود من الجيش الإسرائيلي تحديد مواقع كافية في شمال غزة، وتقليل المخاطر حولها لتكون قادرة على استضافة مواقع توزيع آمنة تديرها المؤسسة، ويمكن تشغيلها في غضون ثلاثين يوماً.

وطلب وود من إسرائيل تسهيل تدفق ما يكفي من مساعدات “باستخدام الطرق القائمة” حالياً، حتى تصبح البنية التحتية لتوزيع المساعدات الخاصة بالمؤسسة جاهزة للعمل بكامل طاقتها، مشدداً على ضرورة “تخفيف الضغط الإنساني المستمر، وكذلك تقليص الضغط على مواقع التوزيع خلال الأيام الأولى من عملنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *