الرئيس العراقي: شعارنا في القمة العربية إنهاء الصراعات

قال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، إن شعار بلاده في القمة العربية التي تستضيفها بغداد، السبت، هو “إنهاء الصراعات في المنطقة، ووقف القتال بين الأطراف المتنازعة”، مشيراً إلى المشاكل التي تشهدها دول مثل السودان واليمن ولبنان وسوريا.
وأعرب رشيد، في مقابلة مع مذيعة “الشرق” هديل عليان في بغداد، عن أمله في أن تكون توصيات قمة بغداد لمصلحة جميع الدول العربية، مشدداً على ضرورة متابعة وتنفيذ هذه التوصيات لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأشار الرئيس العراقي إلى أن المنطقة تعاني من مشكلات وصراعات متعددة، معتبراً أن إنهاء الصراعات يؤدي إلى تأثير إيجابي على الجوانب الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، ويعزز التعاون بين الدول العربية.
القضية الفلسطينية
وأبدى الرئيس العراقي رشيد دعمه القوي للشعب الفلسطيني، مؤكداً ضرورة وقف دائم للحرب الإسرائيلية على غزة، وتوصيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وقال: “الشعب الفلسطيني يحتاج إلى دعم الجميع في المنطقة.. ومن الضروري جداً العمل على وقف دائم لإطلاق النار، فالشعب الفلسطيني عانى كثيراً، وقدم عشرات الآلاف من الضحايا، ولا تزال المعاناة مستمرة حتى اليوم”.
وتحدث رشيد عن “الكارثة الإنسانية” في قطاع غزة، حيث تمنع إسرائيل “المساعدات الإنسانية من الوصول، بما في ذلك الغذاء والمواد الطبية الأساسية”، مشيراً إلى أن “الأطفال يموتون جوعاً، وهذا أمر لا يمكن للعالم أن يغض النظر عنه”.
وأكد “الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني” في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية ستكون على رأس جدول أعمال قمة بغداد.
العلاقات مع سوريا
وأعرب الرئيس العراقي عن سعادته برفع العقوبات الأميركية عن سوريا، معتبراً أن العقوبات “تؤذي الشعوب أكثر من الحكومات”.
وقال: “نرحب برفع العقوبات عن سوريا، ونأمل أن ينعكس ذلك على تحقيق الأمن والاستقرار هناك”، معرباً عن تطلعه لتعزيز التعاون بين سوريا والدول الأخرى، “من أجل مكافحة الإرهاب”، وأيضاً من أجل دعم الشعب السوري ليتمتع بالحريات ضمن “نظام ديمقراطي يشمل جميع الأطراف السياسية السورية”.
وقال الرئيس العراقي إن محاولات تحسين العلاقات مع سوريا “مستمرة”، مشيراً إلى أنه كان قد دعا الرئيس السوري أحمد الشرع لـ”حضور القمة العربية، ونتمنى أن يشاركوا في أعمالها”.
وشدد على أن بغداد تعتمد سياسة “الانفتاح والتعاون” مع جميع دول المنطقة، معتبراً أن هذه العلاقات قوية مع إيران، وتركيا ودول الخليج، و”نعمل على ترسيخ هذه العلاقات بما يخدم مصالح الشعوب واستقرار المنطقة”.
الوجود الأميركي في العراق
واعتبر الرئيس العراقي أن العلاقات مع الولايات المتحدة طبيعية، وتشهد زيارات مستمرة وتبادلاً للآراء.
وأوضح أن “الوجود الأميركي في العراق قائم على اتفاقية موقعة بين الحكومة العراقية والحكومة الأميركية”، مضيفاً أن “مسألة بقائهم أو مغادرتهم تعتمد على ما يتم التوصل إليه عبر المفاوضات” بين الجانبين.
ولكنه شدد على أنه “من الناحية الدبلوماسية، لدينا علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، وهناك زيارات متبادلة وتواصل مستمر بين الطرفين”، معبّراً عن أمل بغداد لـ”تعزيز علاقاتنا الثنائية، خصوصاً في المجالات الاقتصادية، والثقافية، والتجارية”.
وعبّر عن انفتاح واستعداد العراق لـ”إقامة علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، وكذلك مع الدول الأخرى”.
وأشار إلى أنه هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على موقفه بشأن السعي لإنهاء الحروب، معبّراً عن أمله في أن ينفذ وعوده بوقف هذه الحروب.
المفاوضات الإيرانية-الأميركية
وأبدى الرئيس العراقي دعمه للمفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، مشيراً إلى أن إيران دولة جارة مهمة للعراق بحدود تمتد لـ1300 كيلومتر.
وأكد أن العراق مستعد للمساهمة في “إنجاح هذه المفاوضات”، لافتاً إلى أن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي، ونأمل أن تُكلَّل بنتائج بناءة.
وشدد على أن حل النزاعات والصراعات بين الدول، لا سيما في المنطقة، “يمثل مصلحة مشتركة لجميع الأطراف، وليس فقط لدولة أو اثنتين”، مضيفاً أن إنهاء الحروب في المنطقة له “تأثير إيجابي شامل على الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وحتى على مستوى التعاون الإقليمي بين الدول”.
وأكد أن “موقف العراق واضح وثابت”، وهو “رفع شعار السلام”، الذي اعتبر أنه “نهج العراق وموقفه المعلن في جميع المحافل”.
التحديات الداخلية للعراق
وأكد الرئيس العراقي أن الفساد يمثل تحدياً كبيراً في العراق، وقال: “نعم، لا يزال العراق يواجه بعض الأزمات والتحديات، لكن لا ينبغي أن نغفل عن حجم التطور الإيجابي الذي تحقق في البلاد، لقد مررنا بفترات عصيبة من الحروب والصراعات، ليس لسنوات معدودة، بل لعقود طويلة تجاوزت الأربعين والخمسين عاماً.. خضنا حروباً طويلة الأمد، وصراعات داخلية وخارجية، بل حتى مع المجتمع الدولي، كما عانى الشعب العراقي من حصار دام لسنوات”.
وأكد أن “حل هذه التراكمات ليس أمراً بسيطاً، ولا يمكن إنجازه في وقت قصير، نحن اليوم، وبعد نحو خمس إلى ست سنوات من التعافي، نشهد تحسناً ملحوظاً.. الأوضاع باتت أفضل من السابق، وتركيزنا الأول هو على ترسيخ الأمن والاستقرار، إلى جانب تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية”.
وأقر رشيد أن العراق “لديه إيرادات نفطية، لكنها لا تكفي لسد جميع الاحتياجات، خصوصاً على صعيد البنية التحتية والخدمات العامة، التي أهملت لعقود.. لذلك نحن بحاجة إلى وقت وجهود متواصلة”.
وأشار إلى أن “سكان العراق نحو 46 مليون نسمة، ومعظم ميزانية الدولة تُخصص لتغطية نفقات المعيشة، والرواتب، والدعم الاجتماعي”، مؤكداً أن الاستثمار، إلى جانب تشجيع القطاع الخاص، أمر ضروري وحيوي لنهضة العراق المستقبلية.