قمة بغداد.. غزة وسوريا وليبيا والسودان على طاولة العرب

تشهد العاصمة العراقية بغداد، السبت، أعمال وجلسات القمتين العربية العادية الرابعة والثلاثين والتنموية الخامسة، بحضور عدد من القادة والزعماء العرب، والأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي.
وتنعقد فعاليات القمة العربية في بغداد بمشاركة كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والصومالي حسن شيخ محمود، بالإضافة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد محمد العليمي.
ويترأس نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ منصور بن زايد وفد بلاده في أعمال القمة، فيما يشارك الأردن بوفد يقوده رئيس الوزراء جعفر حسان، ويرأس الوفد اللبناني رئيس الحكومة نواف سلام.
ويترأس وفد السعودية وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير، بينما يترأس وفد سلطنة عمان نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدّفاع شهاب بن طارق آل سعيد، فيما يمثل الكويت وزير الخارجية عبدالله علي عبدالله، والجزائر وزير الخارجية أحمد عطاف، والمغرب وزير الخارجية ناصر بوريطة، وتونس وزير الخارجية محمد علي النفطي، بينما ترأس وفد جيبوتي عبد القادر حسين عمر.
وإلى جانب المسؤولين العرب، يشارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي اعترفت بلاده العام الماضي بالدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي.
وستكون القضية الفلسطينية أبرز الملفات التي ستناقشها، فضلا عن مبادرات عراقية تشمل تأسيس مراكز عربية في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة الوطنية وغرفة للتنسيق الأمني وصندوق للتعاون لإعادة الإعمار وآثار الأزمات.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، السبت، في رسالة مكتوبة بخط يده، إن القمة العربية ستكون منصة لـ”تعضيد التضامن وطرح القضايا وتوحيد الصف وتقوية الموقف”، بحسب تعبيره.
“مسودة إعلان بغداد”
وتدعو مسودة البيان الختامي للقمة العربية في بغداد، إلى “وقف فوري” للحرب في غزة، و”وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سيادة لبنان وسوريا” والانسحاب من أراضيهما، كما دعت الأطراف السورية إلى الانخراط في حوار وطني شامل، ومواصلة العملية السياسية في ليبيا، وأعلنت دعمها للحقوق المائية لمصر والعراق وسوريا.
كما تؤكد مسودة البيان الختامي لـ”إعلان بغداد”، والتي حصلت عليها “الشرق”، مركزية القضية الفلسطينية بكونها “قضية الأمة وعصب الاستقرار في المنطقة”، وأعربت عن “الدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وحق العودة والتعويض للاجئين والمغتربين الفلسطينيين”.
وتدين المسودة “جميع الإجراءات والممارسات اللا شرعية من قبل إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، والتي تستهدف الشعب الفلسطيني، وتحرمه من حقه في الحرية والحياة والكرامة الإنسانية التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية”.
وتدعو مسودة إعلان بغداد جميع الدول لـ”تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة التي اعتمدتها القمة العربية بتاريخ 4 مارس 2025″.
وتؤكد مسودة إعلان بغداد “احترام خيارات الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه والحرص على أمن واستقرار سوريا”، وتعرب عن “دعم وحدة الأراضي السورية، ورفض جميع التدخلات في الشأن السوري، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية وانتهاك سيادتها ومحاولة تقويض وتدمير مقدراتها الوطنية”.
وفيما يخص السودان، تؤكد المسودة أهمية التوصل إلى حل سياسي لإيقاف الصراع “بالشكل الذي يحفظ سيادته ووحدة أراضيه وسلامة شعبه، والتأكيد على ضرورة السماح بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني”.
صندوق عربي
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أوضح أن جدول أعمال هذه القمة سيشمل عدداً من القضايا السياسية، إلى جانب التنمية وإعادة الإعمار.
وأعلن حسام زكي خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، أن العراق قدّم خلال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية، مقترحاً بإنشاء صندوق عربي لدعم التعافي وإعادة الإعمار في الدول العربية، التي تخرج من النزاعات.
وأشار زكي إلى أن المقترح لاقى توافقاً من الدول، ومن المنتظر أن ترحب به قمة السبت، كما أن العراق سيبدأ بضخ مبالغ مالية في هذا الصندوق.
وأضاف الأمين العام المساعد أن جدول أعمال القمة العربية مطوّل، معتبراً أن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، التي ستعقد أيضاً في بغداد، “فرصة هامة للحوار العربي الرفيع المستوى بشأن ملفات التنمية، لا سيما وأن القمة التنموية الأخيرة عقدت في بيروت عام 2019”.
وأشار حسام زكي إلى أن الموضوعات التنموية عادة ما تحظى باهتمام أقل من الملفات السياسية، إلا أن قمة بغداد تمثل “مناسبة مهمة لإعادة طرحها من جديد”، خصوصاً في ظل المبادرات العراقية المتعلقة بالتنمية، ومنها إنشاء “صندوق دعم التعافي والإعمار”، الذي سيُناقش ضمن أعمال القمة.
مبادرة سياسية لمعالجة الخلافات العربية
ولفت زكي إلى أن العراق “تقدم أيضاً بمبادرة سياسية تهدف إلى معالجة الخلافات بين الدول العربية”، من خلال تحرك منظم عند وجود “قضايا خلافية محددة”، بما يسهم في تحقيق نتائج إيجابية على الأرض، نافياً صحة ما تردد بشأن انسحاب أي دولة من القمة.
وأشاد السفير حسام زكي بدور بغداد، قائلاً: “قوة العراق هي قوة للعرب، وعودته الكاملة إلى الصف العربي تُعد مكسباً للأمن والاستقرار والتضامن العربي، خصوصاً في ظل ما يقدمه من مشروعات وقرارات ومقترحات بناءة في الجوانب الاقتصادية والأمنية والسياسية”.
وذكر أن العراق “يقدم اليوم نموذجاً إيجابياً للتضامن العربي الفعّال”، منوهاً إلى أن أغلب الأفكار والمبادرات المطروحة من الجانب العراقي “تسعى لتعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات”.
8 بنود في اجتماع وزراء الخارجية
واستضافت العاصمة العراقية بغداد، الخميس، اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الـ34، برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وتضمن جدول الأعمال 8 بنود رئيسية تشمل مختلف ملفات العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأمن القومي العربي، ومكافحة “الإرهاب”، وذلك تمهيداً لرفع هذه المشروعات إلى القادة ورؤساء الدول والحكومات في مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، السبت.
ويضم جدول الأعمال الصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، بما يشمل متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة “السلام العربية”، والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، ومتابعة مختلف التطورات المتعلقة بالأوضاع في فلسطين، إلى جانب دعم دولة فلسطين وصمود شعبها، وأيضاً الجولان العربي السوري المحتل.
ويشمل الجدول أيضاً بنوداً خاصة بالشؤون العربية والأمن القومي، والتي تشمل التضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الوضع في سوريا وليبيا واليمن، ودعم السلام والتنمية في السودان، ودعم الصومال وجمهورية القمر، والحل السلمي للنزاع الحدودي بين جيبوتي وإريتريا.
كما يشمل جدول الأعمال القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى)، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء “انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية”، وقضية “سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على الأمن المائي العربي”.
ويطرح جدول الأعمال كذلك عدداً من القضايا الاستراتيجية والتنموية، من بينها متابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ العالمية، وصيانة الأمن القومي العربي و”مكافحة الإرهاب”، و”تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب”.