اخر الاخبار

لأول مرة بتاريخها الحديث.. أمريكا تفقد تاجها الائتماني وسط أزمة ديون غير مسبوقة 

في حدث تاريخي يثير تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد العالمي، قامت وكالة موديز للتصنيف الائتماني بتخفيض تصنيف أمريكا من AAA إلى Aa1. 

 

ـ أمريكا تفقد تاجها الائتماني

 

ويمثل هذا القرار المرة الأولى التي تفقد فيها الولايات المتحدة تصنيفها الائتماني الممتاز من قبل وكالة كبرى، لتنضم بذلك إلى دول أخرى سبق أن خفضت تصنيفاتها مثل وكالة ستاندرد آند بورز في عام 2011 وفيتش في عام 2023.

 

أسباب التخفيض:

 

أرجعت وكالة موديز قرارها إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:

 

تزايد الدين الحكومي، إذ أشارت الوكالة إلى الزيادة المستمرة في الدين الحكومي الأمريكي على مدى العقد الماضي، والذي تجاوز مؤخرا 36 تريليون دولار، أي ما يقارب 122% من الناتج المحلي الإجمالي.

 

وأيضاً، ارتفاع مدفوعات الفائدة، حيث لفتت موديز إلى أن نسبة مدفوعات الفائدة إلى الإيرادات الحكومية وصلت إلى مستويات أعلى بكثير مقارنة بالدول الأخرى ذات التصنيف المماثل.

 

وتوقعت الوكالة أن تصل مدفوعات الفائدة وحدها إلى 30% من الإيرادات الحكومية بحلول عام 2035، أي 3 أضعاف المستوى المسجل في عام 2021.

 

ومن الأسباب أيضاً، تفاقم عجز الموازنة، إذ أعربت الوكالة عن قلقها بشأن العجز المتزايد في الموازنة الفيدرالية الأمريكية، والذي من المتوقع أن يرتفع إلى 9% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035.

 

والاستقطاب السياسي من الأسباب أيضاً، حيث نوهت موديز إلى أن الاستقطاب السياسي المستمر في الولايات المتحدة يعيق قدرة الحكومة على معالجة التحديات المالية بشكل فعال.

 

ردود الفعل والتداعيات المحتملة:

 

وأثار هذا القرار ردود فعل متباينة، فقد أعربت الإدارة الأمريكية عن خيبة أملها، مشيرة إلى قوة الاقتصاد الأمريكي ومرونته. 

 

وفي المقابل، رأى بعض المحللين أن هذا التخفيض بمثابة “نداء تنبيه” للحكومة لمعالجة سياساتها المالية بشكل عاجل.

 

أما بالنسبة للتداعيات المحتملة، فيمكن تلخيصها في النقاط التالية:

 

ارتفاع تكلفة الاقتراض: 

من المرجح أن يؤدي خفض التصنيف إلى زيادة أسعار الفائدة على سندات الخزانة الأمريكية، مما يزيد من تكلفة الدين على الحكومة والمستهلكين والشركات على حد سواء.

 

تراجع ثقة المستثمرين: قد يؤثر هذا القرار سلبًا على ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي وقدرته على إدارة ديونه، مما قد يؤدي إلى تدفقات رأسمالية خارج البلاد.

ضعف الدولار: قد يتعرض الدولار الأمريكي لضغوط تؤدي إلى انخفاض قيمته مقابل العملات الأخرى، مما قد يزيد من التضخم.

 

اضطراب الأسواق المالية: من المحتمل أن تشهد الأسواق المالية تقلبات وعدم يقين نتيجة لهذا التخفيض.

 

تأثير على التصنيف المستقبلي: على الرغم من أن موديز عدلت نظرتها المستقبلية للاقتصاد الأمريكي من “سلبية” إلى “مستقرة”، إلا أن أي تدهور إضافي في المؤشرات المالية قد يؤدي إلى مزيد من التخفيضات في التصنيف.

 

نظرة مستقبلية:

 

ويبقى السؤال الأهم هو كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع هذا التحدي، حيث يرى خبراء الاقتصاد أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات جادة لخفض العجز وضبط الدين العام على المدى الطويل. 

 

وتشمل هذه الإجراءات المحتملة خفض الإنفاق الحكومي، وزيادة الإيرادات من خلال الضرائب، أو مزيج من الاثنين معا.

 

في الختام، فإن فقدان الولايات المتحدة لتصنيفها الائتماني الممتاز من قبل وكالة موديز يمثل تطورا هاما يستدعي الانتباه، وبينما لا يزال الاقتصاد الأمريكي يتمتع بنقاط قوة كبيرة، إلا أن التحديات المالية المتزايدة تتطلب معالجة حاسمة لاستعادة الثقة وضمان الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.


لأول مرة بتاريخها الحديث.. أمريكا تفقد تاجها الائتماني وسط أزمة ديون غير مسبوقة

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *