إيران تطالب دور أوروبي في المفاوضات مع واشنطن وتحذر من فشلها

جددت إيران، الاثنين، تأكيدها على أن المفاوضات النووية التي تُجرى مع الولايات المتحدة “لن تُفضي إلى أي نتيجة”، حال إصرار واشنطن على وقف تخصيب اليورانيوم، فيما يقترب الجانبان من جولة خامسة جديدة من المفاوضات تعقد في أوروبا خلال الأسبوع الجاري، بينما تطالب بدور أوروبي في المفاوضات.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تختراونجي في تصريحات أوردها موقع “نور نيوز”: “موقفنا من التخصيب واضح، وقد أكدنا مراراً أنه إنجاز وطني لن نتراجع عنه”.
ونفى تختراونجي طرح إيران فكرة إنشاء “كونسورتيوم نووي” خلال المفاوضات، قائلاً: “لم تتحدث إيران عن كونسورتيوم نووي، ولكن تم طرح أفكار فيما يتعلق بذلك”، مضيفاً: “إذا تقدم الأمر وتم طرح هذه القضية بشكل جدي، فيمكننا دراستها وإبداء رأينا بشأنها”.
يأتي ذلك في وقت قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال مقابلة مع شبكة ABC NEWS الأميركية، إن واشنطن، لن تسمح لإيران بأي نوع من تخصيب اليورانيوم ولو بنسبة 1%، واصفاً ذلك بأنه “خط أحمر” للولايات المتحدة، التي شاركت في عدة جولات من المفاوضات التي تتوسط فيها سلطنة عمان، مؤكداً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد حل الصراع مع إيران “بالطرق الدبلوماسية عن طريق الحوار”.
ورداً على تصريحات، ويتكوف بشأن التخصيب الإيراني، قال وزير الخارجية عباس عراقجي: التخصيب في إيران ليس شيئاً يمكن تجاهله، إنه إنجاز علمي كبير للشعب الإيراني الذي بذل فيه جهداً كبيراً، ودفع تكاليف باهظة، بما في ذلك دماء علمائنا النوويين، وهذا ليس شيئاً يمكن لأي شخص التخلي عنه”.
وتابع: “يمكن أن تنجح المفاوضات، عندما يتم قبول هذا المبدأ البديهي، وفي الوقت نفسه، لو كان الهدف هو التأكّد من أن إيران لا تتحرك نحو الأسلحة النووية، فهذا الهدف قابل للتحقيق، لأن الأسلحة النووية لا مكان لها في عقيدتنا المبدئية وحتى هناك فتوى ضدها”.
واستطرد قائلاً: “لذلك، من الأفضل للسادة في الولايات المتحدة أن يجعلوا مطالبهم واقعية، ويتصرفوا بشكل منطقي، وفي هذه الحالة يمكن التوصل إلى اتفاق”.
طهران: الطاقة النووية حق لنا
من جانبه، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، إن التخصيب واستخدام الطاقة النووية “حق واضح للأمة الإيرانية، ولا يمكن لأحد أن يحرمنا من حقنا”.
وأضاف: “لسنا دولة تريد الحصول على الأمن من خلال تجارة الأسلحة الأميركية. لن تتراجع إيران عن سياساتها”، مؤكداً أن التخصيب واستخدام الطاقة النووية “حق إيراني (…) إذا احترمت الخطوط الحمراء للبلاد، فسنجلس على طاولة المفاوضات، ولكن لا يجب أن تحاولوا اختبار إيران الكبرى”، بحسب “نور نيوز”.
في السياق، أكد وزير الخارجية خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي هاكان فيدان على أن حق إيران في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية “لا يمكن تجاهله”.
وأفادت وكالة “مهر” للأنباء، بأن عراقجي أطلعه نظيره التركي على المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة والاجتماع الأخير بين إيران والترويكا أوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا).
وأكد عراقجي، أنه “لا يمكن تجاهل حق إيران في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية”، واعتبر أنه “إذا كانت هناك إرادة حقيقية من الجانب الآخر واحترام لحقوق إيران المشروعة وفقاً لمعاهدة حظر الانتشار النووي، فنحن مستعدون لتشكيل تفاعل مربح للجانبين مقابل إنهاء العقوبات”.
وكان عراقجي قال على هامش “منتدى حوار طهران” الذي عقد الأحد: “نواصل حوارنا مع أوروبا، ونعتقد بأنه كلما كان هناك فهم أكبر للوضع بين الجانبين، كان ذلك أفضل. ندعو أوروبا للقيام بدورها، بعد أن قلص هؤلاء دورهم بأنفسهم”.
وأضاف: “الأوروبيون بعيدون عن محادثاتنا (غير المباشرة) مع الولايات المتحدة، وهذا بالطبع ليس مرغوباً فيه بالنسبة إلينا، وبما يدل على أنه لا يوجد تفاهم فيما بينهم بهذا الصدد”.
وبحثت إيران، الجمعة، مع دول “الترويكا” الأوروبية، في قنصلية طهران بإسطنبول، المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي، ورفع العقوبات. كما تنخرط واشنطن وطهران، منذ الشهر الماضي، في محادثات بوساطة عمانية بشأن برنامج إيران النووي، وعقدا 4 جولات من المحادثات وصفاها بأنها “مثمرة”.