اخبار البحرين

«الوطن» تلتقي بسلمان البلوشي أكبر تاجر صقور في البحرين – الوطن

حوراء مرهون

انطلقت عدسة «الوطن» باتجاه الشغف مجدداً، وحطّت في منطقة الصخير جنوب البحرين، لتلتقي سلمان البلوشي أحد أكبر تجار الصقور وممارسي هواية سباقات الصقور في البحرين والمنطقة، حيث تتراوح أسعار الطيور لديه بين 500 دينار و 300 ألف دينار.

البدايات قبل 23 عاماًبدأ البلوشي ممارسة هذه الهواية بعمر السبعة عشر عاماً، وامتلأ قلبه بالشغف والحب، فاختار طريق حياته كله مجاورًا جناح الصقر، في ممارسة هواية «القنص» وتربية الصقور، حتى تطورت الهواية وأصبحت تجارة، ومشاركة في المسابقات الخليجية والعالمية.ووصف البلوشي علاقته بالطير بالحميمة، حيث قال: «الطير يعني لي كل شيء في حياتي.. حرفياً كل شيء، لا أستطيع العيش بدونه، ولا يستطيع بدوني».واستذكر المرة الأولى التي وضع فيها صقراً على يده، وكان يبلغ من العمر 12 عاماً فقط، لكنه منذ تلك اللحظة وهو عاشق للصقر بكل أنواعه وفئاته.وأشار البلوشي إلى وجود أكثر من 50 صقّاراً بحرينياً يعتزّ بالانتماء لهم.وأضاف قائلاً: «لا يسعني سوى أن أشكر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب الداعمين الأساسيين في رياضات الموروث الشعبي، حيث بدأت وأغلب المهتمين بهذه الهواية من البحرين في مسابقات ذات جوائز قيمة. ثم تطورنا في الهواية، وأصبحنا نمثل البحرين في البطولات الخارجية».وقال «شاركنا العام الماضي في بطولة كأس الاتحاد الدولي المقام في دبي، وحصلنا على المركز الثالث، بالإضافة لمراكز أولى أكثر من 30 مرة في عدة مسابقات مثل كأس رئيس الدولة، مهرجان الملك عبد العزيز في السعودية، مسابقات الموروث الشعبي في الكويت وقطر».فرق بين «الصقارة»والتدريب للسباقونوّه البلوشي، لوجود فرق بين «صقارة» الطير وتدريبه، حيث أكد بأن «الصقارة» تعني تجهيز الطير وإعداده للقنص والصيد في البر، وهو أساس هواية تربية الصقور، لكن التدريب للسباق عالم آخر ينضوي ضمن رياضات الموروث الشعبي، حيث يصبح الطير فيه رياضيًا بحاجة لبرنامج تدريبي وغذائي مكثف، تماماً مثل الإنسان الرياضي.وأوضح أن أول ما يفعله الصقّار لتربية طيره هو تعويده على «البرقع» الذي يغطي عينيه، حتى يهدأ الطير، ويتعود على مرافقة الإنسان.كما توجد طريقة أخرى لتعليمه على الطيران لمسافات بسرعة، وهي “التلواح»، أي الإشارة إلى الطير بإغرائه بلحم، حتى يطير المسافة، ويصل إلى اللحم لأكله، ويجب أن يتعلم الطير أن يطير باستقامة وانخفاض، حيث إن الميلان والصعود للأعلى يقلل من سرعته، ويجعله أقل حظاً للفوز في السباق.وفيما يتعلق بالفرائس في الصيد والقنص، أوضح البلوشي أن أفضل الفرائس التي يصطادها الصقر في البر هي الحبارى، والأرنب والكروان، وأثمنها الحبارى، وهو طائر بري مهاجر أقرب شكلاً للدجاج.وأشار إلى أن تربية الصقور تطورت كثيراً الآن بفضل الأجهزة المتقدمة والمتطورة، التي تمكّن كل فرد من تربية أكثر من 7 طيور في الآن ذاته. كما أكدّ أن لكل صقر جواز سفر، وسجلاً صحياً، يستطيع أن يسافر به ويتنقل بين دول العالم.70 صقراً بكلفة تغذية3 آلاف دينار شهرياًيملك البلوشي أكثر من 70 صقراً مدرباً في «العزبة»، بحاجة لعناية يومية تشمل التغذية والعلاج والتدريب، وأشار إلى أن تكلفة التغذية فقط المنحصرة في توفير اللحوم للصقور تبلغ 3 آلاف دينار شهرياً.وأكدّ أن العناية تشمل حتى العناية النفسية بالطير، الذي يحتاج للراحة النفسية وتغيير المزاج، والبقاء في مكان بدرجة حرارة معتدلة تتناسب مع احتياجاته.أنواع الصقورولفت إلى أن أغلب دول العالم تحتوي على تجارة وسباقات الصقور، وأن البحرين تستورد بعضاً من هذه الصقور المميزة من الخارج، من دول أوروبية وأمريكا على سبيل المثال.لكنّ أنواع الصقور الأساسية 3 : الحر والشاهين والجير، وتم تهجينها في المزارع للحصول على طيور أقوى وأشد قدرة على تحمل تغيير الجو والصعوبات المناخية والسفر، بالإضافة لسرعة أكبر في السباقات.ويسمى الطير المصطاد من الطبيعة بالوحش، بينما المنتج في المزارع «طاروح»، لكنّ أغلب ممارسي الهواية يفضلون الوحش الذي له مكانة خاصة في قلوبهم، وهو الطير الذي لم يتدخل الإنسان في إنتاجه، لكنه موجود في الطبيعة.واختتم البلوشي حديثه بطموح يختلج في صدره، وهو تأسيس مدرسة لتعليم تربية الصقور وتدريبها للسباقات، للحفاظ على الموروث الشعبي، موضحاً أن توارث هذه الهواية التي لها فوائد كثيرة على الناشئة والشباب، منها تعليم الشجاعة والرحمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *