قبة ترامب الذهبية تواجه عقبة غير متوقعة.. دولة تعيق الحلم

أغفل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عندما أعلن هذا الأسبوع، عن رؤيته المقترحة لمشروع “القبة الذهبية” الذي يحمي الولايات المتحدة من كافة الصواريخ، تفصيلاً رئيسياً، هو أنه لا يستطيع بناءها بدون كندا، وذلك حسبما أكده لموقع “بوليتيكو”، اليوم السبت.
ـ قبة ترامب الذهبية تواجه عقبة غير متوقعة
ووفقاً لـ “بوليتيكو”، فإن الجارة الشمالية لم تعلن بعد رغبتها في الانضمام لمشروع قبة ترامب الذهبية الذي قد تبلغ كلفته 500 مليار دولار.
وبحسب مسؤولين وخبراء أمريكيين، فإن كندا ستحتاج إلى لعب دور محوري في مشروع قبة ترامب الذهبية المميزة، وذلك مع توفير أوتاوا للرادارات والمجال الجوي اللازمين لتتبع الصواريخ القادمة في القطب الشمالي.
وبينما يُصرّ ترامب على رغبة كندا في المشاركة بهذا المشروع، يبدو أن القادة الكنديين أكثر فتورا وبرودة.
كندا تبحث عن شركاء آخرين
وذكر الموقع الأمريكي، أنه سواء أدرك ترامب ذلك أم لا، فإنه يجد نفسه فجأةً بحاجة إلى حليفٍ تخلى عنه إلى حدٍّ كبير.
فقد خصَّ كندا بالاستغلال المجاني للقوة العسكرية الأمريكية وعلاقات التجارة التفضيلية، وانخرط في معركة جمركية أثّرت سلباً على العلاقات.
فيما حذّر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني من أن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستهانة بأوتاوا، وبدأ البحث عن شركاء أمنيين آخرين، وبالتالي، يمنح الدرع كندا نفوذاً جديداً في العلاقة الهشة بين البلدين.
من حانبه، أوضح عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند، وكبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، جاك ريد، في مقابلة أن “خطاب ترامب نفّر شريحةً كبيرةً من الشعب الكندي، وهذا ينعكس على القادة السياسيين… إنها ليست، كما تعلمون، علاقة كنديةأمريكية تقليدية، إنها أشبه بقول: لا يمكننا فعل ذلك بسهولة، لأن شعبنا مستاءٌ للغاية”.
وبحسب جنرال متقاعد من سلاح الجو الأمريكي، قاد القيادة الشمالية الأمريكية حتى العام الماضي، يدعى جلين فان هيرك، فإن كندا مولت تاريخيا حوالي 40% من استثمارات “NORAD” (قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية)، وهي تُخصص 38 مليار دولار للقيادة لإضافة رادارات جديدة في الشمال على مدى العقدين المقبلين.
كما أضاف أنه “بدون هذه الاستثمارات وأجهزة استشعار إضافية يمكنها رصد القطب الشمالي، يعتقد المسؤولون أن الولايات المتحدة ستواجه صعوبة في بناء دفاع جوي أمريكي شمالي موثوق”.
وفي إعلانه عن مشروع “القبة الذهبية” يوم الثلاثاء، قلل ترامب من أهمية ما يمكن أن تقدمه كندا للمشروع، وقال: “إنهم يريدون الحماية أيضاً، وكعادتنا، نساعد كندا”.
كندا تلعب دوراً هاماً
تبلغ مساحة كندا ما يقرب من 4 ملايين ميل مربع، ويوفر هذا المجال الجوي خط رؤيةٍ حاسماً لأجهزة الاستشعار الأمريكية لإسقاط الصواريخ التي تُطوّرها بكين وموسكو لتحلّق فوق القطب الشمالي، وهي فجوة هائلة في الدفاعات الجوية الأمريكية.
ولطالما لعبت كندا دوراً هاماً في الدفاع الجوي والصاروخي لأمريكا الشمالية، وحرصت قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية، أو “نوراد”، التي تأسست قبل 67 عاماً، على تعاون الجيشين الأمريكي والكندي يومياً لتتبع أي شيء يقترب من المجال الجوي لأيٍّ من البلدين.
فيما تتبادل الرادارات الكندية والأمريكية المعلومات، وتقوم طائرات مقاتلة من كلا البلدين بدوريات في القطب الشمالي، وتحذر هذه الرادارات من سيل متواصل من الطائرات المقاتلة والقاذفات الروسية.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية