وطن بينما تتواصل الحرب الإسرائيلية المدمّرة على قطاع غزة، ويعمّ الغضب الشعبي العالم العربي رفضًا للتطبيع، اختار أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، أن يغرد خارج السرب. ففي تصريحات مثيرة للجدل، دافع أبو الغيط عن الدول العربية التي تُبقي على علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن قطعها “ليس قرارًا حكيمًا” في هذا التوقيت.
وبرّر أبو الغيط موقفه بأن هذه القنوات الرسمية ضرورية لتسهيل جهود الوساطة ووقف إطلاق النار، رغم أن الشارع العربي بات يعتبر التطبيع غطاءً سياسياً للمجازر المتواصلة في غزة منذ أكثر من سبعة أشهر، والتي حصدت أرواح آلاف المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.
التصريحات جاءت بعد أن تزايد الضغط الشعبي على حكومات عربية، خاصة تلك التي أبرمت “اتفاقيات أبراهام“، وأبرزها الإمارات والبحرين، إلى جانب مصر والأردن والمغرب. وواجهت هذه الدول انتقادات حادة لعدم اتخاذ أي خطوات جادة لوقف المجازر أو تجميد التعاون السياسي والعسكري مع تل أبيب.
أبو الغيط شدد على أن “السلام يتطلب الحوار”، متجاهلاً مشاعر الملايين الذين يرون في التطبيع خيانة لقضية فلسطين، وتفريطًا في الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
في المقابل، اعتبر ناشطون ومراقبون أن تصريحات أبو الغيط تمثل خضوعًا تامًا للإملاءات الدولية، وتجميلًا لمواقف مخزية لبعض الأنظمة العربية، على حساب دماء الأبرياء.
الانتقادات لم تتوقف عند حدود الإعلام أو السوشيال ميديا، بل وصلت إلى قادة رأي ودبلوماسيين سابقين، طالبوا بإقالة أبو الغيط، واعتبروا أن الجامعة العربية أصبحت منصة لتبرير التخاذل، بدلًا من أن تكون منبرًا للدفاع عن الحقوق العربية.
في ظل هذا المشهد المأزوم، يبقى السؤال المطروح: هل لا يزال العرب يملكون موقفًا موحدًا؟ أم أن غزة وحدها ستواجه العدوان والتواطؤ معًا؟
تغريدة فاضحة لـِ”أحمد أبو الغيط” عن مجزرة مستشفى المعمداني تثير غضباً .. ماذا قال؟