اندلع خلاف علني حاد، الخميس، بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحليفه السابق، الملياردير إيلون ماسك، الذي كان عضواً رئيسياً في الدائرة الداخلية للرئيس، ومانحاً أساسياً لحملته الانتخابية.
وأدى الخلاف إلى انهيار “تحالف هش” بين اثنين من أقوى رجال العالم، وقد يكون لخلافهما “عواقب وخيمة” إذا استمر أو حتى تصاعد، حسبما ذكرت “نيويورك تايمز”.
وبدأت التوترات تتصاعد الثلاثاء، عندما انتقد ماسك ما وصفه ترمب بـ”مشروع القانون الضخم والجميل”، إذ قال عنه الملياردير الأميركي إنه “عمل مقزز”، ما أثار دهشة قادة الجمهوريين.
وصعّد ماسك الخلاف، الخميس، عندما دعا إلى عزل ترمب وسخر من علاقاته مع جيفري إبستين، المدان بارتكاب جرائم جنسية، في حين هدد الرئيس الأميركي بإلغاء العقود الفيدرالية والإعانات الضريبية لشركات ماسك.
وكان ماسك، حتى وقت قريب، مؤيداً قوياً للرئيس وشخصية شبه دائمة في البيت الأبيض. وفي مناسبة تكريمه رسمياً لانتهاء فترة عمله الحكومي الأسبوع الماضي، قال ماسك إنه سيظل “صديقاً ومستشاراً” لإدارة ترمب.
وتقدم صحيفة “نيويورك تامز” 8 طرق يمكن لماسك وترمب أن يلحقا بها الأذى ببعضهما البعض.
ما يمكن أن يفعله ماسك
- تمويل حملات انتخابية
تشير “نيويورك تايمز” إلى أن رجل الأعمال الأميركي يمكن أن يُوظّف ملياراته ضد ترمب وحلفائه وأجندته. وأضافت” بعد إنفاق أكثر من 250 مليون دولار في الحملة الانتخابية لترمب، يُمكن لماسك بسهولة تمويل حملات انتخابية ضد الجمهوريين”.
ووصف ماسك مشروع قانون السياسة الداخلية لترمب بأنه “عمل بغيض مُقزز”. وهاجم قادة الكونجرس الجمهوريين، الخميس، على شبكته للتواصل الاجتماعي “إكس”.
كما يمكن أن يحجب ماسك أيضاً 100 مليون دولار متبقية من تعهده بدعم ترمب.
بعد ظهر الخميس، نشر ماسك استطلاع رأي على منصة “إكس” يسأل فيه عما إذا كان الوقت قد حان “لإنشاء حزب سياسي جديد في أميركا. وقد صوّت أكثر من 80% من المشاركين، البالغ عددهم قرابة مليوني شخص، بـ”نعم”. ورداً على منشور يُشير إلى “وجوب عزل ترمب”، قال ماسك: “نعم”. (لم يكن واضحاً تماماً ما إذا كان يوافق على العزل أم على جزء آخر من المنشور).
- جرّ ترمب إلى الجدل
بعد أن كانت علاقتهما وثيقة لأشهر، يمكن لماسك الآن إثارة المتاعب لترمب بادعائه امتلاك معلومات داخلية. وبدون تقديم أدلة، زعم ماسك، الخميس، أن إدارة ترمب أبطأت في إصدار ملفات تتعلق بجيفري إبستين، في إشارة إلى الممول الراحل جيفري إبستين المتهم بالاتجار الجنسي، لأن اسم ترمب ظهر فيها. وكتب: “اذكروا هذا المنشور للمستقبل. ستظهر الحقيقة”.
وسارع الديمقراطيون في مجلس النواب إلى استغلال منشور ماسك بشأن ملفات جيفري إبستين.
- استخدام شركاته ضد الإدارة
كتب ماسك أنه سيُوقف “فوراً” تشغيل مركبة سبيس إكس (دراجون)، التي تنقل رواد فضاء “ناسا” والإمدادات من وإلى محطة الفضاء الدولية. دفع هذا التهديد ستيف بانون، حليف ترمب وأحد أبرز منتقدي ماسك، إلى اقتراح أن “يصادر ترمب سبيس إكس الليلة قبل منتصف الليل” عبر أمر تنفيذي.
ما يمكن أن يفعله ترمب
- إلغاء العقود مع شركات ماسك
على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، قال ترمب إن إنهاء العقود الحكومية مع شركات ماسك، بما في ذلك “سبيس إكس” و”تسلا”، سيكون “أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا”. في العام الماضي، وُعدت شركات ماسك بثلاثة مليارات دولار من خلال ما يقرب من 100 عقد مع 17 وكالة حكومية.
- تحقيقات بشأن الهجرة وتعاطي للمخدرات
دعا بانون، الخميس، إلى تحقيق رسمي في وضع ماسك المتعلق بالهجرة، قائلاً إنه على قناعة راسخة بأن الملياردير الأميركي “أجنبي غير شرعي، ويجب ترحيله من البلاد فوراً”.
ماسك مواطن أميركي متجنس وُلد في جنوب إفريقيا. كما دعا بانون إلى التحقيق في تعاطي ماسك للمخدرات وجهوده للاطلاع على معلومات سرية حول الخطط العسكرية المتعلقة بالصين.
- إلغاء التصريح الأمني
اقترح بانون تعليق تصريح ماسك السري للغاية أثناء التحقيقات مع ملياردير التكنولوجيا. لكن بإمكان ترمب أيضاً إلغاء تصريح ماسك بالكامل، والذي يتمتع به كجزء من العقود الحكومية المتعلقة بعمل سبيس إكس مع ناسا. هذا سيجعل من الصعب جداً على ماسك مواصلة العمل مع الحكومة.
- استخدام سلطة الرئاسة
يتمتع ترمب بصلاحيات واسعة النطاق، منها توقيع أوامر تنفيذية لمعاقبة الخصوم السياسيين، وتوجيه وكالات مثل وزارة العدل لبدء التحقيقات. يمكنه إنهاء بعض مشاريع ماسك المفضلة، مثل ما يسمى بوزارة الكفاءة الحكومية، بالإضافة إلى احتضانه للبيض من جنوب إفريقيا، وهو من أولويات ماسك.