انتهى سلاح الجو الأميركي، من اختبار نسخة جديدة خفيفة الوزن من سلاحه البحري الهجومي QUICKSINK.
وفي اختبار بميدان اختبار الخليج بقاعدة إيجلين الجوية، أطلقت القاذفة الشبحية الأميركية من طراز B-2 Spirit نسخةً تزن 500 رطل من ذخيرة QUICKSINK الدقيقة، ما يؤكد مرونة هذا السلاح ويوسع نطاق الأدوات الاستراتيجية المتاحة لقادة المقاتلين الأمريكيين، بحسب موقع Army Recognition.
وأكد هذا الاختبار الأخير دمج ذخائر الضرب البحرية QUICKSINK مع القاذفات الشبحية الاستراتيجية، ما يُعزز بشكل كبير قدرة القوات الجوية على تحييد السفن السطحية بسرعة وبتكلفة اقتصادية.
وبخلاف النسخة التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي سبق نشرها خلال مناورات حافة المحيط الهادئ (RIMPAC) عام 2024، توفر النسخة التي يبلغ وزنها 500 رطل خيار ضربة أكثر مرونة وقابلية للتطوير للعمليات عبر مناطق بحرية شاسعة.
ويُظهر استخدام B-2، وهي القاذفة الشبحية بعيدة المدى الوحيدة العاملة في العالم، عزم القوات الجوية على الاستفادة من منصاتها منخفضة الرصد في العمليات المضادة للسفن عالية المخاطر مع تقليل وزن حمولة الذخيرة.
ويعرف QUICKSINK، اختصاراً بعبارة “رد الفعل الحركي السريع لهزيمة السفن”، وهو مفهوم ذخيرة دقيقة التوجيه تُطلق جواً، وهو تطوير للقنابل التقليدية، وخاصةً ذخيرة الهجوم المباشر المشترك GBU-31 (JDAM)، إلى أسلحة مضادة للسفن عالية الفعالية، قادرة على تحييد السفن السطحية بدقة متناهية.
ومن خلال تعديل ذخيرة JDAM قياسية ببرنامج توجيه مُخصص وخوارزميات استهداف بحري، يُمكن لهذا السلاح تحديد موقع سفينة متحركة وتتبعها وضربها بدقة متناهية.
ويُحاكي هذا السلاح دور الطوربيد، ولكنه يُطلق جواً، ما يُوفر سرعة في إطلاق الضربات ومدى عمليات أوسع دون الحاجة إلى منصات بحرية.
وتوفر هذه القدرة المبتكرة استجابة سريعة للتهديدات البحرية عبر مساحات شاسعة من المحيطات، ما يعزز بشكل كبير قدرة الردع البحري للقوات الجوية الأميركية وعملياتها.
ويُلبي تطوير النسخة التي يبلغ وزنها 500 رطل الطلب المتزايد على تأثيرات قابلة للتطوير، ويعزز كفاءة الطلعات الجوية في الحروب البحرية الحديثة.
ومن خلال تقليل حجم ووزن الذخيرة، يزيد سلاح الجو الأميركي بشكل فعال من سعة حمولة طائرات الهجوم، ما يُمكّن منصة واحدة من التعامل مع أهداف متعددة خلال مهمة واحدة، وهو أمر بالغ الأهمية في سيناريوهات الحشد أو التشبع التي تُلاحظ بشكل متزايد في الصراعات المحتملة بين القوات المتقاربة.
وتُعدُّ قاذفة B-2 Spirit، التي بنتها شركة Northrop Grumman، قاذفة استراتيجية بعيدة المدى وعالية الأداء، مصممة لاختراق الدفاعات الجوية الكثيفة.
وتجعلها خصائصها الشبحية، وإلكترونياتها المتطورة، وقدرتها على التحمل الطويلة منصة مثالية لإطلاق ذخائر دقيقة في البيئات المتنازع عليها.
وبفضل قدرتها على قطع مسافات عابرة للقارات دون الحاجة للتزود بالوقود، ونشر حمولات نووية وتقليدية، تُمثل B-2 حجر الزاوية في قدرة الضربة العالمية الأميركية.
ومن خلال دمج هذه الطائرة مع أسلحة هجومية بحرية متطورة مثل QUICKSINK، يُوسِّع سلاح الجو الأميركي نطاقه البحري ونطاق استجابته للتهديدات بشكل كبير.
وبالإضافة إلى قاذفة B-2، توفر الطبيعة المعيارية لمجموعة توجيه QUICKSINK التوافق مع منصات أخرى تابعة للقوات الجوية والبحرية، مثل F-15E Strik Eagle وF-35، وحتى الطائرات دون طيار مستقبلاً.
ويدعم هذا التنوع إطار العمليات المشتركة لجميع المجالات (JADO)، ويُعد التكامل متعدد المنصات ومتعدد الخدمات أساسيًا للفوز في النزاعات المستقبلية.
كما يتيح خيارات استجابة سريعة ومتكيفة في كل من المحيطات المفتوحة والبيئات الساحلية، وهو أمر بالغ الأهمية لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المحيط الهادئ ومسارح العمليات العالمية الأخرى.
وأكد قائد الجناح الثالث والخمسين في الجيش الأميركي، دان ليهوسكي، على الفوائد التشغيلية، قائلاً إن نظام QUICKSINK يُضيف خيارات للمقاتل ويُعزز المرونة التشغيلية.
وسلط قائد مديرية الذخائر في مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركية، ماثيو كاسبرز، الضوء على الجدول الزمني للابتكار، واصفاً صاروخ QUCIKSINK بأنه ثمرة مبادرة نموذجية مشتركة سريعة صُممت لإنتاج وسيلة ميسورة التكلفة لمواجهة التهديدات البحرية.
ومع دمج منصة توصيل خفية، يُمثل صاروخ QUICKSINK، الذي يبلغ وزنه 500 رطل، نقلة نوعية في مجال القوة الفتاكة الفعالة من حيث التكلفة، والتي تدعم مهام الردع دون المساس بقدرة البقاء أو المدى الاستراتيجي.
ويكتسب هذا التطور أهمية خاصة مع استثمار القوى البحرية العالمية في العمليات البحرية الموزعة ونشرها المتزايد للسفن السطحية المتنقلة والمسلحة بكثافة.
ويوفر نظام QUICKSINK للولايات المتحدة طريقة سريعة ودقيقة ومنخفضة التكلفة نسبياً لحرمان سفن العدو من حرية الحركة.
وعلى عكس الطوربيدات باهظة الثمن التي تُطلق من السفن أو الصواريخ المضادة للسفن بعيدة المدى، يستفيد نظام QUICKSINK من هياكل الطائرات والبنية التحتية للذخائر الحالية لتوليد تأثيرات مضادة للسفن مع تعديلات محدودة وقابلية استثنائية للتوسع.
ومع تزايد تحول التوترات الجيوسياسية نحو المجالات البحرية، يُظهر استثمار القوات الجوية الأميركية المستمر في الذخائر المضادة للسفن سريعة الانتشار والقابلة للتطوير نهجاً استباقياً لتأمين الممرات البحرية وإبراز القوة الجوية.
ويُعزز هذا التطور الأخير لنظام QUICKSINK الالتزام الأميركي بالهيمنة البحرية من خلال الابتكار التكنولوجي والتكامل عبر المنصات.
وستكون القدرة على تكييف الذخائر القياسية لأدوار جديدة سمة مميزة للحرب المستقبلية، ويُمثل نظام QUICKSINK مثالاً بارزاً على هذه الاستراتيجية عملياً.