علقت إيران اليوم السبت على ما وصفته “النزعة العنصرية” لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلفية قراره منع سفر رعايا 12 دولة، من بينها إيران، الى الولايات المتحدة، مشيرة أيضا إلى أن القرار يظهر ” عداء عميقا” تجاه الإيرانيين والمسلمين.
وقال مدير شؤون الايرانيين في الخارج علي رضا هاشمي رجا إن القرار الأمريكي “دليل واضح على هيمنة النزعة التفوقية والعنصرية على صانعي السياسات الأميركيين”.
واعتبر رجا أن قرار منع السفر وفرض قيود على دخول رعايا 7 دول أخرى “يؤشر الى العداوة العميقة لصانعي السياسات الأمريكيين حيال الشعب الإيراني والشعوب المسلمة”.
وأضاف رجا، في بيان منشور على موقع إكس “قرار حظر دخول المواطنين الإيرانيين، بسبب ديانتهم وجنسيتهم فحسب، لا يشير فقط إلى عداء عميق من صناع القرار الأمريكيين تجاه الشعب الإيراني والمسلمين، وإنما ينتهك أيضا القانون الدولي”.
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير على مدى العقود الماضية، وصولاً إلى مستويات متدنية للغاية في السنوات الأخيرة. يمكن إرجاع هذا التدهور إلى مجموعة معقدة من العوامل التاريخية، السياسية، والاقتصادية.
جذور التدهور:
الثورة الإيرانية عام 1979 واحتجاز الرهائن الأمريكيين: مثلت هذه الأحداث نقطة تحول حاسمة، حيث أطاحت الثورة بنظام الشاه المدعوم من الولايات المتحدة، وأدت إلى عقود من العداء المتبادل.
برنامج إيران النووي: شكل سعي إيران لتطوير برنامجها النووي مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وحلفائها، الذين يخشون من إمكانية استخدامه لتطوير أسلحة نووية.
دعم إيران لجماعات غير حكومية في المنطقة: تتهم الولايات المتحدة إيران بدعم جماعات مسلحة في الشرق الأوسط (مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن)، مما تعتبره واشنطن زعزعة للاستقرار الإقليمي.
العقوبات الأمريكية: فرضت الولايات المتحدة مجموعة واسعة من العقوبات الاقتصادية على إيران بهدف الضغط عليها لتغيير سياساتها، وقد أثرت هذه العقوبات بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.
التصعيد الأخير:
شهدت العلاقات مزيدا من التدهور خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA) عام 2018 وأعاد فرض عقوبات مشددة. أدت هذه الخطوة إلى تصاعد التوترات، مع وقوع حوادث مثل:
هجمات على ناقلات النفط في الخليج.
إسقاط طائرة مسيرة أمريكية من قبل إيران.
قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية عام 2020، والذي دفع إلى تصعيد غير مسبوق في التوترات.
الموقف الحالي:
لا تزال العلاقات متوترة للغاية. تحاول إدارة بايدن العودة إلى الاتفاق النووي، لكن المحادثات تعثرت بسبب خلافات حول شروط العودة وتوقيت رفع العقوبات. تواصل الولايات المتحدة التعبير عن قلقها بشأن أنشطة إيران الإقليمية وبرنامجها النووي، بينما تصر إيران على حقها في تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية وتدين التدخل الأمريكي في شؤونها.
إن تدهور العلاقات بين أمريكا وإيران هو نتيجة لتراكم عقود من عدم الثقة والصراعات الجيوسياسية. يبقى التوصل إلى حل لهذه الأزمة تحديًا كبيرًا، ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة وتنازلات من الطرفين.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية