أعلنت روسيا، الأحد، تقدم قواتها صوب أطراف منطقة دنيبروبتروفسك بوسط شرق أوكرانيا، في وقت يشهد خلافاً علنياً بين موسكو وكييف بشأن مفاوضات السلام، وتبادل آلاف من جثث الجنود الذين سقطوا في الحرب.
ورغم الحديث عن السلام، لا تشهد الحرب إلا التصعيد مع سيطرة القوات الروسية على مزيد من الأراضي في أوكرانيا وشن كييف هجمات بطائرات مسيرة على أسطول قاذفات قنابل روسي قادر على حمل أسلحة نووية. وتقول موسكو أيضاً إن أوكرانيا تنفذ هجمات على السكك الحديدية.
وتظهر خرائط مفتوحة المصدر يعدها موالون لأوكرانيا، أن روسيا، التي تسيطر على ما يقل قليلاً فحسب عن 20% من مساحة أوكرانيا، سيطرت على أكثر من 190 كيلومتراً مربعاً من منطقة سومي في شرق أوكرانيا في أقل من شهر.
ووفق وزارة الدفاع الروسية، وصلت وحدات من فرقة مدرعات روسية إلى الجبهة الغربية لمنطقة دونيتسك، وتهاجم منطقة دنيبروبتروفسك المحاذية لها.
إغلاق مؤقت لمطارين
وقالت روسيا، الأحد، إنها أسقطت 61 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على منطقة موسكو، ما أسفر عن إغلاق مؤقت لاثنين من المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة.
وقالت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية (روسافياتسيا) عبر تليجرام، إنها أوقفت الرحلات في مطاري فنوكوفو، ودوموديدوفو، لضمان سلامة الملاحة الجوية.
وذكر سيرجي سوبيانين، رئيس بلدية موسكو على تطبيق تليجرام، أن وحدات الدفاع الجوي، دمرت 9 طائرات مسيرة كانت متجهة إلى موسكو بحلول الساعة 04:00 بتوقيت جرينتش.
وأضاف سوبيانين، أن فرق الطوارئ توجهت إلى مواقع سقوط حطام الطائرات المسيرة في الهجوم الذي وقع خلال الليل. ولم يتم الإبلاغ بعد عن وقوع أي أضرار.
وأفاد حاكم منطقة تولا، بأن هجوماً شنته أوكرانيا بطائرات مسيرة، أدى لاندلاع حريق استمر لوقت قصير في مصنع آزوت للكيماويات، وأسفر عن إصابة شخصين.
تقدم روسي
في المقابل، قالت قوات الدفاع في جنوب أوكرانيا على تطبيق تليجرام: “العدو لا يتخلى عن عزمه دخول منطقة دنيبروبتروفسك. جنودنا يحافظون ببسالة واحترافية على قطاعهم من الجبهة، ويعرقلون خطط المحتل. هذا العمل لا يتوقف للحظة واحدة”.
وأظهرت خرائط من موقع “ديب ستيت” الموالي لأوكرانيا، تواجد قوات روسية في منطقة قريبة جداً من دنيبروبتروفسك، التي كان يقطنها أكثر من 3 ملايين نسمة قبل الحرب.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، ديميترو زابوروجيتس، إن القوات الروسية تحاول “بناء رأس جسر للهجوم” على كوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي مهم للجيش الأوكراني.
وفي تطور آخر، قالت القوات الجوية الأوكرانية، الأحد، إن روسيا أطلقت 49 مسيرة، وشراك خداعية متفجرة وثلاثة صواريخ خلال الليل، أسقطت منها 40 مسيرة أو قامت بالتشويش عليها إلكترونياً، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وكانت روسيا تسيطر على مساحة تبلغ 113.273 كم مربع، أو 18.8% من الأراضي الأوكرانية حتى 7 يونيو، بحسب خريطة موقع موقع “ديب ستيت”، وهذه مساحة أكبر من مساحة ولاية فيرجينيا الأميركية.
وتشمل المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية شبه جزيرة القرم، وأكثر من 99% من منطقة لوجانسك، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزابوروجيا وخيرسون، وجميعها في الشرق أو الجنوب الشرقي، وأجزاء من منطقتي خاركيف وسومي في الشمال الشرقي.
تأخير تبادل الأسرى
وقال مسؤولون روس، الأحد، إن موسكو لا تزال تنتظر تأكيداً رسمياً من كييف بأن التبادل المخطط لعدد 6 آلاف جثة لجنود سقطوا في المعارك سيحدث، مكررين اتهامات بأن أوكرانيا أجلت عملية التبادل.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء، عن ممثل فريق التفاوض الروسي، الفريق الروسي ألكسندر زورين، قوله، الأحد، إن قطارات تحمل رفات جنود أوكرانيين ستبدأ في التحرّك صوب الحدود في غضون ساعة.
وأضاف أن روسيا سلمت الدفعة الأولى من 1212 جثة لجنود القوات المسلحة الأوكرانية إلى موقع التبادل على الحدود، وتنتظر تأكيداً من الجانب الأوكراني، لكن هناك “إشارات” إلى أن عملية نقل الرفات ستؤجل حتى الأسبوع المقبل.
واتهمت موسكو، السبت، كييف، بتأخير تبادل أسرى وإعادة رفات 12 ألف جندي لكن أوكرانيا نفت ذلك.
وتبادلت كل من روسيا وأوكرانيا الاتهامات، بتعريض خطط تبادل 6 آلاف جثة لجنود سقطوا في المعارك للخطر، وهو ما جرى الاتفاق عليه خلال محادثات مباشرة في إسطنبول الاثنين الماضي، لم تحرز أي تقدم نحو إنهاء الحرب.
والخميس، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الحرب في أوكرانيا، بأنها شجار أطفال، وألمح إلى أنه قد يترك الصراع دائراً ببساطة.
اتهامات بشأن الاستعداد للسلام
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، إنه لا يعتقد أن القادة الأوكرانيين يريدون السلام، واتهمهم بإصدار أمر بقصف بريانسك في غرب روسيا، ما أسفر عن سقوط سبعة وإصابة 115 قبل يوم من عقد محادثات في تركيا.
ولم تعلق كييف على الهجوم الذي استهدف جسر بريانسك، واتهمت بدورها روسيا بعدم الجدية في السعي للسلام، مشيرة إلى مقاومة روسيا لفكرة وقف إطلاق النار الفوري.
وقال بوتين لترمب، الأربعاء، إنه سيتعين عليه الرد على الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة على أسطول القاذفات الروسي، وقصف السكك الحديدية.
وقال مسؤولون أميركيون لوكالة “رويترز”، إن الولايات المتحدة، تعتقد أن تهديد بوتين بالانتقام من أوكرانيا بسبب هجماتها لم يحدث بعد بشكل جدي، ومن المرجح أن يكون ضربة كبيرة ومتعددة الجوانب.
واستهدفت روسيا مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا مساء الجمعة، وخلال الليل بطائرات مسيرة وصواريخ وقنابل موجهة، ما أسفر عن سقوط 4 أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 60 آخرين بينهم طفل رضيع، حسبما أفاد مسؤولون محليون السبت.
وتطالب روسيا باعتراف دولي بشبه جزيرة القرم، وهي شبه جزيرة ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، و4 مناطق أخرى في أوكرانيا تطالب بها موسكو كأراضيها. وسيتعين على أوكرانيا سحب قواتها من جميع هذه المناطق.