ليفنت يلماز يني شفق ترجمة وتحرير اخبار تركيا
في مقالاتي السابقة، ذكرت أننا بحاجة إلى متابعة بعض التطورات عن كثب للتنبؤ بما إذا كان البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماع لجنة السياسة النقدية المقرر في 19 يونيو. في مقال اليوم، سأذكر باختصار هذه المتغيرات، ثم أشارك معكم توقعاتي بناءً على الخطوة الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي يوم الثلاثاء.
في مقالي بتاريخ 31 مايو 2025 بعنوان “هل سيكون هناك خفض لأسعار الفائدة في يونيو؟”، كتبت:
“للتكهن بقرار لجنة السياسة النقدية في 19 يونيو، سنتابع أمرين: الأول هو ما إذا كان البنك سيسمح بانخفاض سعر فائدة التمويل، والثاني هو مستوى الطلب على العملات الأجنبية. إذا شهد هذان العاملان تطورًا إيجابيًا، وإذا جاءت بيانات التضخم في مايو أقل من التوقعات، فقد يتم استئناف خفض أسعار الفائدة في اجتماع 19 يونيو بعد توقف دام بعض الوقت.”
إذا نظرنا إلى تدفق البيانات منذ ذلك الحين وإلى الخطوة الأخيرة للبنك المركزي، يبدو أن احتمالية خفض أسعار الفائدة في اجتماع 19 يونيو قد تعززت.
كما نتذكر، جاء تضخم مايو أقل بكثير من التوقعات عند 1.53%. من ناحية أخرى، تباطأ الطلب على العملات الأجنبية إلى حد ما، وعاد الاهتمام الأجنبي بالأصول التركية إلى الإيجابية، مما أدى إلى تدفق استثمارات أجنبية أكثر وضوحًا أسبوعًا بعد أسبوع.
بالإضافة إلى ذلك، يوم الثلاثاء الماضي، أجرى البنك المركزي مزادًا لـ 100 مليار ليرة تركية بفترة استحقاق أسبوع واحد. بصراحة، هذه الخطوة كانت مفاجئة للسوق لأنها لم تكن متوقعة، وأعطت إشارة إلى خفض محتمل لأسعار الفائدة في اجتماع 19 يونيو. وذلك لأن البنك سمح بتشكيل سعر الفائدة عند 46% بدلاً من 49%.
في المزاد الذي أجراه البنك المركزي بقيمة 100 مليار ليرة، بلغت العطاءات 648 مليارًا و945 مليون ليرة، وكانت أقل فائدة بسيطة 46.00%، والمتوسط 46.00%، وأعلى فائدة 46.00%. وهكذا، ولأول مرة منذ فترة طويلة، قام البنك المركزي بتمويل السوق بنسبة 46% بدلاً من 49%، مما فتح المجال لانخفاض متوسط تكلفة التمويل المرجح (AOFM).
كما تذكرون، كنت قد ذكرت في مقالاتي السابقة أنه سيكون من الأصح التنبؤ بناءً على ما إذا كانت هذه الخطوة ستحدث أم لا في الفترة التي تسبق 19 يونيو. انطلاقًا من هذه النقطة، أتوقع الآن أن اجتماع اللجنة الأول سيحمل معه خفضًا لأسعار الفائدة. لكن السؤال هو: ما مقدار الخفض المتوقع؟
سعر الفائدة الرئيسي حاليًا عند 46%. نظرًا لأن البنك المركزي سمح بانخفاض AOFM بمقدار 3 نقاط مئوية، يمكننا أن نفترض أن خفضًا بمقدار 300 نقطة أساس قد يكون على الطاولة. لكن توقعي هو أن البنك المركزي قد يتخذ هذه المرة خطوة “حذرة” ويقوم بخفض أقل، بدلاً من خفض كبير. والسبب هو أن احتياطيات البنك منخفضة جدًا مقارنةً بالفترة التي تم فيها آخر رفع لأسعار الفائدة.
بالطبع، هذا مجرد تحليل بناءً على البيانات المتاحة. في الواقع، يحتاج القطاع الحقيقي إلى أكثر من ذلك بكثير. والأهم من ذلك، أن حد النمو الشهري البالغ 1.5% للقروض التجارية بالليرة التركية أصبح يشكل ضغطًا على الشركات والبنوك على حد سواء.
خلاصة القول: مع البيانات الحالية، يبدو أن خفض أسعار الفائدة قادم، لكن حجمه قد يكون أقل مما يتوقعه السوق بسبب حذر البنك المركزي. ومع ذلك، فإن الاقتصاد يحتاج إلى تحفيز أكبر لتعزيز النمو. سنرى ما سيقرره البنك المركزي في 19 يونيو!