نشأ جيش المرابطين من حركة إصلاحية دينية في الصحراء الكبرى بالمغرب في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، وسرعان ما تحول إلى قوة عسكرية وسياسية هائلة غيرت خريطة شمال إفريقيا والأندلس. أسس هذه الحركة الفقيه عبد الله بن ياسين الجازولي، الذي دعا إلى العودة لأصول الدين الإسلامي وتطبيق الشريعة. اجتذب دعوته قبائل صنهاجة اللمتونية، التي شكلت النواة الأولى لجيش المرابطين.

إنجازات جيش المرابطين الرئيسية

تجلت قوة المرابطين في سلسلة من الإنجازات العسكرية والسياسية التي وسعت نفوذهم بشكل كبير:

 توحيد المغرب: تمكن المرابطون تحت قيادة يوسف بن تاشفين من توحيد القبائل المتناحرة في المغرب، وتأسيس دولة قوية وعاصمة مزدهرة في مراكش (عام 1070م)، التي أصبحت مركزا حضاريا وعلميا.

 ضم الأندلس: كان من أهم إنجازات المرابطين هو استجابتهم لنداء استغاثة ملوك الطوائف في الأندلس ضد توسع الممالك المسيحية في الشمال. انتصر يوسف بن تاشفين في معركة الزلاقة الحاسمة عام 1086م، وهي معركة أنقذت الأندلس من السقوط المبكر في يد المسيحيين. بعد ذلك، قام المرابطون بضم الأندلس تدريجيا إلى دولتهم، منهينا بذلك عصر ملوك الطوائف المتشرذم.

  إرساء الأمن والاستقرار: عمل المرابطون على فرض الأمن والاستقرار في المناطق التي سيطروا عليها، وقضوا على الفوضى والنزاعات الداخلية، مما أدى إلى ازدهار التجارة والحرف والصناعات.

  دعم الحركة العلمية: على الرغم من توجههم الديني المحافظ، إلا أن المرابطين شجعوا الحركة العلمية والأدبية، خاصة في الأندلس، وشهدت مدن مثل قرطبة وإشبيلية وغرناطة نهضة ثقافية وعلمية في عصرهم.

 

نهاية دولة المرابطين

 

بدأت عوامل الضعف تدب في دولة المرابطين بعد فترة من الازدهار والقوة، وساهمت عدة عوامل في نهايتهم:

  الجمود الديني: بعد وفاة يوسف بن تاشفين، اتسمت قيادة المرابطين بالجمود الديني والتشدد في بعض الأحيان، مما أدى إلى نفور بعض العلماء والعامة.

  الرخاء والترف: أثر الترف الذي عاشه بعض حكام المرابطين بعد اتساع دولتهم على قوتهم العسكرية ومعنويات جنودهم، مما أفقدهم بعضًا من روحهم الجهادية الأولى.

 صعود حركة الموحدين: كان ظهور حركة الموحدين في المغرب تحت قيادة محمد بن تومرت ومن بعده عبد المؤمن بن علي، هو الضربة القاضية لدولة المرابطين. دعا الموحدون إلى إصلاح ديني أعمق واتهموا المرابطين بالانحراف عن صحيح الدين.

 سقوط مراكش: استطاع الموحدون بعد صراع طويل أن يسيطروا على مراكش، عاصمة المرابطين، عام 1147م، لتسقط بذلك دولتهم بشكل كامل، وتنتقل السلطة إلى الموحدين الذين أسسوا بدورهم إمبراطورية قوية في شمال إفريقيا والأندلس.

لقد ترك جيش المرابطين إرثا عظيما في تاريخ المغرب والأندلس، حيث قاموا بدور محوري في حماية الوجود الإسلامي في الأندلس لقرن آخر من الزمان، وأسسوا دولة قوية وموحدة تركت بصماتها على المنطقة.

 

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.