في أعقاب الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على البنية التحتية وكبار المسؤولين في إيران كجزء من عملية غير مسبوقة لإحباط البرنامج النووي لطهران، نشرت العديد من الدول في جميع أنحاء العالم ردود فعل رسمية بعضها دعم إسرائيل، في حين أدان البعض الآخر بشدة هذا العمل.

دولة واحدة دعمت إسرائيل في هجومها على إيران

أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن “إسرائيل اتخذت الليلة إجراءً أحادي الجانب ضد إيران”.

وأوضح روبيو، أن الولايات المتحدة لم تكن متورطة في الهجمات، وأن “أولويتنا القصوى هي حماية قواتنا الأمريكية في المنطقة”.

ومع ذلك، أشار إلى أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها تعتبر هذا الإجراء ضروريا للدفاع عن النفس، وقال روبيو: “يجب على إيران الامتناع عن الإضرار بالمصالح الأمريكية أو بشعبنا”.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، عن قلقه العميق إزاء التطورات التي وقعت الليلة الماضية، قائلاً: “يُشكل المزيد من التصعيد تهديدا خطيرا للسلام والاستقرار في المنطقة، وليس في مصلحة أحد، هذه لحظة خطيرة، وأدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس”.

أما وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، فقد صرح بأن “فرنسا تتابع التطورات عن كثب”، مؤكدًا التزام بلاده باستقرار المنطقة. 

وأكد دعم فرنسا لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه دعا إلى استخدام جميع القنوات الدبلوماسية لمنع التصعيد، كما أعرب عن قلقه العميق إزاء استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي.

من جانبه، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز أن “الهدف يجب أن يظل منع إيران من تطوير الأسلحة النووية”، كذلك، أعلنت ألمانيا في وقت لاحق أن السلطات الأمنية ستعزز حماية المنشآت اليهودية والإسرائيلية على أراضيها.

بدوره، أعلن الكرملين في روسيا ردا على التطورات: “ندين التصعيد الحاد في التوترات بين إسرائيل وإيران، نشعر بالقلق إزاء الوضع في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على إيران”.

ردود فعل عربية

وفي السياق، أصدرت الحكومة الأردنية بيانا حازما جاء فيه: “الأردن لم ولن يسمح بانتهاك مجاله الجوي، ولن يصبح ساحة معركة لأي صراع”.

وأدانت المملكة العربية السعودية بشدة هذا الإجراء، واعتبرته انتهاكا لسيادة إيران والقانون الدولي. 

وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن وزير الخارجية فيصل بن فرحان تحدث مع نظيره الإيراني، عباس عراقجي، وأوضح أن “استخدام القوة لا يؤدي إلا إلى عرقلة جهود خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية”.

كذلك، أدانت مصر، أيضاً الهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكدة متابعتها بقلق بالغ التطورات الحالية المتسارعة.

وأكدت الخارجية المصرية في بيان لها أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران تمثل تصعيدا إقليميا سافرا بالغ الخطورة، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وفي هذه الأثناء، وعقب إطلاق الجيش الإسرائيلي عمليةً ضد البنية التحتية في إيران، يُجري وزير الخارجية جدعون ساعر منذ الليلة الماضية محادثاتٍ سياسيةً مطولة مع نظرائه حول العالم. 

وتُعقد هذه المحادثات في إطار جهدٍ دبلوماسيٍّ لضمان الشرعية الدولية للعمل العسكري وشرح موقف إسرائيل.

في الوقت نفسه، وتحت إشراف ساعر، انتقلت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى حالة الطوارئ وأنشأت مركز عمليات يعمل على مدار الساعة. 

ويُنسّق مركز العمليات أنشطة جميع البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية حول العالم، والمُوجّهة للعمل في المجالين السياسي والإعلامي بهدف حشد الدعم للتحركات الإسرائيلية، حسبما كشفه الإعلام العبري.

وكان من أوائل المحادثات التي أجراها ساعر مع وزير الخارجية الألماني يوهان وودبول صباح اليوم، وخلال المحادثة، أطلع ساعر نظيره على قرار مجلس الوزراء، الذي اعتُمد بالإجماع، وعلى إطلاق الجيش الإسرائيلي للعملية. 

وقال: “اتخذنا هذا القرار في اللحظة الأخيرة، بعد أن جُرِّبت جميع الطرق الأخرى، لقد رأى العالم أجمع وفهم أن الإيرانيين لم يكونوا مستعدين للتوقف، وكان علينا إيقافهم، وقد أوضح آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الانتهاكات الإيرانية الخطيرة، نعلم أن أياما صعبة تنتظرنا، لكن ليس لدينا خيار آخر”.

وأيضاً، تحدث ساعر مع وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، وناقش الطرفان قرار مجلس الوزراء بالعمل على إحباط البرنامج النووي الإيراني، وتطرقا أيضا إلى قضية غزة. 

وأجرى وزير الخارجية اتصالاً هاتفياً مع كيا كالاس، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، وأطلعها على قرار مجلس الوزراء وإجراءات الجيش الإسرائيلي. 

وإلى جانب ضرورة كبح البرنامج النووي الإيراني، تناول الوزير ساعر أيضاً مشروع الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، وأكد أن حجم الصواريخ الموجودة حالياً في إيران ومعدل إنتاج صواريخها الجديدة لا يُصدق، ويهدد بجعلها أكبر مُصنّع للصواريخ في العالم.

كما أشار الوزير إلى الخطوات التي اتخذتها إيران لاستعادة منظومة إنتاج الصواريخ منذ عملية جيش الدفاع الإسرائيلي أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2024. 

وأشار أيضًا إلى أن إيران تعمل على خطة تدميرية ضد إسرائيل، وأن مشروعها الصاروخي يُضيف مستوى آخر من التهديد النووي، ويشكل تهديدا خطيرا لدولة صغيرة كإسرائيل، حسب قوله.

وأكد الوزير أن صواريخ إيران بعيدة المدى تُشكل خطرا على أوروبا أيضا، وهو ما سمعه مرارا خلال محادثاته مع القادة الأوروبيين.


المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.