تشكّل الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل العمق الإيراني تطورا استراتيجيا غير مسبوق في الصراع بين تل أبيب وطهران، حيث تجاوزت إسرائيل سياسة الاحتواء إلى استراتيجية “الضرب في القلب”، مستهدفة منشآت سيادية وقادة عسكريين من الصف الأول.

وبينما تحاول طهران امتصاص الهجوم وامتصاص آثاره داخليا وفقا لخبراء، يتزايد الحديث عن احتمال تفعيل أذرعها في المنطقة، وعلى رأسها ميليشيا الحوثي في اليمن، كجزء من استراتيجية الرد غير المباشر.

فالحوثيون، الذين يمثلون أحد أبرز أدوات إيران في شبه الجزيرة العربية، يمتلكون موقعا جغرافيا استراتيجيا يُمكنهم من تهديد المصالح الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر وخليج عدن. وإذا ما قرّرت طهران الرد عبر وكلائها، فإن إشراك الحوثيين في أي مواجهة قد يمنح إيران قدرة على الإرباك والمناورة بعيدًا عن مواجهة مباشرة قد تكون مكلفة أكثر. ولكن دخول الحوثيين في هذا الصراع لن يكون بلا ثمن، إذ قد يعرّضهم لضربات إسرائيلية أو أميركية مباشرة، كما قد يُعجّل بتدويل الصراع في اليمن مجددًا.

حول هذه التطورات، يقول الخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين لوكالة ستيب الإخبارية: “التطورات الأخيرة كانت متوقعة وخاصة التعامل مع إيران من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل بعد انقضاء مدة الستين يوما التي منحها ترامب للوصول إلى اتفاق نووي سلمي مع إيران وفقا للشروط الأمريكية”.

ويضيف: “الضربات الإسرائيلية على إيران صباح هذا الأيام واستهداف أكبر قادتها في منازلهم ناهيك عن استهداف البنية النووية والعسكرية لإيران والحرس الثوري كشفت هشاشة وضع إيران عسكريا وشعبيا”.

وفيما يتعلق بإمكانية دخول ميليشيا الحوثي إلى جانب إيران، يقول حسين:” بالتأكيد سيكون وضع الحوثيين في اليمن أصعب مما كان، ويضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما: الإستسلام أو مساندة إيران”.

ويتابع:” في الحالة الأولى سيخسر الحوثيون حاضنتهم وأنصارهم في الداخل والخارج، وفي الحالة الثانية سيكون تصرفهم هذا أقرب إلى الانتحار إذا أرادت الولايات المتحدة حقل إنهاء دورهم نهائيا في اليمن وفي المنطقة”.

الخبير العسكري استطرد:” من غير المرجح أن تتحول المواجهات بين إيران وإسرائيل إلى حرب شاملة لسببين: السبب الأول عدم وجود حدود بين الدولتين بريا أو بحريا، أما السبب الثاني لأن أذرع إيران الأقرب إلى حدود إسرائيل ليسوا في وضع يمكنهم من مساندة إيران بشكل فعال ومؤثر على سير هذه الحرب، إن تطورت إلى مواجهة شاملة”.

ويزيد:” وأعتقد أن هذا الوضع ينطبق أيضا على الأذرع الإيرانية في العراق التي يتوقع أن تكون محيدة ومقيدة إلى حد بعيد”.

ستيب: سامية لاوند

خاص|| خبير عسكري يتحدث عن نقطة مهمة كشفتها الضربات الإسرائيلية على إيران.. وخيارين أمام الحوثيين

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.