في تطور مفاجئ، غاب جون جياناندريا، رئيس الذكاء الاصطناعي في شركة آبل، عن فعاليات مؤتمر المطورين السنوي WWDC 2025، وهو الغياب الذي لم يمر مرور الكرام لدى المتابعين والمحللين.
وأشار الصحفي التقني الشهير مارك جورمان في نشرته الإخبارية “Power On”، إلى أن هذا الغياب قد يكون مؤشرًا قويًا على قرب خروج جياناندريا من الشركة، في ظل تقارير عن تراجع نفوذه داخليًا وفشل آبل المتكرر في تقديم ابتكارات ملموسة في مجال الذكاء الاصطناعي.
من جوجل إلى آبل.. رحلة لم تكتمل
جياناندريا الذي انضم إلى آبل قادمًا من غوغل، حيث كان يشغل منصب رئيس قسم البحث والذكاء الاصطناعي، جاء بتوقعات كبيرة لتحسين قدرات آبل في هذا المجال.
لكن وفقًا لغورمان، لم يندمج جياناندريا يومًا بشكل كامل مع بيئة آبل وثقافتها المغلقة، وظل دائمًا يُنظر إليه كـ”غريب” بين كبار التنفيذيين.
ويضيف غورمان، أن منهجية جياناندريا في تطوير الذكاء الاصطناعي كانت مختلفة عن رؤية مسؤولي آبل الآخرين، وهو ما انعكس في تعثر مشروع “Apple Intelligence” الذي تم الإعلان عنه العام الماضي وسط وعود كبيرة لم تتحقق بعد.
Siri الجديدة… لا تزال غائبة
أحد أبرز إخفاقات فريق الذكاء الاصطناعي كان التأخير الكبير في إطلاق نسخة Siri المعززة بالذكاء الاصطناعي.
فرغم الترويج الكبير لها في WWDC 2024، لم ترَ المساعد الرقمي الجديد النور حتى الآن، ما شكل خيبة أمل كبيرة للمستخدمين وللمطورين على حد سواء.
هذا العام، اتخذت آبل نهجًا أكثر تحفظًا، حيث لم تذكر Apple Intelligence إلا بشكل عابر في كلمة كريغ فيدريغي، الذي أشار ببساطة إلى أن الذكاء الاصطناعي “يحتاج إلى مزيد من الوقت لينضج”.
وبدلًا من ذلك، ركز الحدث على استعراض تحديثات بصرية مذهلة في نظام iOS 26، مثل تصميم “Liquid Glass” الجديد.
هل فقدت آبل الثقة بجياناندريا؟
الأسئلة تتصاعد حول سبب إقصاء جياناندريا من واجهة الحدث. هل هو قرار استراتيجي لتهدئة الضغوط بعد إخفاقات Apple Intelligence؟ أم أنه بالفعل بداية النهاية لمسيرته داخل آبل؟ وفقًا لغورمان، فإن هذا الغياب “قد يكون علامة على أن آبل لم تعد تثق به”.
التأخير في تبني الذكاء الاصطناعي.. مسؤولية جماعية؟
تجدر الإشارة إلى أن التأخر في دخول مجال الذكاء الاصطناعي لا يتحمله جياناندريا وحده.
ففيدريغي نفسه، وهو أحد أبرز وجوه آبل في WWDC، لم يدرك أهمية الذكاء الاصطناعي إلا بعد استخدامه لأداة ChatGPT في مشروع برمجي شخصي. هذا التأخر في استيعاب أهمية الذكاء الاصطناعي ترك آبل متأخرة سنوات خلف منافسيها مثل مايكروسوفت وغوغل.
مستقبل غامض.. ولكن الفرص كثيرة
حتى لو غادر جياناندريا آبل قريبًا، فإن خبراته الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وخاصة في البحث والتعلم الآلي، ستجعله هدفًا مغريًا للشركات الكبرى، سواء في وادي السيليكون أو خارجه.
لكن بالنسبة لآبل، فإن الطريق نحو منافسة عمالقة الذكاء الاصطناعي لا يزال طويلاً، ويحتاج إلى قيادة أكثر وضوحًا ورؤية أكثر جرأة.
المصدر: صدى البلد