تدفع دول غربية قواتها إلى الشرق الأوسط، بعد أن هددت طهران باستهداف القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية في المنطقة، إذا ساعدت هذه الدول إسرائيل في التصدي للضربات الإيرانية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، السبت 14 من حزيران، إن بريطانيا تنقل أصولًا عسكرية إضافية، بما في ذلك طائرات مقاتلة، إلى الشرق الأوسط لتقديم الدعم في جميع أنحاء المنطقة، وفقًا لوكالة “رويترز“.

وقالت وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، اليوم الأحد 15 حزيران، إن بريطانيا قد تدعم إسرائيل في صراعها مع إيران، لكن قرار إرسال طائرات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط اتخذ في الأساس لحماية القواعد والأفراد البريطانيين.

وسبق تصريح ستارمر، نشر طائرات التزود بالوقود من القواعد البريطانية تحسبًا لأي تصعيد في حال استهداف المنشآت البريطانية، إضافة إلى التحضيرات لإرسال طائرات مقاتلة إضافية.

وفي لحظة اندلاع المواجهات بين إسرائيل وإيران، نشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تغريدة عبر حسابه في منصة “إكس“، قال فيها إن بلاده قررت تعزيز “نظام الحارس” (Sentinelle)، الذي يُتيح نشر جنود حول المواقع الفرنسية الحساسة والسياحية للتعامل مع جميع التهديدات المحتملة.

كما أعلن ماكرون أن فرنسا مستعدة لاتخاذ العديد من الإجراءات لضمان أمن الفرنسيين والقوات الفرنسية والسفارات في الشرق الأوسط.

في حين تجري الولايات المتحدة عمليات تنقّل وتغييرات لمواردها العسكرية، ومنها السفن، في الشرق الأوسط، ردًا على الضربات الإسرائيلية والانتقام الإيراني المحتمل.

وأمرت البحرية الأمريكية المدمرة “توماس هودنر”، بالبدء بالإبحار نحو شرق البحر المتوسط.

كما وجّهت مدمرة ثانية بالبدء في التحرك قدمًا تجاه المنطقة لتكون متاحة في حال طلب البيت الأبيض استخدامها، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.

تحركات سياسية

الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليديس، قال اليوم الأحد 15 من حزيران، إن إيران طلبت من قبرص نقل “بعض الرسائل” إلى إسرائيل، وفقًا لـ “رويترز“.

وقال مكتب خريستودوليديس إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، كما تحدث أيضًا إلى زعماء مصر والإمارات العربية المتحدة واليونان.

وأعرب خريستودوليديس عن عدم سعادته بما وصفه بـ”رد الفعل البطيء”من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه الأحداث في الشرق الأوسط.

في حين، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا ترى في المفاوضات السبيل الوحيد لحل النزاع النووي، مؤكدًا أن المنطقة لا تحتمل حربًا جديدة.

وجاء ذلك خلال اتصال أجراه أردوغان مع سلطان عُمان، هيثم بن طارق، وفقًا لوكالة “الأناضول“.

وحول المخاوف من توسع رقعة الحرب بين إيران وإسرائيل قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأحد، إن إيران لا تريد أن يمتد صراعها مع إسرائيل إلى الدول المجاورة إلا إذا كان الوضع قسريًا، مضيفًا أن ردها كان على أساس الدفاع عن النفس.

وأكد عراقجي أن طهران كانت ترد على العدوان الأجنبي، وإذا توقف هذا العدوان فإن ردود الفعل الإيرانية ستتوقف أيضًا، بحسب وكالة “تسنيم” الإيرانية.

وفي سياق متصل، بحث الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتن، الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، خلال اتصال هاتي أمس السبت 14 من حزيران.

وقال ترامب في منشور على منصته “تروث سوشيال” إن الجانبين خصصا الجزء الأكبر من حديثهما للحديث عن الهجمات الإسرائيلية الشرسة المستمرة التي تهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني، والضربات الإيرانية “الانتقامية”.

وخلال الاتصال أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، استعداد روسيا للقيام بجهود الوساطة الممكنة بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرًا إلى أن روسيا اقترحت خطوات “تهدف إلى إيجاد اتفاقيات مقبولة للطرفين”، خلال المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.

تصعيد عسكري

أصدرت إسرائيل اليوم، الأحد 15 من حزيران، تحذيرات بإجلاء الإيرانيين الذين يعيشون بالقرب من منشآت إنتاج الأسلحة في طهران، وجاء ذلك في إعلان لوزارة الدفاع الإسرائيلية عبر حسابها في منصة “إكس“.

وتصاعد القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران مساء السبت وفجر اليوم الأحد، إذ استهدفت إسرائيل فجر اليوم مخازن النفط في مدينة شهران جنوب العاصمة الإيرانية طهران، وقُتل سبعة قادة بارزين في القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، خلال الاستهداف الإسرائيلي.

واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية ما لا يقل عن 20 موقعًا في أنحاء طهران، بما في ذلك مناطق عسكرية وسكنية في أحياء مكتظة بالسكان في الشمال والغرب مثل نارمك، وسعادة آباد، ووانك، وكامرانيا، ومحيط مطار مهرآباد.

كما قُتل ستة أشخاص وأُصيب 124 شخصًا، بينما لا يزال لا يزال سبعة آخرون في عداد المفقودين، في الهجوم الصاروخي الإيراني على تل أبيب وحيفا وسط إسرائيل، وفقًا لهيئة البث الإسرائيلي.

وشهد فجر الجمعة 13 من حزيران، عدة غارات جوية إسرائيلية على مناطق مختلفة في إيران، بما فيها العاصمة طهران، ثم ردت طهران بمسيرات وصواريخ اعترضها تل أبيب وسقط بعضها في سوريا والأردن.

تصاعد التهديدات والخسائر بين إيران وإسرائيل

المصدر: عنب بلدي

شاركها.