أسفر انفجار مولدة كهرباء لتوزيع “الأمبيرات” في حي السبيل بمدينة حلب، الأحد 15 من حزيران، عن ثلاث إصابات بين المدنيين، وأضرار مادية، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني في المدينة.
ويُظهر فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة اندلاع النيران من المولدة وانتقالها إلى عدد من السيارات والممتلكات المجاورة، وسط حالة من الهلع بين السكان الذين حاولوا الاقتراب من موقع الحريق دون احتياطات أمنية.
تماس كهربائي
المنسق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني السوري في حلب، ماجد ياسين، قال ل، إن الحريق ناتج عن تماس كهربائي في أثناء تفريغ الوقود من سيارة إلى خزان المولدة، ما أدى إلى اشتعال النيران وامتدادها بسرعة إلى معدات مجاورة.
وأصيب ثلاثة مدنيين نتيجة الانفجار، بينما اقتصرت باقي الأضرار على الخسائر المادية، إذ أدى الحريق إلى احتراق سيارتي أجرة (تاكسي)، وتضرر شاحنة، بالإضافة إلى مولدتين كهربائيتين.
بحسب شهادات أهالٍ من حي السبيل لمراسل، فإن المولدة تعمل لساعات طويلة يوميًا دون فترات تبريد كافية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على “الأمبيرات”، ما يرجّح أن ارتفاع حرارة المحرك والضغط الزائد أسهما في تفاقم الحريق بعد التماس.
وتغذي المولدة عددًا من المشتركين يفوق القدرة الفنية التي يمكن أن تتحملها، ما يتكرر في عدة أحياء حلبية دون وجود آلية رقابية واضحة لضبط عدد المشتركين أو الأحمال الكهربائية.
وتعتمد معظم أحياء حلب على مولدات “الأمبيرات” كمصدر بديل للكهرباء، في ظل الانقطاعات المستمرة وضعف التيار النظامي، ما أدى إلى توسع غير منظم لهذا القطاع على حساب شروط السلامة العامة.
حوادث متكررة
الحادثة ليست الأولى من نوعها في مدينة حلب، إذ سجلت خلال السنوات الماضية انفجارات مماثلة، أبرزها انفجار مولدة في حي الفردوس عام 2019 أدى إلى وقوع ضحايا.
وفي عام 2020، وقع انفجار في مولدة “أمبيرات” قرب مستشفى الهلال الأحمر في حي العزيزية، ما أدى أيضًا إلى خسائر مادية وذعر بين الأهالي، دون إعلان رسمي عن نتائج تحقيقات أو إجراءات لاحقة.
كما انفجرت مولدة أخرى في حي الشيخ طه مطلع العام الحالي، دون أن يسفر ذلك عن خطوات فعلية لتحسين شروط السلامة أو فرض رقابة على عمل المولدات.
أزمة كهرباء مستمرة
مدير الشركة العامة للكهرباء في حلب، محمود الأحمد، أشار، في تصريحات سابقة إلى أن أكثر من نصف محافظة حلب لا يزال يعاني من انقطاع متكرر في التيار الكهربائي، لا سيما في الريف الشمالي والغربي والجنوبي، إضافة إلى الأحياء الشرقية التي لم تشهد أي إصلاحات جوهرية منذ عام 2017.
وأكد أن البنية التحتية الكهربائية في نحو 70% من الأحياء الشرقية تعرضت للانهيار، مما يزيد من صعوبة عمليات الصيانة والإصلاح.
وأوضح الأحمد، حينها، أن القدرة الحالية لتوليد الطاقة الكهربائية في سوريا تتراوح بين 1200 و1300 ميغاواط فقط، وهو رقم يقل بشكل كبير عن القدرة التي كانت تصل إلى تسعة آلاف ميغاواط قبل عام 2012.
وأشار إلى أن نقص الوقود والغاز اللازمين لتشغيل المحطات، إلى جانب تدهور حالة محطات التوليد وشبكات النقل، يؤدي إلى تطبيق تقنين قاسٍ في معظم المناطق.
كما لفت إلى أن عدد العاملين في شركة كهرباء حلب انخفض من حوالي ستة آلاف موظف إلى 1500 فقط، الأمر الذي يحد من قدرة الشركة على تغطية كامل المدينة وريفها بالكهرباء.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي