منحت تونس “جائزة محمود درويش للشعر والأدب والفنون” في دورتها الأولى، للشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد، وذلك عن مجمل أعماله الشعرية والأدبية ومسيرته الوطنية والإنسانية، بحسب وكالة تونس إفريقيا للأنباء.

تعدّ هذه الجائزة هي الثانية التي تحمل اسم الشاعر الفلسطيني الكبير، إذ تمنح مؤسسة محمود درويش للثقافة والإبداع في رام الله، جائزة سنوية في ذكرى ميلاده، تكرّم مبدعين فلسطينيين وعرباً وعالميين.

وقال رئيس لجنة تحكيم الجائزة عبد الحميد لرقش: “إن تكريم عملاقَي الشعر العربي الراحلين، الفلسطيني محمود درويش (1941-2008)، والتونسي محمد الصغير أولاد أحمد (1955-2016)، يؤكد على  العلاقة العميقة التي ربطت بين الشاعرين، اللذين لم تجمعها الجغرافيا بقدر ما جمعتها اللغة والقضية”.

أضاف: “كان درويش يعتبر تونس ملهمته، وأقام فيها في زمن المنفى بين 1982 و 1993، وقال ذات قصيدة: كيف نُشفى من حب تونس؟ وكان أولاد أحمد بدوره يرى في فلسطين مرآة أخرى للكرامة، للحق وللقضية العادلة”.

وروى لرقش: “عندما كان الصغير أولاد أحمد يدير بيت الشعر في تونس عام 1995، قال لي: أنا تلميذ محمود درويش. وكانت صداقة الشاعرين أكبر من التوصيف، ولم تكن فقط بين شخصين، بل بين قصيدتين، بين حلمين، بين وطنين يبحثان عن معنى للكرامة”.

ولفت إلى أن أولا أحمد “لم يكن نجماً في صالونات النخبة، بل شاعر الشارع والحرية، شاعر حمل وجع سيدي بوزيد قبل أن تتفجّر منها شرارة الثورة. انخرط في الشعر سياسياً، وهذا ما جعل صوته مختلفاً، متمرّداً وعصياً على الترويض”.

خيط القصيدة بين تونس وفلسطين

ترافق حفل تتويج محمد الصغير أولاد أحمد، مع  معرض وثائقي بعنوان “خرائط تاريخية لفلسطين”، كما غنّت الفنانة عايدة نياطي من كلمات أولاد أحمد، وقدّمت أغاني من التراث الفلسطيني، في محاولة لربط خيط القصيدة بين تونس وفلسطين.  

وتسلمت الجائزة  زوجة أولاد أحمد  السيدة زهور وابنتهما كلمات .

 “جائزة محمود درويش للشعر والأدب والفنون، أطلقها مركز الفنون والثقافة والآداب في قصر السعيد، وكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، وكرسي الإيسيسكو “ابن خلدون للثقافة والتراث”، وهو من ضمن شبكة الكراسي الدولية للفكر والآداب والفنون التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، التي تضم جامعات ومعاهد بحثية مرموقة.

ويرأس اللجنة العلمية لجائزة محمود درويش للشعر والأدب والفنون، المؤرخ الجامعي عبد الحميد لرقش، وعضوية كل من لطيفة لخضر، مؤرّخة ووزيرة ثقافة سابقة، وفوزي محفوظ، مؤرّخ ورئيس كرسي ابن خلدون.

شاركها.