أصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، على أنه هو من أوقف الحرب بين الهند وباكستان في سعيه إلى الحصول على جائزة “نوبل للسلام”، وذلك رداً على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي نفى أي دور أميركي في وقف إطلاق النار بعد مواجهات استمرت 4 أيام في مايو الماضي، إذ تعتبر نيودلهي أن السلام تحقق من خلال محادثات بين جيشي البلدين، وليس بوساطة أميركية.

وجاءت تصريحات ترمب قبل عقده اجتماعاً نادراً بالبيت الأبيض مع رئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير، الأربعاء، وهو أمر من المرجح أن يثير استياء الهند، التي حرص الرئيس الأميركي وسلفه جو بايدن على التقرب منها في إطار الجهود الرامية لمواجهة نفوذ الصين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، إن ترمب سيستضيف الجنرال عاصم منير، بعد أن دعا الأخير إلى ترشيح الرئيس الأميركي لجائزة نوبل للسلام لـ”منعه حرباً نووية بين الهند وباكستان”.

وعندما سُئل عما يأمل تحقيقه من الاجتماع المرتقب، قال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: “لقد أوقفتُ الحرب، وأنا أحب باكستان. أعتقد أن مودي رجل رائع. تحدثت إليه الليلة الماضية. سنعقد صفقة تجارية مع الهند”.

وأضاف: “هذا الرجل (منير) كان مؤثراً جداً في وقف الحرب من جانب باكستان، ومودي من جانب الهند وآخرون. كانوا على وشك القتال، وهما دولتان نوويتان. لقد أوقفت ذلك”.

الهند تنفي تصريحات ترمب

وقال وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري، إن مودي أبلغ ترمب، مساء الثلاثاء، أن وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بعد صراع استمر 4 أيام في مايو الماضي تحقق من خلال محادثات بين الجيشين، وليس بوساطة أميركية.

وكان ترمب قال، الشهر الماضي، إن الجارتين النوويتين في جنوب آسيا اتفقتا على وقف إطلاق النار بعد محادثات بوساطة الولايات المتحدة، وإن الأعمال القتالية انتهت بعد أن حث البلدين على التركيز على التجارة بدلاً من الحروب.

وسبق أن شكرت إسلام أباد واشنطن على لعبها دور الوسيط، في حين نفت نيودلهي في السابق أي وساطة من طرف ثالث.

وتعد المكالمة الهاتفية التي جرت، الثلاثاء، بين مودي وترمب، أول تواصل مباشر بينهما منذ النزاع الذي وقع في الفترة من السابع إلى العاشر من مايو.

وقال وزير الخارجية الهندي في بيان: “أخبر رئيس الوزراء مودي الرئيس ترمب بوضوح أنه خلال هذه الفترة، لم يكن هناك أي حديث في أي مرحلة من المراحل بشأن مواضيع مثل الاتفاق التجاري بين الهند والولايات المتحدة، أو الوساطة الأميركية بين الهند وباكستان”.

وأضاف: “جرت المحادثات بشأن وقف الأعمال العسكرية مباشرة بين الهند وباكستان من خلال القنوات العسكرية القائمة، وبناء على إصرار باكستان.

وأكد رئيس الوزراء مودي أن الهند لم تقبل الوساطة في الماضي ولن تفعل ذلك أبداً”.

وقال ميسري، إنه كان من المقرر أن يلتقي ترمب ومود يعلى هامش قمة مجموعة السبع، لكن ترمب غادر مبكراً بسبب الوضع في الشرق الأوسط.

واندلع أعنف قتال منذ عقود بين الهند وباكستان، بسبب هجوم وقع في 22 أبريل في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من منطقة كشمير وأودى بحياة 26 شخصاً. واتهمت نيودلهي من وصفتهم بـ”الإرهابيين المدعومين من باكستان” بتنفيذ الهجوم، وهو ما نفته إسلام اباد.

شاركها.